ودُعي الناخبون الفرنسيون، البالغ عددهم قرابة 47 مليون شخص، اليوم، للاختيار بين 11 مرشحاً في انتخابات شديدة التنافس وحاسمة بالنسبة لمستقبل الاتحاد الأوروبي.
وذكرت وزارة الداخلية الفرنسية، في بيان، أن النتائج الجزئية تشير بعد إحصاء 40 مليون صوت إلى حصول ماكرون على 23.54%، ولوبان على 22.33%.
إلى ذلك، أقر مرشح الحزب الاشتراكي، بونوا هامون، بهزيمته، وقال إن اليسار لم يمت، داعياً الفرنسيين للتصويت لصالح ماكرون في الجولة الثانية للتغلب على اليمين المتطرف.
من جانبه، أعرب مرشح اليمين التقليدي، فرانسوا فيون، عن "خيبة أمله الكبيرة" من جراء الهزيمة، بحسب ما أعلن متحدث عنه. وأقر فيون في وقت لاحق بهزيمته في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وأعلن بأنه سيدعم ماكرون. وقال فيون في كلمة أمام أنصاره "لا بد لنا من اختيار الأفضل لبلادنا. أنا لا أقوم بذلك بطيبة خاطر، إلا أن الامتناع ليس من شيمي، خصوصاً عندما يقترب حزب متطرف من السلطة. إن التطرف لا يمكن إلا أن يحمل الشؤم والفرقة إلى فرنسا. لا يوجد خيار بديل عن التصويت ضد اليمين المتطرف، وأنا سأقترع لصالح إيمانويل ماكرون".
إلى ذلك، اتصل الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، بماكرون لتهنئته على تأهله للجولة الثانية في الانتخابات، بحسب بيان لقصر الإليزيه.
من جانبها، قالت لوبان في أول تصريح لها بعد حصولها على المرتبة الثانية، إن "هذه نتيجة تاريخية وسندافع عن قيمنا وبلدنا"، مضيفة: "سندفع من أجل التغيير وأدعو الفرنسيين إلى الوحدة خلف مشروعنا".
وحل فيون، وفق النتائج الأولية، ثالثا بحصوله على نحو 19.5 في المائة من الأصوات، متقدما بفارق ضئيل على مرشح اليسار الراديكالي، جان لوك ميلانشون. في حين لم يحصل هامون سوى على نسبة 6.5 في المائة في هذا الاقتراع.
وتبقى هذه النتائج تقديرات أولية رغم أن هامش الخطأ ضئيل جداً ومن المرجح ألا تؤثر على نتيجة تأهل ماكرون ولوبان للجولة الثانية.
ماكرون، الفائز الأول في هذه الدورة، صرح بأن فرنسا "طوت صفحة من الحياة السياسية الفرنسية"، في إشارة إلى برنامجه الانتخابي الذي يطرح نفسه بديلاً عن الأحزاب التقليدية يسارا ويمينا.
ودعت شخصيات قيادية من اليمين المحافظ إلى التصويت لصالح ماكرون بعد الإعلان عن إقصاء المرشح اليميني فرانسوا فيون، وصرح النائب اليميني فرانسوا باروان "على الجمهوريين أن يساندوا ماكرون لصد اليمين المتطرف في الدورة الثانية".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفرنسي السابق، مانويل فالس، في تغريدة على "تويتر" إنه "ينبغي ضمان هزيمة ساحقة لليمين المتطرف في السابع من مايو/ أيار، وتشكيل أغلبية رئاسية موسعة، ومتناغمة وتقدمية".
Il faut garantir une large défaite de l'extrême droite le 7 mai,bâtir une majorité présidentielle large,cohérente et progressiste. — Manuel Valls (@manuelvalls) April 23, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
">
|
كذلك دعا رئيس الوزراء برنار كازنوف إلى التصويت لصالح ماكرون، ومن المنتظر أن تدعو غالبية رؤساء الحكومة الاشتراكية للتصويت لصالح ماكرون.
وتنذر هذه التصريحات بخلق جبهة جمهورية بين أنصار اليمين المحافظ واليسار للحيلولة دون وصول مرشحة اليمين المتطرف إلى سدة الرئاسة الفرنسية خلال الدورة الثانية من الرئاسيات في 7 أيار/مايو المقبل.
وكانت مراكز الاقتراع قد أقفلت أبوابها عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت الفرنسي في كبريات المدن، فيما أقفلت المراكز أبوابها عند السابعة في بقية المدن. كما جرت عمليات التصويت أمس السبت في الأنتيل الفرنسية في بحر الكاريبي وغويانا (أميركا الجنوبية) وسان بيار إيه ميكلون (أرخبيل في أميركا الشمالية) وبولينيزيا (جنوب المحيط الهادئ).
وبلغت نسبة المشاركة عند الساعة الخامسة مساء بالتوقيت الفرنسي نسبة 69.42 في المائة مسجلة تراجعا طفيفا مقارنة بالجولة الاولى لانتخابات الرئاسية السابقة عام 2012 التي بلغت 70.59 في المائة. ورغم ذلك تبقى هذه النسبة من أفضل نسب المشاركة خلال الأربعين سنة الماضية.
إلى ذلك، أظهر استطلاعان للرأي، نشرا اليوم الأحد، أن النسبة النهائية لمن امتنعوا عن المشاركة في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية تبلغ نحو 20 في المائة على الأرجح، وهي قريبة مما كانت عليه قبل خمس سنوات.
وقدر استطلاع لمؤسسة "هاريس إنترأكتيف" المعدل النهائي للامتناع عن المشاركة بنسبة 21.5 في المائة، بينما أظهر استطلاع آخر أجراه مركز "إيفوب فوديسيال" لحساب صحيفة "باري ماتش" وتلفزيون "سينيوز" أن معدل الامتناع بلغ 19 في المائة. ووفقاً لبيانات وزارة الداخلية بلغت نسبة الامتناع 20.52 عام 2012، بحسب وكالة "رويترز".
وفي هذه الجولة الأولى دُعي الناخبون الفرنسيون، الذين يبلغ عددهم 46.97 مليون ناخب، من بينهم 1.3 مليون يقيمون خارج فرنسا، للاختيار بين 11 مرشحا في انتخابات ميزها تنافس شديد.
وجرت عمليات التصويت تحت حراسة أمنية مشددة بسبب تصاعد التهديدات الإرهابية التي أججها الاعتداء الإرهابي على حافلة للشرطة في جادة الشانزيليزيه ليل الخميس الماضي وأسفرت عن مقتل شرطي وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" (ّداعش). وكُلف حوالي 50 ألف شرطي ودركي بتأمين هذه الانتخابات في جولتها الأولى والثانية في 7 أيار/مايو المقبل تساندهم دوريات للجيش.
ومرت عمليات التصويت في أجواء هادئة ولم تسجل سوى بعض الحوادث الطفيفة مثل اعتقال بعض ناشطات من حركة "فيمين" النسوية حاولن دخول مكتب للتصويت في مدينة هينان بومون، قبل وصول لوبان للإدلاء بصوتها. كما تم اخلاء مكتبين للاقتراع في مدينة بيزونسون بأمر من رجال الشرطة بعد أن اكتشفوا سيارة مركونة قرب المكتبين بلوحة أرقام مزيفة ومفتوحة الأبواب. وأعيد فتح المكتبين بعد التحقق من السيارة وتفتيشها من طرف فرقة متخصصة في المتفجرات.