قرر خمسة من لاعبي فريق لاتسيو الإيطالي ممن يحملون الجنسية الصربية أو الألبانية إطلاق مبادرة صلح لترميم العلاقات بين البلدين التي تدهورت في أعقاب أحداث الشغب التي شهدتها مباراة جمعت منتخبيهما في تصفيات يورو 2016 بفرنسا.
واحتضن النادي الإيطالي المبادرة بمشاركة ثلاثي منتخب ألبانيا لوريك سانا وتوماس ستروكوشا وإتريت بيرشا، إضافة الى اللاعبين الصربيين فيليب ديورديفيتش ودوسان باستا، حيث نشر نادي "النسور" على حسابه على موقع "تويتر" صوراً للاعبين الخمسة وهم يشبكون أيديهم معاً، وفي أسفل الصورة تعليق هاشتاج كتب عليه كلمة "معاً".
وألغيت مباراة صربيا وضيفتها ألبانيا الاثنين الماضي بتصفيات بطولة الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا بسبب أحداث الشغب التي وقعت خلال اللقاء بملعب بارتيزان بلجراد، بعدما اشتعلت الأجواء بين الجانبين قبل المباراة بسبب العداء التاريخي والسياسي بين البلدين، لكن الاتحاد الأوروبي (ويفا) لم يجنبهما المواجهة كما فعل مع أذربيجان وأرمينيا، وإسبانيا وجبل طارق في التصفيات نفسها، وقبل بوضعهما في مجموعة واحدة.
ويملك منتخب ألبانيا بين صفوفه 8 لاعبين ينتمون لكوسوفو، التي كانت في السابق جزءاً من صربيا (يوغوسلافيا) قبل أن تعلن استقلالها بشكل أحادي الجانب في 2008 باعتراف عدد كبير من دول العالم، مما أجبر صربيا على قبول تطبيع العلاقات مع كوسوفو دون الاعتراف بها بشكل رسمي.
وثار بركان الغضب في الملعب في الدقيقة 34 من عمر الشوط الأول، لحظة اقتحام "طائرة ورقية"، تعمل بالتحكم عن بعد، كانت تحمل علم ألبانيا وتطوف فوق الملعب، مما استفز جماهير الصرب.
وما أن اقتربت الطائرة من الملعب قام اللاعب الصربي ستيفان ميتروفيتش بالإمساك بعلم ألبانيا وحاول إنزاله، ليقوم عدد من لاعبي ألبانيا بالانقضاض عليه ودفعه، مما أشعل فتيل المواجهات العنيفة بين لاعبي المنتخبين، ودفع البدلاء والمدربين لاقتحام الملعب والمشاركة في الشجار، ليقرر الحكم الإنجليزي مارتن أتكينسون إيقاف اللعب.
كذلك انهالت الجماهير على الملعب بقذف المفرقعات والشماريخ، وحاولت مجموعة من المشجعين المتعصبين اقتحام الملعب، وانسحب اللاعبون الى غرف الملابس في انتظار قرار الحكم، لكن الأجواء لم تهدأ ليقرر إلغاء المباراة، ولتتفجر الأزمة السياسية بين البلدين من جديد.