هذا القلق حمله ماكرون في لقائه مع عشرات من الصحف الجهوية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، قائلاً إنه لا يستطيع أن يظل متفرجاً، بل يسعى لأن يكون فاعلاً في الانتخابات الأوروبية، مضيفاً أنه "ليست لدي عقلية الهزيمة، بل عقلية الفتوحات، وأن فرنسا ستكون أقوى إذا حققنا نتيجة جيدة".
ولمن يلومونه على تدخلاته بالانتخابات الأوروبية، برر بالقول إن "الرئيس الفرنسي ليس قائد حزب سياسي، ولكن من الطبيعي أن ينخرط في الخيارات الأساسية".
ورأى ماكرون أن "كل اللوائح الانتخابية تجعل من هذه الانتخابات استفتاءً ضد رئيس الجمهورية والحكومة"، مؤكداً أنه لا يخجل من إنجازاته الاقتصادية، والقدرة الشرائية والاستثمارات.
ورأى الرئيس الفرنسي أيضاً أن هذه الانتخابات تطرح تساؤلا بسيطا مفاده "هل نريد الانقسام في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية والصين، أم نفضل الاتحاد من أجل بناء مستقبل أوروبي موحد؟".
وفي هذا الصدد، كشف ماكرون عن طموحه في "أن نكون في قلب تحالفِ تقُّدمٍ ومستقبل"، مشدداً على أن أوروبا لا يمكن أن تركن للشلل، قائلاً "إمّا أننا نريد أن ننقسم ونصبح مسرحاً لألعاب تأثير خارجية، صينية وروسية وأميركية، وإما أن نقرر أخذ زمام أنفسنا وأن نكونَ أنفسنا، بشكل سيادي. يجب أن نكون متحدين، لأن الوحدة تصنع القوة".
ماكرون: مؤامرة لتفكيك أوروبا
كما اتهم الرئيس الفرنسي ستيف بانون، كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية السابق، والأوليغارشية الروس بالتآمر مع قوميين في أوروبا لتفكيك الاتحاد الأوروبي.
وقال الزعيم الفرنسي في مقابلة مع صحف إقليمية فرنسية، نشرت اليوم الثلاثاء، إن على الأوروبيين "ألا يكونوا سذجاً" بشأن التدخل الأجنبي قبل انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع.
وتابع قائلاً إنه يرى لأول مرة تواطؤا بين القوميين والمصالح الخارجية، بهدف تفكيك أوروبا.
وأشار أيضاً إلى أن "الروس وآخرين" يمولون الأحزاب السياسية المتطرفة في أوروبا، دون أن يخوض في تفاصيل.
وكانت مقابلة ماكرون بمثابة النداء الأخير للحصول على دعم حركته الوسطية في الانتخابات، والتي من المتوقع أن يكسب فيها القوميون أرضية وسط مخاوف بشأن الهجرة. وخص ماكرون بانون بالنقد.
وحاول ماكرون ألا يخلط بين الدول وبعض الأفراد، على الرغم من أن "مجموعات التأثير الأميركية أو الأوليغارشيين الروس يظهرون قرباً مع الحكومات"، على حد قوله.
وكان بانون في فرنسا خلال الأيام الماضية، وأشاد بحملة الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
في حين نأت لوبان بنفسها عن بانون، بينما تحاول توسيع نطاق أرضية حزب التجمع الوطني.
انتقادات لماكرون
في المقابل، انتقدت بعض اللوائح الانتخابية ما وصفته بـ"الانزلاق" الرئاسي في شأن حزبي، ورأوا فيه تسخيراً لإمكانات الدولة ووسائل الإعلام لفائدة حزب حكومي على حساب أحزاب أخرى، وهو ما لم يفعله رؤساء سابقون.
واعتبر قياديون في حزب "الجمهوريون" أن "ماكرون منغمس في حملة انتخابية متواصلة بدأت في الحوار الوطني الكبير، ولا تزال".
بدوره، رأى رئيس لائحة ساحة عامة-الحزب الاشتراكي، رافائيل غلوكسمان، أن ماكرون هو رئيس الجمهورية وليس رئيس "الجمهورية إلى الأمام"، معتبراً أن "خرجاته" الإعلامية "اختطافٌ للحملة الانتخابية".