أعلنت شركة "مايكروسوفت"، الأحد، استمرارها بالمفاوضات مع تطبيق "تيك توك" الذي تملكه شركة صينية لشراء عملياته في الولايات المتحدة، وذلك عقب لقاء مع الرئيس دونالد ترامب.
وقالت الشركة الأميركية العملاقة في بيان: "بعد محادثة بين الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا والرئيس دونالد ترامب، فإن مايكروسوفت مستعدة لمواصلة المفاوضات لاستكشاف آفاق شراء تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة".
وهدد ترامب بمنع التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة بسبب مخاوف متعلقة بالأمن القومي، في حين أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو الأحد عن اعتزام بلاده فرض إجراءات قوية ضد "تيك توك".
وصرّح بومبيو لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية بأن "الرئيس ترامب قال: "كفى. وسنصلح هذا الأمر". وتابع أن ترامب "سيتّخذ تدابير في الأيام المقبلة في ما يتعلّق بمروحة واسعة من المخاطر التي تتهدد الأمن القومي عن طريق برنامج معلوماتي مرتبط بالحزب الشيوعي الصيني".
وأشارت تقارير إعلامية سابقة إلى أن ترامب سيطلب فصل عمليات "تيك توك" الأميركية عن شركة "بايت دانس" الصينية التي تملك التطبيق. لكن صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت السبت أن خطط مايكروسوفت لشراء عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة معلّقة بعد تهديد ترامب بحظره.
وبعد الغموض والقلق حول مستقبل التطبيق في اليومين الماضيين، وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منح شركة "بايت دانس" الصينية 45 يوماً للتفاوض على بيع تيك توك لمايكروسوفت، حسب ما قاله شخصان مطلعان على هذا الأمر يوم الأحد. وقالت مايكروسوفت في بيان إنها ستواصل المفاوضات للاستحواذ على تيك توك من بايت دانس وإنها تهدف إلى التوصل لاتفاق بحلول 15 سبتمبر/ أيلول. ولم يعرف على الفور سبب تغيير ترامب رأيه.
وأصدر العديد من النواب الجمهوريين البارزين بيانات خلال اليومين الماضيين، لحثه على بيع تيك توك لمايكروسوفت. وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها قبل إصدار البيت الأبيض بياناً، إن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة ستشرف على المفاوضات بين "بايت دانس" ومايكروسوفت. ومن حق لجنة الاستثمار الأجنبي التابعة للحكومة الأميركية منع أي اتفاق.
وقالت مايكروسوفت، في بيان، إنها "تقدر بشكل كامل أهمية معالجة مخاوف الرئيس. وهي ملتزمة بالاستحواذ على تيك توك مع مراجعة أمنية كاملة وتوفير مزايا اقتصادية ملائمة للولايات المتحدة بما في ذلك خزانة الولايات المتحدة".
ومع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بسبب قضايا التجارة وهونغ كونغ والأمن الإلكتروني وانتشار فيروس كورونا المستجد، ظهر "تيك توك" كبؤرة توتر جديدة في النزاع الدائر بين أكبر اقتصادين في العالم.
هدد ترامب بمنع التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، بسبب مخاوف متعلقة بالأمن القومي
وستصبح مايكروسوفت، التي تملك أيضا شبكة "لينكد إن" للتواصل الاجتماعي، منافساً رئيسياً لشركات عملاقة في مجال التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"سناب" إذا نجحت في الاستحواذ على "تيك توك".
وبموجب الصفقة المقترحة، قالت مايكروسوفت إنها ستسيطر على عمليات تيك توك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا. وأضافت أنها ستضمن نقل كل البيانات الشخصية للمستخدمين الأميركيين لتطبيق تيك توك وبقاءها في الولايات المتحدة.
وقالت الشركة إن مايكروسوفت قد تدعو مستثمرين أميركيين آخرين للحصول على حصص أقلية في "تيك توك". ويأتي نحو 70 في المائة من مستثمري "بايت دانس" من الولايات المتحدة.
ولم يتضح مقدار المبلغ الذي قد تدفعه مايكروسوفت مقابل "تيك توك". وذكرت رويترز، الأسبوع الماضي، أن توقعات تقييم بايت دانس للتطبيق تجاوزت 50 مليار دولار على الرغم من أن الضغوط الأميركية لتصفيته قد تخفض هذا السعر.
من جهتها، قالت شركة "بايت دانس" إنها تواجه "صعوبات معقدة لا يمكن تخيلها" في العمل من أجل أن تصبح شركة عالمية، واتهمت في بيان شبكة فيسبوك بارتكاب "سرقة أدبية وحملة تشويه" ضد الشركة.
وأصدرت الشركة، التي يقع مقرها في بكين، هذه التصريحات في بيان نشر على حسابها الرسمي على تطبيق جينري توتياو الإخباري الذي تملكه، في ساعة متأخرة من مساء الأحد. وقال البيان أيضا إن الشركة ستواصل التمسك برؤيتها الخاصة بالعولمة. ولم يذكر البيان نوعية الضغوط.
(فرانس برس، رويترز)