ما يمكن فعله بعيداً عن الشاشات

14 يوليو 2019
القلق أمر طبيعي بالنسبة إلى ذويه (Getty)
+ الخط -

يحاول بعض الأهل الذين يشعرون بالقلق حيال أطفالهم، بسبب الدراسات الكثيرة التي تحذّر من قضاء وقت طويل على الشاشات، العودة إلى عصر ما قبل الهواتف الذكية. لكن ليس من السهل تذكر ما كان عليه الحال قبل الهواتف الذكية. لذلك يستعينون بمتخصصين، تكتب نيللي بولز في صحيفة "نيويورك تايمز".

في هذا الإطار، ينتشر اقتصاد التدريب على التربية من دون شاشات. ويأتي مستشارو الشاشات إلى المنازل والمدارس والكنائس والمعابد اليهودية لتذكير أولياء الأمور بالطريقة التي ربّى فيها الناس أبناءهم من قبل. رواندا موسكوفيتش تدرّب أولياء الأمور في كولومبوس في أوهايو، وهي حاصلة على درجة الماجستير في التربية والأشخاص ذوي الإعاقة، ولديها أكثر من 30 عاماً من الخبرة في المدارس. تقول: "أحاول أن أكون قريبة من الأهل. غالباً ما يكون الأمر بسيطاً جداً. أسألهم: هل لديكم قطعة قديمة من المواد التي يمكن إعادة استخدامها؟ أو هل هناك كرة في مكان ما؟".

يخشى الأهل الأثرياء الهواتف الذكية، ومن السهل معرفة السبب. وعادة ما يعجزون عن إبعاد أولادهم عن لعبة Fortnite. ومعظم الأهل يفكرون أنه لا ينبغي إضاعة الوقت على إنستغرام أثناء تناول الطعام. لا أحد يعرف عواقب الشاشات في المجتمع، سواء كانت جيدة أو سيئة. وما زالت هذه تجربة في مختلف أنحاء العالم.

غلوريا ديغيتانو مدربة تعمل على إبعاد العائلات عن الشاشات، وقد لاحظت أن الطلب أعلى من قدرتها، فأنشأت معهداً للتدريب. ويتقاضى مدربوها في المدن الصغيرة والمناطق الريفية 80 دولاراً في الساعة. وفي المدن الأكبر، تراوح الأسعار ما بين 125 دولاراً و250 دولاراً. وعادة ما يحتاج الأهل إلى 12 جلسة.




وتقول ديغيتانو: "إذا كنت تعبث مع الطبيعة الأم، فإن ذلك سينقلب عليك. لا يمكننا أن نكون آلة. نفكر مثل الآلات لأننا نعيش في هذا الوسط الآلي. لا يمكن تربية الأطفال بطريقة قائمة على المبادئ في عالم آلي". ويعد الإدمان على الشاشات أهم قضية يأمل الآباء في معالجتها. وغالباً ما تكون الوصفات الطبية الأساسية أمراً سخيفاً. "الحركة"، تقول ديغيتانو. "هل يمكنكم الركض؟ في الغابة مثلاً"؟

من جهتها، توضح المدربة كارا بولارد، خلال حديثها مع مراهق: "حاول أن تتذكر ما كنت تفعله كطفل. إنه أمر صعب للغاية. لكن أنت في حاجة فقط إلى التذكر. الرسم أم التحديق إلى النجوم؟".