ماكرون يشيد بنجاح التجربة الانتقالية في تونس

01 فبراير 2018
ماكرون: فرنسا لن تتخلى عن تونس (الأناضول)
+ الخط -


أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب توجه به لنواب الشعب تحت قبة البرلمان التونسي، اليوم الخميس، بنجاح التجربة الانتقالية التونسية، معتبراً أن تونس أثبتت للجميع أن الإسلام يتماشى مع الديمقراطية.

وبين ماكرون في كلمته أمام أعضاء مجلس نواب الشعب الذي تتكون غالبيته من ائتلاف برلماني بين "حزب النهضة" ذي المرجعية الاسلامية، و"نداء تونس" العلماني أن تونس كذّبت من "قال إن الاسلام لا يتعايش مع الديمقراطية".

واعتبر أن "تجربة تونس تمثل نموذجا لم يسبق له مثيل في المنطقة، غير أن صفحة الربيع العربي وربيع تونس لم تطو بعد، والتحدي أمام التونسيين هو تحويل ربيع الانتقال السياسي إلی ربيع اقتصادي"، على حد تعبيره.

وأكد الرئيس الفرنسي أن حل القضية الفلسطينية والصراع الدائر في الشرق الأوسط لا يكون إلّا بالاعتراف بدولتين تكون عاصمة كل منها القدس، معبرا عن عزم بلده القيام بكل جهدها لإيجاد مخرج للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وانسحب نواب "الجبهة الشعبية" بالبرلمان بسبب إعلان الرئيس الفرنسي الإقرار بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، معتبرين أنه لا يمكن القبول باستغلال قبة البرلمان التونسي، الذي طالما تصدى للانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني وكان في الصف الأول رفضا لقرار الرئيس دونالد ترامب الأخير، ليصبح منبرا لماكرون يطلق منه النوايا التي تخدم الأجندة الإسرائيلية.

وحول الأزمة الليبية، قال ماكرون إن فرنسا ملتزمة بالعمل مع تونس من أجل تحقيق الاستقرار والأمن خاصة على الحدود مع ليبيا، مبينا أن بلده يدعم نشاط ممثل الأمم المتحدة في ليبيا لإيجاد حل سياسي لتأمين الوحدة والاستقرار على الحدود الليبية التونسية.

وبين ماكرون أن "فرنسا لن تتخلى عن تونس حتى الوصول إلى مرحلة الاستقرار الكامل، وهناك جوانب مشتركة بين فرنسا وتونس نعتز بها ونعمل على تعزيزها"، على حد قوله.


ولفت إلى أن فرنسا خصصت 50 مليون يورو لمساعدة رواد الأعمال التونسيين في عدة مجالات من أجل تسهيل الحصول على نتائج ملموسة لفائدة الطبقة المتوسطة، مشيرا إلى تحويل الديون التونسية لدى فرنسا إلى مشاريع تنموية، وعبر مساعدة الشركات الاقتصادية في إطار خطة طارئة لفائدة تونس لسنتي 2018 و2019.

وأكد ماكرون أن فرنسا ستدعم تونس في بناء مستقبلها الاقتصادي والاجتماعي، لافتا إلى أن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ضرورية لاستمرار مسيرة النجاح في تونس، ولاحظ أن العديد من الشركات الفرنسية التي رافقته في زيارة الدولة إلى تونس ستضاعف استثماراتها خلال 5 سنوات القادمة، مبينا أن شركات أخرى في فرنسا ترغب في الاستثمار في تونس.

من جانبه أكد رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر، في كلمته خلال الجلسة العامة أن تونس تُعوّل على مساندة فرنسا ودعمها لها في هياكل ومؤسسات الاتحاد الأوروبي حتى "نرتقي بالتعاون التونسي-الفرنسي والتونسي-الأوروبي، إلى درجاتٍ عُليا من المردوديّة والإيجابية"، لافتا إلى أن زيارة الدولة التي يؤديها ماكرون إلى تونس، تترجم حرص فرنسا على إعطاء دفع نوعي جديد للعلاقات بين البلدين والشعبين.

وشدد الناصر على أن "مقاربة تونس في إنجاز الانتقال الديمقراطي تقوم على مبدأ الاعتماد على الذات، وعلى تفعيل كلّ طاقات العمل والإبداع الكامنة في "شعبنا وفي شبابه"، مؤكدا أن تونس تعتزم مواصلة العمل في طريق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الضرورية، مع الحرص على مزيد التوازن بين الجهات والعدالة بين الفئات".

وأضاف أن هذا "التعاون المنشود يشمل كلّ الإجراءات والمبادرات التي تفتح آفاقا جديدة أمام الشباب، وعلى هذا الأساس نتطلّع إلى إجراءات تسهّل تنقّل الشبان إلى فرنسا وبقية البلدان الأوروبية في إطار برامج تشغيليّة وتكوينية مدروسة ومبرمجة حسب قوانين البلدان المُضيّفة".

ويواصل الرئيس الفرنسي جولته في تونس التي تنتهي اليوم، حيث سيشرف على منتدى الأعمال التونسي الفرنسي بقصر المعارض بالعاصمة بحضور 1100 رجل أعمال من بينهم 300 مسؤول ومستثمر عن شركات فرنسية.

وتقام هذه الفعالية تحت شعار "لننجح سويا اليوم وغدا"، بعد أن وضع إكليلا من الزهور ترحما على ضحايا العملية الإرهابية التي وقعت عام 2015 في متحف باردو.