وتتنوع أسباب الاعتقالات، الأكبر التي تقودها المليشيات، لكن معظمها يكون بهدف التجنيد الإجباري، وبتهم كالانتماء لتنظيم "داعش" الإرهابي وفصائل المعارضة.
ويقول الناشط الإعلامي دليار حمو من القامشلي لـ"العربي الجديد" إن الحملة المستمرة منذ ستة أيام طاولت نحو 500 شاب، كلهم تم اعتقالهم بهدف التجنيد الإجباري، وتم سوقهم إلى معسكرات التدريب التي تقيمها "قسد" في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأوضح حمو أن توجه "قسد" العسكري البحت هو الدافع وراء إبقاء معسكراتها على أهبة الاستعداد ومليئة بالمجندين، حتى إنها أخيراً فرضت مبلغ ثمانية آلاف دولار على أصحاب الإقامات الأجنبية.
وأضاف أن تلك الحملات أدت إلى فرار معظم الشبان من مناطق سيطرة المليشيا، وأسفرت عن غليان بين المدنيين، بسبب حرمان الشبان من الدراسة وممارسة أعمالهم الخاصة.
أما الصحافي في "فرات بوست" صهيب جابر، فقال إن الحملات التي شنّتها مليشيات "قسد" منذ 15 مايو/أيار الجاري في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، أدت إلى مواجهات بين المواطنين وعناصر المليشيا، وفي كثير من الأحيان كان عناصر الأخيرة يطلقون النار فيوقعون قتلى وجرحى.
وأشار إلى أن المدنيين في تلك المناطق أنهكوا بسبب وجود تنظيم "داعش" الذي حكم المنطقة عدة سنوات، وكانوا يتوقعون تحسن الأوضاع بعد خروجه منها، لكنهم فوجئوا بالأسوأ.
وأضاف أن المليشيا تعتقل المعارضين لها بتهمة الانتماء لـ"داعش" و"هذا محض افتراء بحسب قوله، إذ نراها تفرج عنهم بعد اعتقال وتعذيب لعدة أيام، وفي الأسبوع الفائت أفرجت عن أكثر من 80".
ويرى جابر أن هذه الحملات تأتي ضمن سياسة التضييق على المدنيين التي تتخذها المليشيا لكبح أي حراك في مناطق سيطرتها، حتى تمنع وجود أي معارض يهدد سلطتها.
وفي الآونة الأخيرة، شهد ريف دير الزور عشرات التظاهرات الرافضة لسياسة "قسد"، فواجهتها الأخيرة بإطلاق النار والمزيد من الاعتقالات.
وقدم وجهاء المنطقة عدة مطالب لوقف تلك الاحتجاجات، كان من أبرزها الإفراج الفوري عن المعتقلين ووقف حملات الاعتقال وتحسين الوضع المعيشي.
وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إنها وثّقت اعتقال مليشيا "قسد" خلال إبريل/ نيسان الماضي 55 شخصاً، بينهم ستة أطفال وثلاث سيدات، تحول 29 منهم إلى مختفين قسرياً.
وأوضحت في تقرير سابق لها بمناسبة مضي ثماني سنوات على انطلاق الثورة السورية، أن "قسد" لا تزال تُخفي في سجونها ما لا يقل عن 2700 شخص، وأشارت في تقرير منفصل إلى اعتقال المليشيا 38 شخصاً، بينهم أربعة أطفال وامرأة، في فبراير/ شباط الماضي.