كشف العقد الأخير عن انجراف كبير من الناخبين في دول طالما وُصفت أنظمتها بالديمقراطية، نحو التطرف، وباتجاه من يمثل تيارات سياسية يمينية لديها مواقف متشدّدة إزاء المهاجرين والتعددية الهوياتية.
كان انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة أبرز مظاهر أزمة الديمقراطية. ونجح قوميون في ديمقراطيات ناشئة في تحويلها إلى ديكتاتوريات انتخابية. في بولندا والمجر، يستخدم القادة الشعبويون نفس قواعد اللعبة لتدمير وسائل الإعلام الحرة وتقويض المؤسسات المستقلة.
شاهدنا اليمين يصعد في النمسا وفرنسا وغيرها من دول غرب أوروبا، وحتى في الديمقراطيات المفترضة والمتسامحة في السويد وألمانيا وهولندا يحقق المتطرفون نجاحات غير مسبوقة.
طرح هذا الواقع أسئلة مختلفة على المفكرين والمتخصصين في العلوم السياسية والاجتماعية لفهم أسباب هذا الميل الشعبي، وكيف يمكن إعادة بناء الأسس الأخلاقية للديمقراطية، فهذه المنظومة التي وصلت إليها أوروبا وأميركا معتقدة أنها لن تنهار، لم تتمكن من تفادي التوترات الاجتماعية التي كانت تغلي تحت السطح لفترة طويلة، والتي تحول كثير منها إلى انفجارات مرعبة.
من هؤلاء الأكاديمي ورئيس "الجامعة الأوروبية المركزية"، الكندي مايكل إيجناتييف، والذي كان زعيم الحزب الليبرالي الكندي بين 2006 و2011، والباحثة الأكاديمية بيبا نوريس، أستاذ الدارسات المقارنة في العلوم السياسية في جامعة هارفارد.
تحت عنوان "الشعبوية: علل واستجابات"، يحاضر الباحثان في "مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية" عند الخامسة من مساء الخميس، 19 من الشهر الجاري، حيث يناقش كل منهما من زاوية نظر مختلفة أسباب صعود الشعبوية، ويحللان الكيفية التي استجابت بها الأنظمة لهذا الصعود.
تناقش المحاضرة أيضاً كيف تسببت سياسات الهوية التي دعمتها الأنظمة مطولاً في لحظة الانفجار التي نعيشها، ويجري طرح التساؤل المخيف: إن كانت هذه لحظة من التاريخ صعدت فيها الشعبوية أم أن هذا سيصبح عصرها؟