بعد مرور أسبوع على انفجار مرفأ بيروت، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني حسن روحاني، للتباحث بشأن هذا الانفجار وما بعده، بالإضافة إلى عناوين أخرى، بينها تطورات الاتفاق النووي، والمساعي الأميركية لتمديد حظر الأسلحة على إيران في مجلس الأمن الدولي.
وبحسب تقرير نشره موقع الرئاسة الإيرانية حول مباحثات روحاني وماكرون الهاتفية، وجه الأخير دعوة لإيران للانضمام إلى مجموعة الدعم الدولية للبنان، التي تشكلت بعيد انفجار مرفأ بيروت، الأمر الذي رحب به الرئيس الإيراني، مشيرا إلى الظروف التي يواجهها لبنان اليوم بعد هذا "الانفجار الرهيب"، وداعيا إلى مساعدة السلطة القضائية اللبنانية "للوصول إلى المتسببين الرئيسيين بالحادث".
وأشار روحاني إلى مساعدات أرسلتها بلاده إلى لبنان بعيد الانفجار، مؤكدا أن "لبنان بحاجة إلى المزيد من الوحدة بين الأحزاب السياسية، وعلى الجميع تقديم العون لتحقيق هذه الوحدة"، ومضيفا أن لبنان "بحاجة اليوم إلى حكومة قوية، وعلى البرلمان وجميع الأحزاب في لبنان المضي قدما في هذا المسار بشكل متحد".
ومن جهته، دعا الرئيس الفرنسي طهران إلى المساعدة لحل الأزمة السياسية في لبنان، وفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، داعيا إياها إلى المشاركة في مجموعة الدعم الدولية للبنان.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أنّ ماكرون حذّر من "أي تدخل خارجي" في لبنان خلال اتصال مع نظيره الإيراني، وذكّر "بضرورة أن تتجنب كل القوى المعنية أي تصعيد للتوتر، وكذلك أي تدخل خارجي، ودعم تشكيل حكومة مهمتها إدارة (الأزمة) الطارئة"، وفق ما جاء في بيان للرئاسة الفرنسية.
تطورات الاتفاق النووي
وفيما يشهد الاتفاق النووي المبرم بين إيران والمجموعة الدولية، عام 2015، تطورات ساخنة هذه الأيام، على خلفية المساعي الأميركية لمنع انتهاء الحظر التسليحي على طهران، الذي ينص عليه القرار الـ2231 المكمل للاتفاق، أكد الرئيس الإيراني، خلال مباحثاته مع نظيره الفرنسي، على أن إنقاذ هذا الاتفاق والقرار الـ2231 "يمثل تعهدا أساسيا لجميع الدول المتبقية في الاتفاق النووي"، داعيا إلى إجراء "مشاورات دقيقة وتعاون بين إيران والدول الأوروبية الثلاث وروسيا والصين لمنع معارضي الاتفاق النووي من الوصول إلى أهدافهم".
وأشار روحاني إلى الحراك الأميركي لتمديد حظر الأسلحة على بلاده، داعيا أوروبا إلى "عدم الوقوع في هذا الفخ الأميركي"، قائلا إن هذا الحظر سينتهي من 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وفقا للقرار الـ2231، و"في حال عملت خلافا لذلك فذلك يعتبر انتهاكا لهذا القرار".
وأكد روحاني أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي منذ أكثر من عامين، "ولا تملك أي حق بشأن آليات الاتفاق".
وفي المقابل، قال ماكرون لروحاني، بحسب موقع الرئاسة الإيرانية، إن "موقفنا بشأن تمديد الحظر التسليحي على إيران يختلف تماما عن الموقف الأميركي، وأبلغناهم بذلك صراحة"، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي.
وفي السياق، قال الرئيس الفرنسي إن أوروبا "بصدد اتخاذ خطوات لجعل الآلية المالية الأوروبية مع إيران أكثر فاعلية".
كما أشار الرئيس الإيراني، خلال مباحثاته مع ماكرون، إلى أن إيران تواجه "عقوبات ظالمة وغير إنسانية في ظروف تفشي الجائحة"، مؤكدا أن "هذا التصرف الأميركي وقح وسيئ للغاية، ويتعارض مع المقررات الدولية ومقررات منظمة الصحة العالمية لعام 2005"، داعيا أوروبا إلى ضرورة تفعيل علاقاتها الاقتصادية مع إيران والتعاون معها بشأن مكافحة فيروس كورونا.