مبالغات الألمان: تعصب وتسامح

01 مارس 2015
لاجئون سوريون في ألمانيا(Getty)
+ الخط -
نظر إلي نظرة غير مريحة، لاحقني على الدراجة وشتمني قائلا: أنتم غرباء عن ألمانيا، ألقيت عليه التحية ولم يردّ، هذه بعض من الشكاوي التي ذكرها السوريون في الاجتماع الأخير الذي عقدته إدارة ملجأ سالفيلد في تورنغن معهم، لبحث قضاياهم ومشاكلهم، كما أضاف أحدهم: بعضهم يزوروننا ويسألوننا عن انتماءاتنا الدينية، وكذلك مواقفنا السياسية، إذا كنا مع النظام أم ضده، أجابت كارا كولدمان مديرية الملجأ عن هذا لـ"العربي الجديد" (علينا أن نعمل معاً مع السوريين، لتحسين انسجامهم مع المجتمع، وجعل المجتمع أكثر تقبلاً لهم، فأنا مسؤولة عن ملجأ آخر، في وسط المدينة، عندما قدم إليه قبل سنوات بعض اللاجئين السوريين، اعترض الألمان هناك بشدة، ولكنهم الآن يقولون الحمد الله على وجودهم، تمكن السوريون أنفسهم من تحسين صورتهم لدى الألمان). العمل لدمج السوريين في ألمانيا هاجس الجهات الرسمية المستمر وبغض النظر عن الأفعال والتصرفات الفردية، توماس مونتزه مدير أحد الملاجئ يؤكد أن اللجوء على مدار السنوات الماضية لم يكن ناتجاً من وضع عادي، فهو حاجة ملحة للكثيرين للنجاة من الموت.
من جهة أخرى تؤكد سابينا ڤولفا، وهي عاملة في مجال الهجرة والاندماج منذ سنوات (لدى الألمان مبالغة في الجهتين، مبالغة في الترحيب، ومبالغة في الرفض والعنصرية، والحالتان نابعتان من عقدة التاريخ النازي، ففي الحالة الأولى الناس شديدو الحذر والخوف من ظهور أي ملامح نازية جديدة في المجتمع الألماني، فيعملون على محاربتها بالترحيب، وفي الحالة الثانية الناس لديهم خوف من الغريب ناتج من جهلهم به فيحاربون وجوده بقوة).
سيبستان، هويتشل من حزب الخضر، يؤكد أن المجتمع لا يمكن أن يستمر بلون واحد، أما عن مخاوف المجتمع الألماني من الوجود السوري فيقول (البعض يخشى أن يذهب شيء من المال، مما هو مخصص لدور العجزة والروضات للاجئين، وهذه دعاية يعتمدها حزب النيو نازي).
المساهمون