مالك نجر، رسام ومنتج أفلام سعودي شاب، اشتهر ببرنامج "مسامير" الكرتوني، الموجه للكبار. لم يتم مالك دراسته الجامعية، حيث ترك دراسة "القانون" ليلاحق شغفه بالرسم، عمل في مجال "الغرافيكس" في شركات القطاع الخاص، حتى أسس عمله الشخصي. برنامج مسامير يناقش في كل حلقة قضية من قضايا المجتمع السعودي، وتتباين فترات نشر الحلقات.
شاهد "مسامير" الملايين عبر اليوتيوب، ويزيد متوسط مشاهدات الحلقة عن المليون مشاهد، ويصل إلى قرابة مليون ونصف في بعض الأحيان، ويشترك في قناة "ستوديو ميركوت" والذي ينتج العمل، ما يزيد عن مليون وثلاثمئة ألف مشترك. يتراوح طول الحلقة بين 5 و6 دقائق ويصل حتى العشر دقائق. وتميز البرنامج بوجود شخصيات كثيرة، منوعة، تعكس تنوع المجتمع السعودي.
*هل تواجه صعوبة في تقبلك كصاحب رأي في الشأن العام، وأنت "رسام ومنتج أفلام"؟ كيف تتعامل مع من يعتقد بألا حق لك بالحديث بالشأن العام؟
لا أعلم إن كانت هذه ظاهرة يختص بها مجتمعنا أم لا، لكن يبدو أن أحقية الحديث عن الشأن العام محصورة بفئة ضيقة جداً في نظر البعض، تعاملي مع هؤلاء هو محاولة توعيتهم بأنه من حقهم أن يكون لهم رأي في "شأن عام" ونحن هنا نسميه "شأن عام" لأنه موضوع يخص جميع فئات المجتمع وليس حصرا على مهندسي الصواريخ دون الرسامين.
*تحدثت قبل أيام مع فهد البتيري عن موضوع التنمر في شبكات التواصل الاجتماعي، هل تعتقد أنك تتعرض لـ "تنمر" في تويتر؟
أتعرض للتنمر الذي يتعرض له أي إنسان يقول أشياء قد لا تعجب البعض على الإنترنت، يختلف التنمر الذي أواجهه من حيث الكمية بسبب كثرة المتابعين، لكنه لا يختلف من حيث النوعية.
*كتبت عن مشروع لإنتاج "فيديوهات قصيرة تشرح فيها تغريداتك بشكل أطول"، هل ترى أن تويتر غير كاف لنشر الأفكار سواء لك أو لغيرك؟ ولماذا لم تكتب مقالات أو مدونات؟
طريقة تويتر تتيح لك نشر أفكارك عبر قطع صغيرة مناسبة في حالة كانت مواضيعك تحتمل هذا، لكن الإشكالية أن 140حرفاً لن تكون كافية في كل الأحوال، فتلجأ لكتابة سلسلة تغريدات يسهل من خلالها استقطاع حديثك وتحريفه. وفضلت الفيديو على المقالة، لأنني أعمل عبر هذا الوسيط وأشعر بالراحة معه، كما أنني أعتقد أن الفيديو يتيح لك شرح أفكارك بأسلوب أفضل، عبر الحركة والصور والأصوات.
*من خلال متابعة مسامير، يظهر وكأن نقد التيار الديني في البرنامج محدود، مقارنة بنقدك الشخصي له في تويتر (ربما باستثناء الحلقة عن داعش مؤخرا). هل تتجنب نقد التيار الديني في "مسامير"؟ ولماذا؟
مسامير لا يمثلني شخصياً وليس من ممتلكاتي الشخصية كحسابي في تويتر، فلا أريد استخدام المسلسل كعربة تحمل آرائي الشخصية في أدق المواضيع. مسامير يعمل عليه فريق لديه آراء متباينة تجاه بعض القضايا التي أتحدث عنها في تويتر وأنا فرد من هذا الفريق. أيضاً أشعر بأن مسامير عمل مقدم لأوسع شريحة ممكنه من المجتمع. بالنسبة لنقد "التيار الديني" في مسامير، فنحن تطرقنا للتطرف واستخدام الدين لتحقيق المكاسب الشخصية وهي قضايا لا يختلف عليها عاقلان، لكننا ننأى عن الحديث حول المواضيع التي قد تنقسم عليها فئات كبيرة من الناس.
*في لقاء "نبض الطب" في جامعة الملك سعود قبل سنوات، تحدثت عن أهمية الحرية للإبداع. هل ستتوسع انتقادات "مسامير" لتجاوز الشأن الاجتماعي للسياسي مثلا؟
الحرية مهمة للإبداع كي لا يضيع معنى هذا الإبداع ويصبح دورانا أجوف حول نقطة لا نستطيع المساس بها. قد نرغب في توسيع انتقادات مسامير لتشمل تابوهات مختلفة، لكني لم أستطع إقناع نفسي بأن المكاسب ستفوق الخسائر.
*هناك من يعتبر أن "مسامير" يستهدف شرائح معينة في المجتمع السعودي بشكل عنصري مناطقي، أعني أهل البادية تحديدا، هل تأتيك مثل هذه الانتقادات؟ وكيف تتعامل معها؟
مُخرج مسامير مالك نجر يأتي من عائلة بدوية وكذلك كاتب العمل فيصل العامر، من الطبيعي جداً أن يكون لثقافتنا "البدوية" تأثير على العمل، من حيث خلق الشخصيات أو القصص، كل الفنانين حول العالم يأخذون من بيئاتهم ويضعونها في أعمالهم، وجود هذه الشخصيات في مسامير جاء عفوياً ولم يكن متعمدا، ولا أعلم لماذا يرى البعض أن هذا فيه استهداف سلبي للبادية، المفترض أن يكون مصدر اعتزاز لهم.
*اعتزاز بأي معنى؟
بمعنى أن يكون سعيدا بوجود شخصيات من بيئته في العمل.
*بدأت باليوتيوب، وكانت بداية أعمالك الهامة في التلفزيون في 2009، ثم عدت لليوتيوب. كيف تقارن التجربتين التلفزيونية واليوتيوبية؟ ما إيجابيات وسلبيات كل تجربة، ماديا ومعنويا؟
أستطيع القول بأن اليوتيوب خيار أفضل من الناحية المادية والمعنوية، وجدنا مساحة أكبر للتعبير عن أفكارنا بالمرونة وجداول البث التي نريدها مع الاحتفاظ بكامل حقوقنا الفكرية، تحويل العمل في اليوتيوب لربحية تشابه التلفزيون استغرق وقتا ولكننا تمكنا من ذلك، التلفزيون كان أصعب من حيث الرقابة ورغبة القناة في التحكم ليس بالعمل فحسب بل بفريق عمله، لا يزال التلفزيون قناة توزيع أخرى بالنسبة لنا، لكنه لم يعد وسيلة نشر رئيسية.
اقرأ أيضاً: فهد البتيري: نعم انتقدت التيار الوعظي
شاهد "مسامير" الملايين عبر اليوتيوب، ويزيد متوسط مشاهدات الحلقة عن المليون مشاهد، ويصل إلى قرابة مليون ونصف في بعض الأحيان، ويشترك في قناة "ستوديو ميركوت" والذي ينتج العمل، ما يزيد عن مليون وثلاثمئة ألف مشترك. يتراوح طول الحلقة بين 5 و6 دقائق ويصل حتى العشر دقائق. وتميز البرنامج بوجود شخصيات كثيرة، منوعة، تعكس تنوع المجتمع السعودي.
*هل تواجه صعوبة في تقبلك كصاحب رأي في الشأن العام، وأنت "رسام ومنتج أفلام"؟ كيف تتعامل مع من يعتقد بألا حق لك بالحديث بالشأن العام؟
لا أعلم إن كانت هذه ظاهرة يختص بها مجتمعنا أم لا، لكن يبدو أن أحقية الحديث عن الشأن العام محصورة بفئة ضيقة جداً في نظر البعض، تعاملي مع هؤلاء هو محاولة توعيتهم بأنه من حقهم أن يكون لهم رأي في "شأن عام" ونحن هنا نسميه "شأن عام" لأنه موضوع يخص جميع فئات المجتمع وليس حصرا على مهندسي الصواريخ دون الرسامين.
*تحدثت قبل أيام مع فهد البتيري عن موضوع التنمر في شبكات التواصل الاجتماعي، هل تعتقد أنك تتعرض لـ "تنمر" في تويتر؟
أتعرض للتنمر الذي يتعرض له أي إنسان يقول أشياء قد لا تعجب البعض على الإنترنت، يختلف التنمر الذي أواجهه من حيث الكمية بسبب كثرة المتابعين، لكنه لا يختلف من حيث النوعية.
Twitter Post
|
*كتبت عن مشروع لإنتاج "فيديوهات قصيرة تشرح فيها تغريداتك بشكل أطول"، هل ترى أن تويتر غير كاف لنشر الأفكار سواء لك أو لغيرك؟ ولماذا لم تكتب مقالات أو مدونات؟
طريقة تويتر تتيح لك نشر أفكارك عبر قطع صغيرة مناسبة في حالة كانت مواضيعك تحتمل هذا، لكن الإشكالية أن 140حرفاً لن تكون كافية في كل الأحوال، فتلجأ لكتابة سلسلة تغريدات يسهل من خلالها استقطاع حديثك وتحريفه. وفضلت الفيديو على المقالة، لأنني أعمل عبر هذا الوسيط وأشعر بالراحة معه، كما أنني أعتقد أن الفيديو يتيح لك شرح أفكارك بأسلوب أفضل، عبر الحركة والصور والأصوات.
*من خلال متابعة مسامير، يظهر وكأن نقد التيار الديني في البرنامج محدود، مقارنة بنقدك الشخصي له في تويتر (ربما باستثناء الحلقة عن داعش مؤخرا). هل تتجنب نقد التيار الديني في "مسامير"؟ ولماذا؟
مسامير لا يمثلني شخصياً وليس من ممتلكاتي الشخصية كحسابي في تويتر، فلا أريد استخدام المسلسل كعربة تحمل آرائي الشخصية في أدق المواضيع. مسامير يعمل عليه فريق لديه آراء متباينة تجاه بعض القضايا التي أتحدث عنها في تويتر وأنا فرد من هذا الفريق. أيضاً أشعر بأن مسامير عمل مقدم لأوسع شريحة ممكنه من المجتمع. بالنسبة لنقد "التيار الديني" في مسامير، فنحن تطرقنا للتطرف واستخدام الدين لتحقيق المكاسب الشخصية وهي قضايا لا يختلف عليها عاقلان، لكننا ننأى عن الحديث حول المواضيع التي قد تنقسم عليها فئات كبيرة من الناس.
*في لقاء "نبض الطب" في جامعة الملك سعود قبل سنوات، تحدثت عن أهمية الحرية للإبداع. هل ستتوسع انتقادات "مسامير" لتجاوز الشأن الاجتماعي للسياسي مثلا؟
الحرية مهمة للإبداع كي لا يضيع معنى هذا الإبداع ويصبح دورانا أجوف حول نقطة لا نستطيع المساس بها. قد نرغب في توسيع انتقادات مسامير لتشمل تابوهات مختلفة، لكني لم أستطع إقناع نفسي بأن المكاسب ستفوق الخسائر.
*هناك من يعتبر أن "مسامير" يستهدف شرائح معينة في المجتمع السعودي بشكل عنصري مناطقي، أعني أهل البادية تحديدا، هل تأتيك مثل هذه الانتقادات؟ وكيف تتعامل معها؟
مُخرج مسامير مالك نجر يأتي من عائلة بدوية وكذلك كاتب العمل فيصل العامر، من الطبيعي جداً أن يكون لثقافتنا "البدوية" تأثير على العمل، من حيث خلق الشخصيات أو القصص، كل الفنانين حول العالم يأخذون من بيئاتهم ويضعونها في أعمالهم، وجود هذه الشخصيات في مسامير جاء عفوياً ولم يكن متعمدا، ولا أعلم لماذا يرى البعض أن هذا فيه استهداف سلبي للبادية، المفترض أن يكون مصدر اعتزاز لهم.
*اعتزاز بأي معنى؟
بمعنى أن يكون سعيدا بوجود شخصيات من بيئته في العمل.
*بدأت باليوتيوب، وكانت بداية أعمالك الهامة في التلفزيون في 2009، ثم عدت لليوتيوب. كيف تقارن التجربتين التلفزيونية واليوتيوبية؟ ما إيجابيات وسلبيات كل تجربة، ماديا ومعنويا؟
أستطيع القول بأن اليوتيوب خيار أفضل من الناحية المادية والمعنوية، وجدنا مساحة أكبر للتعبير عن أفكارنا بالمرونة وجداول البث التي نريدها مع الاحتفاظ بكامل حقوقنا الفكرية، تحويل العمل في اليوتيوب لربحية تشابه التلفزيون استغرق وقتا ولكننا تمكنا من ذلك، التلفزيون كان أصعب من حيث الرقابة ورغبة القناة في التحكم ليس بالعمل فحسب بل بفريق عمله، لا يزال التلفزيون قناة توزيع أخرى بالنسبة لنا، لكنه لم يعد وسيلة نشر رئيسية.
اقرأ أيضاً: فهد البتيري: نعم انتقدت التيار الوعظي