ماركو أرناوتوفيتش.."دوبلير" زلاتان

07 ديسمبر 2015
+ الخط -

استحق ماركو أرناوتوفيتش نجومية هذا الأسبوع من الدوري الإنجليزي، فنجم ستوك سيتي قاد فريقه إلى انتصار مستحق أمام مانشستر سيتي، وسجل هدفين رائعين في مرمى العائد جو هارت، ليؤكد النمساوي أنه لاعب من طراز خاص، ويفتح الطريق أمام تسميته بلقب جديد، إنه "إبراهيموفيتش" ملعب بريطانيا، في أشد ليالي الشتاء برودة وسط أمطار ستوك.

البدايات
الدوري الهولندي بمثابة المصنع الحقيقي للأبطال، فعديد من النجوم الكبار في كافة ملاعب القارة العجوز، خرجوا في بدايات حياتهم الكروية من فرق وأكاديميات هولندا، وماركو أرناوتوفيتش ضمن هذه الكوكبة، فاللاعب النمساوي بدأ كتابة أول مراحل تألقه مع تفينتي أشنخيده، قبل أن يأخذ الخطوة التالية وينتقل إلى إيطاليا، ألمانيا، ثم إنجلترا مع ستوك سيتي.

يسير أرناوتوفيتش على خطى زلاتان في بداياته، فالسلطان السويدي صحيح بدأ مسيرته مع مالمو، لكن أوروبا بأسرها عرفته عن طريق أياكس، برفقة الجيل الرائع بقيادة المدرب رونالد كومان، قبل أن يحصل النجم الكبير على فرصة مضاعفة في الكالتشيو، وينطلق من بوابة يوفنتوس إلى عالم الشهرة والسطوة الإعلامية.

لاعب نمساوي، دولي منذ عام 2008، لكنه صاحب أصول صربية، فوالده من الصرب وأمه نمساوية، وكأنه يتفق أيضاً مع إبرا في الجنسية الهجينة، لأن زلاتان أيضاً من أب بوسني وأم كرواتية، لكنه يمثل المنتخب السويدي، ويعتز جداً بشخصيته الخاصة، التي تجعله من وجهة نظر الكثيرين، فريقا كاملا بمفرده.

الشخصية
"إنه اللاعب الأكثر جنوناً الذي قمت بتدريبه في مسيرتي"، يتحدث ستيف مكلارين عن أرناوتوفيتش خلال رحلة الثنائي في تفينتي الهولندي، بينما يؤكد جوزيه مورينيو أنه لاعب بعقلية طفل، بعد السنة التي قضاها النمساوي في صفوف إنتر ميلان، لكن أرناتوفيتش لم يغفر أبداً للبرتغالي هذا التصريح، وعاقبه هذا الموسم بأداء رائع مع ستوك أمام تشيلسي، ويسجل هدف الفوز ضمن الأسبوع 12 من البريمييرليغ.

لعب أرناوتو في هولندا، إيطاليا، ألمانيا، وإنجلترا في فترة زمنية ليست بالطويلة، ويملك اللاعب ذكريات سيئة مع كافة الصحف في هذه البلاد، وربما أشهر عنوان ارتبط باللاعب بعد رحيله من بريمن، "عد يا ماركو، فإن الصحف الألمانية لم تعد تجد ما يملاً أوارقها، بعد قلة الأخبار التي تتحدث عنك"، في دلالة واضحة على كثرة الشد والجذب حول مسيرة النمساوي المشاغب.

ومع الفارق الكبير في التشبيه، لا يختلف أرناوتوفيتش كثيراً في هذا المجال عن زلاتان إبرا، الذي ملأ مسيرته ضجيجاً داخل وخارج الملعب، من خلافات جماهيرية إلى شجار لا يُنسى نهاية بخلافه الشهير مع المدرب بيب جوارديولا، لكنه يحافظ في النهاية على الخيط الرفيع الذي يمنعه من الوقوع في المحظور، عكس ماريو بالوتيلي مثلاً، الذي يعاني بشدة من تأثير هذه المشاكل على مسيرته داخل المستطيل الأخضر.

طريقة اللعب
سجل أرناوتوفيتش هذا الموسم 5 أهداف وصنع هدفين في 14 مباراة له بالدوري الإنجليزي، ويمتاز الهداف بأنه لاعب جوكر في تشكيلة المدرب مارك هيوز، من خلال تمركزه في أكثر من مكان، وقيامه بوظائف عديدة في خطة 4-2-3-1، التي تتمحور حول 3-4 لاعبين، من بينهم النمساوي بكل تأكيد.

يستطيع ماركو القيام بدور اللاعب رقم 9، من خلال تحركه داخل منطقة الجزاء، وترجمته للفرص إلى أهداف، كذلك يتحول إلى دور الجناح على الطرف، نتيجة قدرته على المراوغة والتحكم في الكرة، مع إعطاء الفرصة لزملائه في التحول إلى قلب الملعب، وينجح أيضاً في مركز صانع اللعب رقم 10، من خلال قيامه بصناعة 20 فرصة هذا الموسم بالدوري.

إنه لاعب هجومي غير قابل للتصنيف، ربع مهاجم، ربع صانع لعب، ربع جناح، وربع لاعب وسط، في نسخة قريبة من "التسعة ونصف" على الطريقة التكتيكية، أي اللاعب القادر على الجمع بين التسجيل والصناعة دون الاكتفاء بمركز واحد، بكل تأكيد نستطيع أن نؤكد أن إبراهيموفيتش هو أفضل لاعب في العالم يقوم بهذا الدور خلال السنوات الحالية.

الفروقات الشاسعة
من المستحيل وضع أرناوتوفيتش في مقارنة مع إبراهيموفيتش، فرغم التشابه بين الثنائي في الإسم، طريقة اللعب، وجوانب من الشخصية، إلا أن زلاتان استحق أن يتواجد ضمن أباطرة هذه اللعبة، نتيجة مشواره الكبير على مر مسيرته، من خلال التتويج بألقاب الدوري الهولندي، الإيطالي، الإسباني، والفرنسي، بالإضافة إلى سجل محترم مع المنتخب السويدي، بينما أرناوتو لا يزال في منتصف الطريق الطويل.

ولم يقدم اللاعب النمساوي بعد ما يضمن له التواجد في نادي يبحث عن بطولة، فاللاعب نجح مع فرق تفينتي، بريمن، ستوك، لكنه لم يثبت نفسه خلال عام قضاه مع إنتر ميلان، وبالتالي يحتاج إلى عمل مضاعف على الصعيدين الفني والنفسي، حتى يحصل على التطور اللازم لتحوله من صفة "اللاعب المميز" إلى "النجم الكبير".

لكن نتيجة لكل هذه التشابهات السابقة، فإن ماركو أرناوتوفيتش يبدو أنه سعيداً للقيام بدور إبراهيموفيتش، على صعيد أندية الوسط في مختلف الدوريات الأوروبية، إنه النجم الأول لكل هذه الفرق، واللاعب الأكثر جذبا للإعلام، وبكل تأكيد لا يخلو الأمر من بعض الأكشن الذي يفضله اللاعب وجمهوره.

اقرأ أيضا..
بالفيديو..لاعب بنفيكا يدك شباك أكاديميكا بهدف صاروخي!


المساهمون