المنافسة محتدمة... ما الذي يخفيه السباق العالمي حول إنترنت الأقمار الاصطناعية؟

28 سبتمبر 2019
تواجه "سبايس إكس" منافسة شركات أخرى (بول هينيسي/NurPhoto/Getty)
+ الخط -
تتنافس كل من "أمازون" و"سبايس إكس" وشركات أخرى على إطلاق أقمار اصطناعية حول الأرض لتوفير الإنترنت. وتشبه هذه المعركة تلك التي اندلعت خلال الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفياتي، عُدّة المعركة الجديدة الآلاف من الأقمار الاصطناعية. 

وطلبت أكثر من اثنتي عشرة شركة من المنظمين في الولايات المتحدة الحصول على إذن لتشغيل مجموعات من الأقمار الاصطناعية التي توفر خدمة الإنترنت

 

طموح كبير لإنترنت القمر الاصطناعي

هدف الشركات هنا هو إنترنت النطاق العريض في كل مكان، خصوصاً أن نصف سكان العالم، أي أكثر من 3 مليارات شخص، لا يستخدمون الإنترنت، ما يعني سوقاً ضخماً.

والإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية موجود بالفعل، وتهيمن عليه حفنة من الشركات مثل HughesNet وViasat التي لديها أقمار اصطناعية ضخمة ومكلفة على بعد 35 ألف كيلومتر من الأرض وتغطي مناطق كبيرة على الأرض. لكن الخدمة باهظة الثمن ومحدودة، وليس لديها الكثير من المستخدمين. 

ولهذه التقنية داعمون من الوزن الثقيل. فبالإضافة إلى "أمازون" و"سبايس إكس" هناك OneWeb التي يدعمها مؤسسو "فيرجن" و"كوالكوم" و"سوفت بنك ب".

وهناك أيضاً محاولة "غوغل" للمنافسة في هذا الميدان من خلال مشروع بلالين الذي يعمل بالطاقة الشمسية ومشاريع أخرى تستند إلى طائرات من دون طيار لتوصيل الإنترنت. 

فوائد مرجوة

لانتشار الإنترنت فوائد واضحة، لأن عدم توفرها يجعل من الصعب أو المستحيل التقديم على العديد من الوظائف، والقيام بالواجبات المنزلية، والحصول على الرعاية الطبية في المناطق النائية، والمشاركة في الاقتصاد العالمي.

والأقمار الاصطناعية الجديدة أصغر وأرخص وأقرب إلى الأرض، لذلك من الناحية النظرية، تنتقل الإشارات بشكل أسرع والتطبيقات مثل الألعاب عبر الإنترنت التي تحتاج إلى ردود فورية سوف تعمل بشكل أفضل.

وفي البلدان النامية، حيث تكون البنية التحتية الأساسية سيئة، يتوفر الإنترنت بشكل أساسي من خلال هاتف محمول. وقد يكون لدى شركات الأقمار الاصطناعية الجديدة بديل للبنية التحتية أرخص من الأسلاك الأرضية.


مشاكل وعقبات

لكن هذه الموجة الجديدة من الإنترنت تواجه عقبات، تقول وكالة "أسوشييتد برس"، يعد الإطلاق مكلفاً ومعقداً تقنياً، وقد يكون مكلفاً للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يأملون في الوصول إليهم.

ونقلت "أسوشييتد برس" عن أستاذ علوم الطيران والفضاء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا،  كيري كاهوي، أن المستخدمين والشركات لن يستفيدوا من هذه التقنية بسرعة. 

وأوضح أن المشروع "ما زال في مهده، وعلى بعد ثلاث سنوات على الأقل من الخدمة التجارية واسعة النطاق".

وتحتاج شركات الأقمار الاصطناعية إلى بناء أطباق وهوائيات أكثر تعقيداً وكلفة من الأقمار الاصطناعية التقليدية التي لا تتحرك. على سبيل المثال، تقدمت شركة "سبايس إكس" بطلب للحصول على إذن من الجهات التنظيمية الأميركية لإنشاء مليون "محطة أرضية" من شأنها أن تساعد في توصيل العملاء بالإنترنت.

ولا توجد وسيلة للحصول على خدمة جماعية قابلة للتطبيق ما لم تنخفض تكلفة هذا النوع من المعدات، كما يقول كاليب وليامز، المحلل الاقتصادي في شركة هندسة الفضاء، "سبايس ووركس إنتربرايزس".

المساهمون