وقال الضابط المنشق عن القوات النظامية، الرائد حسام عسكر، وهو أحد أبناء دير الزور، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "جبل ثردة الذي تم استهدافه من طيران التحالف هو جزء من سلسلة جبلية موازية لنهر الفرات، أما النقطة المثار حولها الجدل، فهي عبارة عن نقطة حراسة ودفاع عن مطار دير الزور العسكري ضد الهجمات المحتملة من جهة البادية، أي الجهة الجنوبية الغربية لمطار دير الزور العسكري، وقد استحدثت هذه النقطة، منذ حوالى عامين، من قبل القوات النظامية، حينما كانت فصائل المعارضة المسلحة لا تزال موجودة في الدير".
وأضاف: "كان سبب إحداثها، أولاً، استخدام هذه السلسلة المطلة على المطار للرصد والمراقبة، وثانياً، استخدامها من قبل الفصائل لاستهداف الطائرات عند الإقلاع والهبوط، وأيضاً الطائرات الجاثمة، بصواريخ م/د ومدفع 122، مرات عديدة، مما أدى الى تعطيل حركة الطيران، وإيقاع خسائر مادية تمثلت في تدمير بعض الطائرات الجاثمة وبرج القيادة والسيطرة على نقاط من المطار في إحدى المرات ومستودع للذخيرة".
وبين أن "الموقع المستهدف يقسم الى قسمين؛ القسم الأول على السفوح المطلة على المطار من جهة الجنوب الغربي، وكانت المهمة الأساسية له صد هجمات الجيش الحر من جهة الغرب والبادية، والقسم الثاني على السفوح المطلة على المطار من جهة المساكن، ومهمة هذه النقطة منع الجيش الحر من احتلالها من أجل نشر رشاشات م/ط، لأن موقع هذه النقطة يشرف على مسار الطائرات عند الإقلاع، وتكون الطائرة في هذه الحالة منخفضة جداً".
وقال عسكر إنه "ﻻ يوجد في هذا الموقع أي أسلحة غير تقليدية، وإنما تقتصر على أسلحة مشاة، من دبابات ورشاشات ثقيلة ومتوسطة وصواريخ م/د"، لافتاً إلى أنها "جزء من منظومة الدفاع عن المطار، الموجودة خارج حرمه، إلا أنها ضمن مناطق النظام المحاصرة اليوم، وطرق إمدادهم تأتي من المطار ومن اللواء 137".
ولفت إلى أن "السيطرة على جبل ثردة والصمود فيه أمر صعب جدا، لأنه عبارة عن أرض منبسطة مكشوفة، يمكن استهدافها بسهولة من قبل الطيران الحربي والمدفعية وراجمات الصواريخ".
من جانبه، قال الناشط الإعلامي من دير الزور، عامر هويدي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "قتلى القوات النظامية نتيجة غارات التحالف ارتفع إلى 80 قتيلاً، في حين أن العدد قابل للارتفاع، بسبب وجود إصابات خطرة، في حين وردت معلومات أن القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على النقاط التي خسرتها من جراء سيطرة تنظيم داعش عليها في أعقاب قصف التحالف لها".
وأضاف أن "الطيران الحربي شن أيضاً غارات جوية استهدفت قرى عياش والبغيلية والصالحية والجفرة، والطريق الواصل بين قريتي الصالحية والحسينية، أدت لسقوط قتيل في قرية البغيلية، كما أغارت الطائرات أيضاً على أحياء خاضعة لسيطرة داعش في مدينة دير الزور، وقام عناصر تنظيم داعش باستهداف أحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة القوات النظامية بقذائف الهاون، ما أدى لسقوط جرحى في صفوف المدنيين".