وذكر بيان للإليزيه، عقب اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن ماكرون حث بغداد وحكومة إقليم كردستان على ضرورة تجنب أي تصعيد، و"على البقاء متحدين في أولويتهما المتمثلة في هزيمة تنظيم (داعش)، وإرساء الاستقرار في العراق".
وأضاف البيان: "ذكّر الرئيس ماكرون بأهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي العراق، مع الاعتراف بحقوق الشعب الكردي".
وقال إن ماكرون دعا العبادي إلى زيارة باريس في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، لبحث القضية، قبل أن يؤكد مصدر في الإليزيه لـ"رويترز" أن رئيس الوزراء العراقي قبل الدعوة.
من جهته، شدد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، على أن الولايات المتحدة لا تعترف بـ"الاستفتاء أحادي الجانب" في كردستان، مؤكدا، في بيان، أن "التصويت والنتائج (في الاستفتاء) افتقدتا الشرعية، ونحن نواصل دعم عراق موحد فيدرالي ديمقراطي مزدهر".
وأعرب تيلرسون عن "قلق الإدارة الأميركية من العواقب السلبية المحتملة لهذه الخطوة أحادية الجانب"، لافتا إلى أن بلاده عملت مع إدارة الإقليم والحكومة العراقية قبل التصويت لـ"تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة".
وأكد أن "هذا الأمر لا يمكن تحقيقه من خلال دعم خطوات أحادية الجانب مثل هذا الاستفتاء"، وحثّ، من جهته، الأطراف على "الهدوء وإنهاء الاتهامات الكلامية والمعاملة بالمثل"، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول".
وفي السياق ذاته، جدّدت الأمم المتحدة، الجمعة، احترامها لوحدة العراق وسيادته، وطالبت جميع العراقيين بـ"التزام الهدوء وضبط النفس".
وقال المتحدث باسم الأمين العام، استيفان دوغريك، إن "البعثة الأممية في العراق تؤكد، اليوم، استعدادها لمساعدة جميع الأطراف في حال طلب منها ذلك"، مضيفا، في تصريحات إعلامية بمقر المنظمة بنيويورك، أنّ "البعثة تقدم دائما المساعدة لجميع الأطراف، في حال كانوا بحاجة إلى مساعدتنا، ونحن نقوم بمراقبة الحالة وسنستمر في ذلك".
وتابع دوغريك أنّ "الممثل الخاص للأمين العام في العراق، يان كوبيش، يجري باستمرار اتصالات مع القيادات في بغداد وأربيل، وهو مستعد لتقديم العون في حال طلب منه ذلك"، متابعا: "نحن نحترم وحدة العراق وسيادته وسلامته الإقليمية، وفي هذا الصدد تمت إحاطتنا علما بنهج حكومة العراق".
وأردف: "نقدّر أيضا تعهدات حكومتي بغداد وإقليم شمال العراق ببذل قصارى جهودهما لحماية شعب العراق، بما في ذلك شعب الإقليم"، كما أعرب عن تقدير منظمته للجهود المبذولة من قبل بغداد وإدارة إقليم شمال العراق لـ"عدم السماح بأي تصعيد أو انتهاكات، ولاحظنا أن الجانبين طالبا بالهدوء وضبط النفس، ونحن ننضم إليهما في هذه الدعوة".
وفي خطوة تعارضها قوى إقليمية ودولية، والحكومة المركزية في بغداد، أجرى إقليم شمال العراق، الإثنين الماضي، استفتاء الانفصال، وسط تصاعد التوتر مع الحكومة العراقية.
وإضافة إلى رفض الحكومة العراقية بشدة إجراء الاستفتاء لمعارضته دستور البلاد، وعدم اعترافها بنتائجه، قاطع التركمان والعرب الاستفتاء في محافظة كركوك (شمال)، وبقية المناطق المتنازع عليها في محافظات نينوى، وصلاح الدين (شمال)، وديالى (شرق).
(العربي الجديد)