استعادة للمخرج اللبناني مارون بغدادي ينظّمها غاليري "صفير زملر" في بيروت (1950-1993) لمدة ثلاثة أيام تتواصل حتى مساء الغد.
من بين 18 فيلماً أخرجها بغدادي بدأت مع "كلنا للوطن" عام 1974، وانتهت بآخر أفلامه "فتاة الهروب" عام 1992، يعرض "صفير زملر" ثلاثة من أبرز ما قدمه المخرج اللبناني حول الحرب الأهلية، فقد عُرض أمس فيلم "خارج الحياة" الذي ظهر عام 1991، وكانت قصته تدور حول صحافي فرنسي يجري اختطافه في الحرب على يد إحدى الفصائل اللبنانية، ويتعرّض للتعذيب؛ الفيلم يستكشف بشاعة الحرب، وتناقضاتها ويتطرّق إلى تفاصيل مروّعة، وهو من أشجع الأفلام التي تناولت الحرب الأهلية اللبنانية وكانت قد انتهت لتوّها والجروح كلها ما زالت مفتوحة.
أما فيلم اليوم الخميس، فهو "بيروت يا بيروت" الذي يعرض عند السابعة مساء، وهو على العكس من "خارج الحياة" فيلم أُخرج بجرأة أيضاً قبيل اندلاع الحرب اللبنانية سنة 1975، فبدا كما لو أنه يتنبأ فيها.
يدور الفيلم حول ثلاثة شبان لبنانيين؛ إميل وكمال وصفوان، كلّ منهم يرى بيروت بطريقة مختلفة، ويعتقد أنه يفهمها أكثر من الآخرين، مواضيع كثيرة تُطرح في هذا السياق، منها أثر الاستعمار الفرنسي، والبرجوازية اللبنانية، والطائفية. هذا الفيلم يتناول فترة حرجة جداً بين أول غارة إسرائيلية على لبنان سنة 1968 وبين رحيل جمال عبد الناصر سنة 1970. ويصوّر بغدادي فيه كيف ظهرت حركات المقاومة وكذلك الميليشيا في المدينة من خلال حياة هؤلاء الأفراد الثلاثة، مستنداً إلى خلفياتهم الاجتماعية.
الفيلم الأخير في هذه الاستعادة القصيرة هو "همسات"، ويعرض عند السابعة من مساء الغد. من المعروف أن هذا العمل جرى تصوير جزء كبير منه في "الجامعة الأميركية" في بيروت عام 1980، وفيه يُرافق المخرج الشاعرة اللبنانية ناديا تويني (1935 - 1983) في رحلتها في مناطق مختلفة من لبنان الذي مزّقته الحرب والطائفية والقتل.
يذكر أن بغدادي هو مخرج أفلام وثائقية أيضاً، ومن أبرز وثائقياته عمل بعنوان "هتلر الأسطورة" الذي أخرجه عن الحرب العالمية الثانية عام 1974، وفي فترة الحرب الأهلية قام بإنجاز عدد من الأفلام الوثائقية منها "تحية إلى كمال جنبلاط" (1977)، و"الصمود على لسان الصامدين وفي أغانيهم وحياتهم اليومية"، و"بيروت المدمرة"، و"الجنوب بخير"، و"ماذا عنك؟". وفي عام 1978، كلّفته الحكومة اللبنانية بإنجاز فيلم بمناسبة الذكرى التسعين لميلاد ميخائيل نعيمة فأخرج فيلمه "تسعون".