ماي تعرض رؤيتها بشأن "بريكست": لن نتراجع عن الانفصال

02 مارس 2018
ماي أقرّت بضرورة مواجهة "الحقائق الصعبة" (Getty)
+ الخط -

حثّت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، على أن يظهر مرونة أكبر في المحادثات بشأن العلاقة بين الجانبين في المستقبل بعد "بريكست"، قائلة إن بريطانيا تدرك أنها لا يمكنها أن تحصل على كل ما تريد، لكنها تعتقد أن اتفاقية تجارية طموحة ما زالت ممكنة.

وفي استعراض شامل لرؤية بلادها، شدّدت ماي على أنّ حكومتها لن تعيد التفكير في شأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، معلنةً عن طموحات إلى اتفاقية تجارية تحقق مصالحها تشمل الخدمات المالية. وقالت إن بريطانيا ستسعى إلى عضوية انتساب في هيئات تنظيمية بالاتحاد الأوروبي، تشمل قطاعات الكيماويات والأدوية والطيران والفضاء.

وناشدت ماي الاتحاد الأوروبي العمل معاً لحل بعض المشاكل الأكثر صعوبة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، بما في ذلك ما يتعلق بأيرلندا، إذ يخشى بعضهم العودة إلى "حدود جامدة" مع إقليم أيرلندا الشمالية بعد "بريكست".

لكن باقتراحها أن تقبل بريطانيا بعض قواعد الاتحاد الأوروبي، وأن محكمة العدل الأوروبية ستظلّ تقوم بدور في القانون البريطاني، خاطرت ماي أيضاً بإثارة انزعاج لدى قادة الحملة المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد في حزب رئيسة الوزراء.

لكن ماي قالت إن الوقت حان كي تكون "صريحة" مع الشعب بشأن ما يمكن تحقيقه، بعد نحو 20 شهراً من تصويت الناخبين على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبدء حكومتها في تفكيك تكامل مضى عليه 40 عاماً.

وأبلغت ماي سفراء ورؤساء شركات في قلب الحي المالي بالعاصمة لندن: "علينا جميعاً أن نواجه بعض الحقائق الصعبة". وقالت: "لا يمكن لأي منا أن يحصل على ما نريده تمامًا... لذا علينا أن نحقق توازناً جديداً".

ورفضت ماي الترتيبات التجارية "الجاهزة" التي لدى الاتحاد الأوروبي بالفعل مع دول مثل النرويج، قائلة إنها لا توفر "الطريق الأفضل للسير قدماً" لبريطانيا أو الاتحاد الأوروبي.

لكن رؤيتها تغيّرت قليلاً عن اقتراح أولي لبريطانيا بأن تكون قادرة على الابتعاد عن بعض القواعد واللوائح التنظيمية للاتحاد الأوروبي، بينما تتمسّك بقواعد ولوائح أخرى تعود بالفائدة على بريطانيا، وهي الخطة التي وصفها الاتحاد بأنها "محض وهم".



وقالت ماي "لذا فإن رسالتي إلى أصدقائنا في أوروبا واضحة. نحن نعرف ما نريد. نحن نتفهّم مبادئكم. لدينا مصلحة مشتركة في فعل هذا بشكل صحيح. لذلك دعونا نمضي قدماً".

ورحّب ميشيل بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، بكلمة ماي، قائلاً إنها توفر وضوحاً واعترافاً ببعض الحلول الوسط الضرورية.

ورحّب ديفيد جونز، وهو نائب في البرلمان عن حزب المحافظين، ومسؤول وزاري سابق عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: "ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يدرس إذا ما كان سيعطي الأولوية لمبدأ جامد على المصالح المتبادلة لشعبه ولشعب المملكة المتحدة". وأضاف قائلاً: "يجب أن نأمل في أن يكونوا إيجابيين وعمليين مثل تيريزا ماي".

(رويترز)