قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لـ"العربي الجديد"، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، "لا يمثل تهديدا" لاستقرار وأمن أوروبا، وأن من شأنه أن يطلق "حقبة جديدة من التعاون الخلاق والبراغماتي" في سبيل ترسيخ السلام في القارّة، إلّا أنه شدد على أهمية بناء استراتيجية أوروبيّة مشتركة في ظلّ التحولات الجيوسياسية المتسارعة على الصعيد العالمي.
وأبدى ماكرون، في تصريحات غير معهودة عنه حيال الخروج البريطاني، الذي وصفه سابقًا في عام 2016 بـ"الجريمة"، طمأنينة إلى أنه "لا يوجد أي سبب يدعو إلى عدم الاستقرار واليقين"، وقال إنه لا يعتقد أن "بريكست يمثّل تهديدًا في هذا الصدد"، من دون أن ينفي أسفه على القرار البريطاني، "لكن يجب احترام صوت الشعب".
وأضاف ماكرون، في تصريحاته لـ"العربي الجديد"، التي جاءت على هامش منتدى باريس الثاني للسلام الذي انعقد بين 11 و13 نوفمبر/تشرين الثاني، للبحث عن حلول للمشاكل العالمية، أنه "في ما يتعلق بالسلام والأمن، فبناء عهد جديد هو أمر بأيدينا. بريطانيا حليف وثيق، وقطعًا ستكون هناك حقبة جديدة من التعاون الخلاق والبراغماتي، سنواصل البناء على تحالفنا القوي".
وفي سياق آخر، أعاد ماكرون تأكيد موقفه بأن وجود استراتيجية أمنية أوروبية جديدة، إزاء تراجع "الولاء" الأميركي للحلفاء الأوروبيين، يبقى أمرًا حيويًّا للغاية.
ويجادل ماكرون باستمرار أن الاتحاد الأوروبي هو أفضل وسيلة لضمان السلام بين الجيران الأوروبيين، ويقول إن الحروب المدمرة بين الشركاء التجاريين المتجاورين في القارة كانت في زمن ما القاعدة، ولكن الآن يمكن منع هذه الصراعات بواسطة الاتحاد الأوروبي.
وأعاد الرئيس الفرنسي كذلك تأكيد موقفه بأن حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان في حالة "موت سريري"، معللًّا ذلك بأنه "لا يوجد أي تنسيق على الإطلاق في صناعة القرار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو".
وقال ماكرون إن على أوروبا "أن تستيقظ"، وأن تعتبر نفسها "وحدة جيوسياسية"، مضيفًا أن "الخطر هو الكسل".
ورأى الرئيس الفرنسي أن الحديث بوضوح يعد أمرًا حيويًّا قبيل قمة "الناتو" في لندن في الرابع من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وبالذات لأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "كان يدير ظهره لنا".
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد قالت، في وقت سابق اليوم، أنه يجب اليوم أكثر من أي وقت مضى "الحفاظ" على حلف شمال الأطلسي الذي وجه إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات حادة، ووعدت بأن تحقق ألمانيا هدفها في الإنفاق العسكري حوالى العام 2030.
وقالت ميركل أمام مجلس النواب "من مصلحتنا الحفاظ على حلف شمال الأطلسي اليوم أكثر من مرحلة الحرب الباردة".
ووعدت بأن تحقق ألمانيا "في بداية عقد 2030" هدف الحلف الأطلسي بتخصيص 2 بالمئة من إجمالي ناتجها الداخلي للإنفاق العسكري.