ماكيدا... زميل رونالدو الذي انتهى به المطاف بلا ناد

31 اغسطس 2016
ماكيدا إلى أين؟ (العربي الجديد)
+ الخط -

تشهد مسيرة الإيطالي فيديريكو ماكيدا، الذي ظهر في ملاعب كرة القدم بعمر الـ 17 سنة فقط، ولمع نجمه مع فريق مانشستر يونايتد وكان زميل أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو، منعطفا صعبا للغاية، بعدما أصبح مهددا بالغياب عن الملاعب خلال منافسات الموسم الجاري، حيث يبحث عن ناد قبل ساعات من نهاية موسم الانتقالات الصيفية.

في عام 2001 ظهر ذلك الطفل البالغ من العمر عشر سنوات على أرض الملعب في أكاديمية لاتسيو. لم يتصور أحد أن يرتدي هذا الطفل في يوم من الأيام قميص نادي عريق مثل مانشستر يونايتد إلا بعد ست سنوات عندما شاء القدر أن يكون ماكيدا أحد الناشئين المختارين للانتقال إلى النادي الإنكليزي.

لعب ماكيدا عاما واحدا مع مانشستر يونايتد، وسرعان ما لفت أنظار النجوم وخصوصاً المدرب "السير" أليكس فيرغسون الذي طلب تصعيده نحو الفريق الأول وهو في عمر الـ 17 سنة فقط. وفي عام 2008 ارتدى ماكيدا ذلك الطفل الإيطالي في نظر الجماهير آنذاك قميص واحد من أعرق وأفضل أندية كرة القدم في العالم.

وفي أول موسم لماكيدا مع "يونايتد" كشر عن أنيابه في خط الهجوم رغم أنه لعب أربع مباريات فقط في موسم 2008-2009 إلا أنه سجل هدفين، واحدا منهما كان الأغلى في تاريخ "الشياطين الحُمر" لأنه كان بطعم الذهب للجماهير التي جعلت ماكيدا نجمها الشاب الأول.

إنه صباح الخامس من أبريل / نيسان 2009، ماكيدا يجلس على مقاعد البدلاء في مباراة مانشستر يونايتد وأستون فيلا في الأسبوع الـ 30 من بطولة "البريمييرليغ". مباراة مشتعلة النتيجة تقدم أستون فيلا (2 – 1) والجماهير على أعصابها لأنها تريد الفوز من أجل متابعة المسيرة الناجحة نحو اللقب الغالي.

قرر فيرغسون منح فرصة ذهبية للاعب الشاب الإيطالي ماكيدا في الدقيقة 60، ليستبدل البرتغالي ناني ويدخل ماكيدا أرض الملعب وسط تصفيق حار من الجماهير، ولم يعرف ماكيدا حينها أنه دخل لصناعة تاريخ جديد باسمه في الثواني الأخيرة من المباراة.

عادل رونالدو النتيجة (2 – 2) ليُشعل اللقاء تماماً. وعند الدقيقة (90+3) استلم ماكيدا كرة داخل منطقة جزاء أستون فيلا راوغ المدافع خدعه ثم سدد كرة خرافية في أقصى الزاوية وبعدها صرخت الجماهير بصوت واحد واهتز ملعب "أولد ترافورد". مانشستر يونايتد فاز (3 – 2) بهدف الشاب ماكيدا الذي سجل أول هدف رسمي له مع الفريق ولم يكن هدفا عاديا بنظر الجماهير.

تابع ماكيدا تألقه وإبهاره للجمهور وسجل هدف الفوز في المبارة الثانية توالياً وهذه المرة أمام سندرلاند في الأسبوع الـ 31 من الدوري، أي أن ماكيدا منح فريقه ست نقاط ساهمت بشكل كبير في منح لقب "البريمييرليغ" لمصلحة فيرغسون و"كتيبته".

لعب ماكيدا مع مانشستر يونايتد 36 مباراة سجل فيها خمسة أهداف وانتهت مسيرته مع "الشياطين الحُمر" سريعاً في العام 2014 رغم أنه كان لاعباً شاباً مُميزاً. ماكيدا ترك الفريق الذي وجد نفسه فيه وترك الجماهير التي صرخت بكل قوتها عندما سجل تلك الأهداف الحاسمة.

أعاره مانشستر يونايتد إلى سامبدوريا الإيطالي في عام 2014، ثم تنقل بين عدد من الأندية خصوصاً الإنكليزية ولم ينجح ماكيدا في جميع هذه الأندية في تحقيق أي شيء أو الظهور بشكل لافت وتدهورت حالته الفنية والبدنية حتى انتهى به المطاف في فريق كارديف سيتي في عام 2016.

قال فيرغسون عن حالة ماكيدا المتدهورة أنذاك: "هو لاعب غير محظوظ، كنت أثق بهذا الولد لأنه قادر على أن يصبح بين أفضل اللاعبين، انتقل إلى سامبدوريا ولعب لثلاثة أسابيع وتمت إقالة المدرب ولم يلعب أي مباراة. انتقل بعدها إلى كوينز بارك رينجيرز وبعد أسبوع أقيل المدرب من منصبه ولم يلعب أي مباراة، هو لاعب غير محظوظ أبداً".

ومع تعاقد "يونايتد" مع المدرب ديفيد مويس ورحيل فيرغسون، عانى ماكيدا كثيراً وكشف في تصريحات أنذاك للصحف الإنكليزية أنه لا يتوقع بقاءه مع النادي الإنكليزي ولكن مهما حصل في الأيام المقبلة لا يمكن لأي شخص أن يسرق مني كل الذكريات الجميلة التي عشتها هنا".

وأضاف ماكيدا: "السير أليكس فيرغسون كان رائعا، لقد وثق بقدراتي كثيراً وبعد تسجيلي هدفين في مرمى تشارلتون، تلقيت منه رسالة نصية بعد المباراة قال فيها: "أهنئك تابع على هذا المنوال". ولم يكن ماكيدا يتحدث مع فيرغسون منذ رحيله عن الفريق وأسعدته هذه الرسالة كثيراً.

اليوم وبعد سنوات طويلة من البحث عن نفسه في الملاعب أصبح ماكيدا بدون ناد وهو حالياً لاعب حر بعد أن قرر فسخ عقده مع فريق كارديف سيتي. ورغم أنه لاعب مُميز وظهر بشكل لافت مع مانشستر يونايتد إلا أنه لم يحظ بعروض من أي ناد لكي يلعب معه وهو حالياً بدون ناد.

وبحسب قناة "بي بي سي" فإن مدرب كارديف بول ترولوب لم يضع ماكيدا ضمن حساباته، الأمر الذي أزعج الشاب الإيطالي فطلب إنهاء العقد بطريقة توافقية وبدون مشاكل وفعلاً هذا ما حصل. 

المساهمون