مبعوث الأمم المتحدة: ربما فات الأوان لحل الدولتين

27 مارس 2015
حذّر من غياب خيار "حل الدولتين" (الأناضول)
+ الخط -

عبّر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، عن إحباطه من مجريات عملية السلام أكثر من أي وقت مضى، معتبراً أنّ "حل الدولتين ربما انتهى، أو على وشك الانتهاء".

سيري وخلال تقديم إحاطته الأخيرة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، قبل انتهاء ولايته بحلول نهاية الشهر، سرعان ما عاد إلى دبلوماسيته، ليحذّر من غياب خيار "حل الدولتين".

وقال "بما أنّه يظهر أنّ لا أحد من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على استعداد لاستئناف المحادثات، فإن على المجتمع الدولي تقديم إطار صالح للمفاوضات، ولعل هذا هو الطريق الوحيد من أجل الحفاظ عل هدف حل الدولتين".

سيري، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب انتهائه من تقديم إحاطته أمام مجلس الأمن، أصرّ على أن هذا "الإطار الصالح"، يجب ألا يكون مشروطاً وأن تكون نتائجه واضحة منذ البداية، مشدداً على أنّ أي اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين والعالم العربي، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار "مخاوف الأمن الإسرائيلية".

اقرأ أيضاً: ملادينوف منسقاً لعملية السلام.. ومنظمة التحرير لا تثق به

ولم يتحدث سيري، كما غيره من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة أو أي من الدول الغربية، عن مخاوف الأمن التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وعبّر عن قلقه الشديد، إزاء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حول عدم قبوله بإقامة دولة فلسطينية"، معتبراً أنّها "تثير الشكوك حول التزام إسرائيل بحل الدولتين".

كما أعرب عن قلقه إزاء قرار منظمة التحرير الفلسطينية الأخير بوقف جميع أشكال التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، واصفاً القرار بإنهاء التنسيق الأمني، بأنه بمثابة خلع "المسمار الأخير من نعش اتفاقية أوسلو".

ودعا مبعوث الأمين العام للشرق الأوسط الحكومة الإسرائيلية إلى الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية، والتي تصل حالياً إلى أكثر من 400 مليون دولار، محذرا من أنّ ذلك يعمق الأزمة بين الطرفين.

كذلك وصف سيري الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالمتوتر نتيجة الاستيطان المستمر، والاعتداءات التي يشنها المستوطنون على الفلسطينيين، والاعتقالات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وأضاف: "فيما يتعلق في زيادة الاستيطان، وحدة التوتر، بصراحة لا أدري ما إذا كان قد فات الأوان بالفعل. لا يمكن استعادة الحد الأدنى من شروط الثقة دون اتخاذ الحكومة الإسرائيلية الجديدة، خطوات ذات مصداقية لتجميد النشاط الاستيطاني".

من جهةٍ أخرى، شدّد سيري في أكثر من مناسبة على أهمية إعطاء إعمار غزة الأولوية القصوى، موضحاً أنّه "على الرغم من التقدم الذي أحرز بشأن غزة، فإن الوضع في القطاع ما زال بعيداً عن أي استقرار". كذلك، رأى أنّ"إعادة اعمار غزة هي الأولوية الأولى، دون أن يعني ذلك أنها الأولوية الوحيدة".

كما طالب بتحقيق الاستقرار في غزة، رابطاً ذلك بأربع خطوات أساسية. أولها وقف إطلاق النار بمساعدة حكومة التوافق الوطني، أما الخطوة الثانية فترتبط بالأولى وتشتمل على "المصالحة الفلسطينية الحقيقية". أما المعيار الثالث، فهو فتح المعابر أمام الناس والبضائع، والمعيار الرابع، هو الدعم السياسي والمادي لحكومة التوافق الوطني.

اقرأ أيضاً: خطة سيري لإعمار غزة: الأمم المتحدة شريكة بالحصار

المساهمون