كأنّ كلّ ما نفعله طوال اليوم هو لنثبت أنّنا ما زلنا أحياء. نأكل لنكبر، كما عرفنا صغاراً. نكبر اليوم حتّى نتلذّذ بطعمه غداً. نطهو أنواعاً مختلفة من الطعام لنقنع أنفسنا بأننا ما زلنا قادرين على صنع شيء ما، رغم كلّ ما نمرّ به. نسخر من أنفسنا طوال الوقت. نبحث عن ضحكة، وعن أحياء، ولو افتراضيين، يضحكون معنا. نُصوّر تفاصيل لا تعني أحداً، ويُصوّرون تفاصيل لا تعنينا. كان يُمكن أن تبقى لنا. نشرها لن يصنع فرقاً. لكن لم لا؟ مهلاً، يجب أن نكون إيجابيّين في هذه الأزمة العالمية، ونستخدم مجموع العبارات التي صرنا ندّعيها فجأة.
بعضهم سئم اللغة الكئيبة. لغةٌ كئيبة فوق واقع كئيب؟ هذا كثير. يمكننا المزايدة على الإيجابيّين هذه المرة. نرفع صورة الجامع والكنيسة معاً مجدداً، لأن فيروس كورونا الجديد لا يُفرّق بين مسلم ومسيحي. كلّنا سواسية أمامه. هذه تبدو كليشيه. الأجدى أن نبحث عمّا هو خلّاق. ننشر صوراً لوجبات الطعام ثمّ نسخر من أنفسنا. نزنُ أجسادنا ثمّ نسخر من أجسادنا المنفوخة. ثلاثيّة إعداد الطعام وتناوله والنفخ.
اقــرأ أيضاً
والخيارات مفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكننا قول ما نريد، والتعمّق في السريالية، وتخيّل حالنا وحيّنا ثم كوكبنا بعد الخروج من العزلة الواقعية، لا الافتراضية. وهل نضيع بين ما هو حقيقي وما هو افتراضي؟ ربّما تنطق الحيوانات، كما في أفلام الكرتون، وتعبّر عن مشاعرها. يبدو أنّ بشراً لا نعرفهم كانوا قد هدّدوا حيوانات لا نعرفها، وورث من ظنّوا أنفسهم أقوياء القوة، ومن ظنّوا أنفسهم ضعفاء الضعف.
ماذا بعد؟ ربّما تعود بعض المساحات الخضراء. وربّما نطلق صرخة واحدة من لبنان إلى إيطاليا إلى الصين. الخيارات مفتوحة. رُبّما نفقد القدرة على الحب، أو التعبير عن الحب، أو اللمس، أو التقبيل. هل سنعرف وجوه بعضنا البعض الحقيقية وغير الافتراضية؟ ثمّة وجهان لكلّ واحد منّا. بل أكثر. وجهٌ حقيقي وآخر افتراضي. وهناك الوجوه التي نبدّلها في العالم الحقيقي وتلك التي نبدّلها في العالم الافتراضي. وكلّما زاد الحجر، ستزداد كميّة الوجوه، حتى إننا قد لا نعرف أنفسنا. أيّ وجه يجب أن نرتدي الآن لإغواء شاب أو فتاة؟ وما هو الأنسب للحصول على أكبر عدد من الأصدقاء؟ السخرية أم الإغراء أم نجمع المجد من جميع أطرافه؟
بعد قليل، قد ننظر إلى وجوهنا في المرآة، ونقول لتلك الملامح البادية أمامنا إنّنا بتنا أكثر اقتراباً من العرق الأصفر. وقد خيضت حروب للتخلّص من سطوة عرق على عرق، قبل أن يأتي فيروس حجب الشمس عن جلد البشر. أليس هذا إنجازاً؟ وحتى ببشرة جديدة، ما نزال أحياء...
بعضهم سئم اللغة الكئيبة. لغةٌ كئيبة فوق واقع كئيب؟ هذا كثير. يمكننا المزايدة على الإيجابيّين هذه المرة. نرفع صورة الجامع والكنيسة معاً مجدداً، لأن فيروس كورونا الجديد لا يُفرّق بين مسلم ومسيحي. كلّنا سواسية أمامه. هذه تبدو كليشيه. الأجدى أن نبحث عمّا هو خلّاق. ننشر صوراً لوجبات الطعام ثمّ نسخر من أنفسنا. نزنُ أجسادنا ثمّ نسخر من أجسادنا المنفوخة. ثلاثيّة إعداد الطعام وتناوله والنفخ.
والخيارات مفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكننا قول ما نريد، والتعمّق في السريالية، وتخيّل حالنا وحيّنا ثم كوكبنا بعد الخروج من العزلة الواقعية، لا الافتراضية. وهل نضيع بين ما هو حقيقي وما هو افتراضي؟ ربّما تنطق الحيوانات، كما في أفلام الكرتون، وتعبّر عن مشاعرها. يبدو أنّ بشراً لا نعرفهم كانوا قد هدّدوا حيوانات لا نعرفها، وورث من ظنّوا أنفسهم أقوياء القوة، ومن ظنّوا أنفسهم ضعفاء الضعف.
ماذا بعد؟ ربّما تعود بعض المساحات الخضراء. وربّما نطلق صرخة واحدة من لبنان إلى إيطاليا إلى الصين. الخيارات مفتوحة. رُبّما نفقد القدرة على الحب، أو التعبير عن الحب، أو اللمس، أو التقبيل. هل سنعرف وجوه بعضنا البعض الحقيقية وغير الافتراضية؟ ثمّة وجهان لكلّ واحد منّا. بل أكثر. وجهٌ حقيقي وآخر افتراضي. وهناك الوجوه التي نبدّلها في العالم الحقيقي وتلك التي نبدّلها في العالم الافتراضي. وكلّما زاد الحجر، ستزداد كميّة الوجوه، حتى إننا قد لا نعرف أنفسنا. أيّ وجه يجب أن نرتدي الآن لإغواء شاب أو فتاة؟ وما هو الأنسب للحصول على أكبر عدد من الأصدقاء؟ السخرية أم الإغراء أم نجمع المجد من جميع أطرافه؟
بعد قليل، قد ننظر إلى وجوهنا في المرآة، ونقول لتلك الملامح البادية أمامنا إنّنا بتنا أكثر اقتراباً من العرق الأصفر. وقد خيضت حروب للتخلّص من سطوة عرق على عرق، قبل أن يأتي فيروس حجب الشمس عن جلد البشر. أليس هذا إنجازاً؟ وحتى ببشرة جديدة، ما نزال أحياء...