من منزل الأب منويل مسلم في بلدة بيرزيت، شمال رام الله، في الضفة الغربية، طالبت شخصيات إسلامية ومسيحية ووطنية فلسطينية، خلال مبادرة أطلقتها اليوم الإثنين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإصدار مرسومٍ يحدد موعداً لإجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، كخطوةٍ من أجل إعادة بناء وترميم المنظمة، وصولاً إلى إنهاء حالة الانقسام، لمواجهة التحديات أمام الفلسطينيين.
وانطلقت المبادرة من قبل رئيس "الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس" الأب مسلم، ورئيس "الهيئة الإسلامية العليا" الشيخ عكرمة صبري، وعددٍ من الشخصيات الأخرى، كما شرح لـ"العربي الجديد" النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي المحلول حسن خريشة، والذي قال إن "الفكرة التي تجمع تلك الشخصيات، هي أنها تريد العودة إلى الجذور، بمعنى أن هناك إجماعاً فلسطينياً على منظمة التحرير، فالحل للحالة الفلسطينية بالذهاب إلى انتخاب برلمان كبير للدولة الفلسطينية، وهو المجلس الوطني، والمجلس بشكل تلقائي سينتخب لجنة تنفيذية وأميناً عاماً للصندوق القومي، وستنتخب اللجنة التنفيذية رئيساً لها يكون رئيساً للشعب الفلسطيني".
وأضاف خريشة أن "المبادرة تحمل العديد من الرسائل، مفادها أن انتخاب مجلس وطني جديد سينهي حالة الانقسام الفلسطيني القائمة، ويعيد الاعتبار لمنظمة التحرير وميثاقها الوطني، ولن يسمح لأحد بالتلاعب بالمنظمة والذهاب إلى المفاوضات، لأن تركيبته ستكون مختلفة عن هيمنة التنظيم الواحد".
وحول دوافع المبادرة وضرورة تغيير الواقع الفلسطيني، قال الأب منويل مسلم خلال مؤتمر صحافي، إن "الفلسطينيين بدأوا بالكفاح المسلح، وكانت منظمة التحرير تمثل الكبرياء، ثم انتهوا بأوسلو، أي الضياع"، على حد قوله.
وأضاف "واجهنا بالمفاوضات والتنسيق الأمني وطلب حل الدولتين، وذهبنا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وانتهت بنا أوسلو إلى الانهيار الكامل، وداست أقدام المستوطنين والجيش مقدساتنا وقدسنا"، مطالباً بـ"العودة إلى أصل منظمة التحرير".
وفي تفاصيل المبادرة، حدد مسلم الأفكار الرئيسية لها، وهي إنقاذ القضية الفلسطينية من الانهيار، وتقييم الماضي لوضع خطط للمستقبل، وتصويب الفكر الوطني للتحرر، وكذلك العودة إلى جذور منظمة التحرير وميثاقها، وإجراء انتخابات مجلس وطني فلسطيني، معتبراً أن المبادرة كفيلة بإخراج الفلسطينيين من الانقسام ومن المسالك السياسية والاقتصادية، وهي سبيل لإسقاط "صفقة القرن"، وتعزيز صمود القدس.
وعن التفاصيل الأخرى للمبادرة، قال خريشة خلال المؤتمر إن "الفلسطينيين أصبحوا بلا مؤسسات منتخبة"، في إشارة إلى حل المجلس التشريعي الفلسطيني نهاية العام الماضي، رافضاً استبدال المؤسسات المنتخبة بأخرى وهمية وأشخاص يعينون قسراً، مشيراً إلى أن حل المجلس التشريعي كان مرتبطاً بإجراء انتخابات للشعب الفلسطيني.
وتوقع خريشة حملة تخويف وشيطنة، وحديث البعض عن صعوبة إجراء الانتخابات خارج الوطن، كما توقع أن ترحب بعض الجهات "شكلاً"، لكنه أكد أن المبادرة ستسير لتعقد بعد شهر رمضان مؤتمراً شعبياً كبيراً للبدء بفعاليات لتنفيذ مبادرة انتخاب مجلس وطني يؤكد على شمولية تمثيل منظمة التحرير، استكمالاً للقاءات عقدت مع الفصائل الفلسطينية كافة خلال الشهر الماضي، لم تحصل خلالها المبادرة على إجابات نهائية.
من جهته، طالب رئيس "الهيئة الإسلامية العليا" الشيخ عكرمة صبري بموقف فلسطيني موحد وإنهاء الانقسام، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الفصائل، من أجل توجيه البوصلة نحو القدس، وإسقاط المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية.
وكان المجلس الوطني الفلسطيني قد عقد في رام الله خلال مايو/ أيار 2018، وأقر انضمام أعضاء جدد له، فيما كان 145 عضواً فيه قد أعلنوا مقاطعته بهدف عقد مجلس توحيدي. وكانت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قد قاطعت الجلسة، فيما قاطعت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" جلسة المجلس المركزي الفلسطيني في أكتوبر/ تشرين الأول 2018.