وأكد مصدر من رئاسة الجمهورية التونسية لـ"العربي الجديد" أن عباس يعول على مساندة تونس لحشد التأييد الدولي للموقف الفلسطيني، الهادف إلى وقف الممارسات العدوانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشيرا إلى أن مواقف تونس تقوم على دعم مبدئي ثابت وانتصار دائم لمنطق الحق والشرعية للقضية الفلسطينية العادلة.
ويتمثل الموضوع الرئيسي للمشاورات التي ستجمع الرئيسين السبسي وعباس حول تهيئة الظروف المناسبة لإعادة الحياة إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، على أساس مبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين، وبالخصوص مع تسارع وتيرة الأنشطة الاستيطانية بوصفها الأكثر خطورة على مستقبل عملية السلام، وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة.
وسيخصص مجلس نواب الشعب التونسي جلسة عامة يوم الجمعة أو السبت، سيتوجه خلالها الرئيس الفلسطيني بكلمة إلى الشعب التونسي حسب نفس المصدر، ويكون بذلك عباس أول رئيس عربي يعتلى منبر البرلمان التونسي متوجها بخطاب إلى التونسيين، وهو ما يترجم مكانة القضية الفلسطينية لدى القيادة السياسية في تونس.
ويصل الرئيس الفلسطيني إلى تونس مباشرة بعد إنهاء لقاءاته المزمع إجراؤها في باريس مع نظيره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حسب ما أكده المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، أسامه القواسمي في تصريحات إعلامية.
وقال إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سيقوم زيارة إلى تونس خلال الجولة العربية -الأفريقية -الأوروبية التي يبدأها الأحد بالمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
وسيغادر عباس أديس أبابا الثلاثاء القادم، متوجها للعاصمة الفرنسية باريس، حيث سيلتقي بالرئيس الفرنسي لأول مرة منذ تولي الأخير رئاسة فرنسا، وسيبحث معه العملية السياسية في المنطقة، ولا سيما آخر تطورات القضية الفلسطينية والجهود الدولية لإحياء عملية السلام، حسب القواسمي.
وأضاف المتحدث أن "أبو مازن سيتابع مع ماكرون نتائج المؤتمر الدولي للسلام، الذي عقد في باريس مطلع العام الجاري، وكذلك العلاقات الثنائية المشتركة، كذلك يبحث الرئيس إمكانية اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، حيث كان هناك وعد من الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند بالاعتراف بفلسطين".
وأوضح القواسمي، أن عباس سيزور العاصمة التونسية بدعوة من نظيره الباجي قايد السبسي، ثم يتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبينا أن جولة الرئيس محمود عباس الخارجية، تشغل حيزًا مهمًا في سير العلاقات الدبلوماسية بين فلسطين والدول التي سيزورها.
وأكد وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في تصريح إلى "العربي الجديد" خلال الزيارة التي قام بها إلى تونس أخيرا، أن الرئيس السبسي وجه دعوة "لأخيه أبو مازن، وذلك في إطار الدعم المتواصل الذي ما فتئت تونس تقدمه لشقيقتها فلسطين"، مضيفاً أن "الزيارة المقبلة لن تبحث فقط سبل تعزيز التعاون الثنائي، بل ستدرس كيفية تنسيق الجهود، بهدف كبح التغلغل الإسرائيلي في القارة الأفريقية".
وقال المالكي إن بلاده تعول على الدور الذي يمكن أن تلعبه تونس في هذا الاتجاه، بفضل علاقاتها المتميزة وتجربتها ووزنها بين دول القارة، مبيناً "قررنا ألا ننتظر الحركة الجماعية العربية أو الإسلامية للرد على هذا التغلغل، بل الانطلاق من تونس لمجابهة الوضع".
ويرى مراقبون أن زيارة أبو مازن إلى تونس تأتي في إطار المساعي السياسية والدبلوماسية التي تبذلها دولة فلسطين بالتنسيق مع الدول العربية الشقيقة والدول الأوروبية الصديقة، بهدف التصدي لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوسعية في الاستيطان، بالإضافة إلى مخاطر تحركه على مستوى القارة الأفريقية، ونجاحه في كسب ود وتأييد عدد من دول القارة السمراء.
وقد طلب نتنياهو صراحة خلال اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إكواس" في العاصمة الليبيرية منروفيا أخيرا أن تعمل على إعادة إسرائيل كدولة مراقب صلب الاتحاد الأفريقي، وأن تسعى هذه الدول إلى تعطيل كل الجهود الفلسطينية لإصدار قرارات تدين الاحتلال في الجمعية العامة للأمم المتحدة ويونسكو ومجلس حقوق الإنسان، كما طالبها بدعم مساعيها لتكون عضواً غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2019 /2020.