"متضامنون بالدم مع غزة"، هو اسم المبادرة التي أطلقتها مجموعة من الشباب المصريين من أعضاء حملة "ثقافة للحياة"، ليس لإعلان تضامنهم مع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير عليها فحسب، بل أيضا كاعتذار تجاه الفلسطينيين عن تقصير النظام المصري في حقهم.
يقول منسق المبادرة باسم الجنوبي لـ"العربي الجديد": "زرنا غزة العام الماضي، ونظمنا عدداً من الفعاليات الثقافية هناك بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية، وتم تكريم عدد من المثقفين المصريين. ولما حدث العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، فكرنا أنه من واجبنا كمثقفين مصريين رد الجميل والتضامن مع إخواننا في غزة".
اختيار عنوان الحملة "متضامنون بالدم مع غزة" جاء مقصوداً بحسب الجنوبي، الذي قال "وضعنا هذا الاسم لاستصراخ الشباب المصري للتبرع بالدم للجرحى الفلسطينيين كأقل شيء بإمكاننا تقديمه، وكاعتذار لتقصير النظام الحالي في فتح معبر رفح ورفع الحصار الواقع على غزة والسماح للإغاثات بالدخول إليها". يتابع "الشعب المصري مظلوم بموقف النظام الحالي، لذلك نسعى كشباب لتقديم كل ما في وسعنا، كاعتذار لعدم استطاعتنا الذهاب إلى غزة".
يؤكد الجنوبي أن "عددا كبيرا من الشباب المصري تفاعل مع الحملة وقام بالتبرع بالدم في عدد من المستشفيات التي يوجد فيها جرحى. وعلى سبيل المثال من بين الحالات التي تحتاج لنقل الدم يوميا، الشاب نادر إياد، وهو مصاب بحروق بنسبة 50 في المائة من جسده، وتتطلب حالته نقل أربعة أكياس دم إليه يوميا. كذلك هناك مصاب آخر يدعى إبراهيم يحتاج إلى نقل العديد من وحدات الدم، لكن إدارة مستشفى الدمرداش التي يعالج فيها أخبرتنا بأنه تم الاكتفاء من أكياس الدم أمس لكثرة الوحدات التي وصلت".
التبرع بالدم وبالأموال وغيرها مهم من وجهة نظر الجنوبي، ولكن الأهم بالنسبة إليه هو زيارة الجرحى. يقول "كثير من الشباب متأثر نفسيا بسبب الحرب، وبعضهم أعينهم متورّمة من كثرة البكاء، وكثيرون منهم يرفضون إخبارنا بما يحتاجونه لنوفّره لهم، مع أن أغلب الجرحى أتوا بالملابس التي عليهم، من دون أمتعة أو أموال".