ماردين مدينة غنية في الجغرافيا والتاريخ والجمال رغم أنه من الصعوبة إبعاد الروحانيات عن إقليم يضم الديانات السماوية ويحوي من الأسرار ما يصعب تجاهله، منها كنيسة الأربعين شهيداً وقرية حران موطن ولادة ابن تيمية، كما من الصعب إقصاء السياسة، فهي من الأقاليم التي سلخت، كما عنتاب وأنطاكيا واورفة ومرعش، عن سورية، وتم ضمها لتركيا خلال اتفاقية السلام الدولية "لوزان" التي تم توقيعها بين الحلفاء وتركيا عام 1923.
وماردين التي تعني بلغة الآشوريين القلعة، ينسب اسمها ياقوت الحموي في معجم البلدان، لتمرد ماردها "حاكمها" ووصول الخبر للملكة زنوبيا التي أرسلت مستفسرة عن تمرد المارد، فرد الحاكم، تمرد ماردين لا مارد واحد، تعتبر من المدن السريانية القديمة، رغم قلة السريان فيها اليوم، وبات يغلب على سكانها الأكراد والأتراك، مع قلة عربية، ولم تزل رغم قلة سكانها – أقل من مليون- من المدن التركية العريقة بجنوب شرق الأناضول.
وتتربع المدينة المطلة على سهول بلاد ما بين النهرين، على قمة جبال "ماردين" الشاهقة، وإن كان تصنيفها، على اعتبار عدد السكان "نحو 900 ألف"، السادسة والعشرين تركياً، إلا أنها من أغنى المدن التركية لجهة الآثار التاريخية والمعمارية والمزيج والتاريخ الحضاري المتنوع والمميز.
تُعد ماردين إحدى مدن حضارات ما بين النهرين حيث وفدت إليها الحضارة السومرية والأشورية والبابلية والسريانية والبيزنطية والإسلامية "العباسية والسلجوقية والعثمانية"، وهذا التنوع الحضاري جعلها تحتضن الكثير من الآثار المعمارية الفنية، والعديد من الديانات المتنوعة الناتجة عن تنوع الحضارات الوافدة، كما هناك تنوع عرقي ولغوي كبير في ماردين حيث هناك عدد كبير من متحدثي العربية والسريانية والسومرية والبابلية والكردية والتركية.
وبلفتة تاريخية للوراء، نرى أن ماردين دخلت تحت حكم الفرس سنة 226. فاهتموا بتحصينها واتخذوا من جبالها ومرتفعاتها معقلاً قوياً تجاه أعدائهم الرومان. ثم دخلت تحت الحكم البيزنطي، حتى أعيدت للفرس سنة 363 بموجب المعاهدة التي عقدت بين جوفيان وشابور. وتناوب الفرس والرومان على حكم ماردين، حتى فتحها العرب بيد عياض بن غنم سنة 640.
وفي سنة 1029 خرج الغُز - فصيلة من قبائل التركمان- من أذربيجان إلى الجزيرة وغزوا كل المنطقة كما غزوا نصيبين وسنجار والخابور، لتتشكل في تلك الحقبة، ثلاث دول، وهي دولة المروانية في ديار بكر (استمرت من 990 الى 1092). ودولة الأرتقية في ماردين (109 إلى 1395)، والدولة الحمدانية في ديار ربيعة ثم حلب.
بيد أن الكارثة الكبرى، بنظر المؤرخين، حلت بماردين سنة 1224، وقت اندفعت إلى الشرق الأدنى أول موجة من غزوات المغول. ثم جاءت سنة 1394 وفيها حاصر تيمورلنك قلعة ماردين، وحينما استعصت القلعة عليه، تقول كتب التاريخ إنه تحول عنها غاضباً حانقاً إلى السهل الخصيب وأعمل في سكانه السيف وأطلق في ربوعه يد الخراب ودمر كل الجزيرة وأحال مدنها العامرة وقراها الخصبة إلى بادية قفراء خالية من كل ذي حياة.
ومرت الأيام وماردين بين رفع وخفض وبين طاعة وثورة حتى سنة 1507 حين استولى عليها الشاه اسماعيل الفارسي واستمرت الحرب بين الفرس والعثمانيين إلى أن كانت سنة 1516 وفيها انتصر الأتراك على الفرس وكانت نتيجتها خروج الفرس من المنطقة كلها. والحقت ماردين بديار بكر ومن ثم بغداد.
وفي سنة 1839 تعرض العثمانيون لهزيمة من المصريين ودامت الحال كذلك حتى جلاء الجيوش المصرية من الديار السورية وكانت قلعتها تعتبر إلى ما قبل مائة عام من المواقع الحصينة التي لا ترام ولا تؤخذ فقد استطاعت أن تقاوم حصار هولاكو التتري وحصار تيمورلنك بعده، حتى أن صلاح الدين الأيوبي حاول فتح حصن ماردين ولم يتمكن من ذلك.
ولأن كل تلك الحضارات والقوميات مرت على ماردين، تركت كل منها بعضاً من آثارها ومؤشرات عبادتها، ففيها حتى اليوم، كنائس قديمة منها كنيسة مارشمونة، وكنيسة العذراء، وكنيسة الزعفران، وفيها الكثير من القلاع، فضلاً عن جامع الشهيدية، جامع الريحانية والجامع الكبير الذي يقال إنه الأقدم بتركيا اليوم.
وماردين موقع أثري محمي عالمياً حسب تقارير منظمة اليونسكو (1979) وهي، إلى جانب مدينة القدس ومدينة فينيسيا الإيطالية، واحدة من ثلاث مدن ما زالت آثارها المعمارية محفوظة بشكل جيد حتى الآن، ومن أهمها:
ـ دير الزعفران: دير سرياني تاريخي ضخم يحتوي مدرسة ومعبداً ومكاناً لإقامة الرهبان والطلاب والضيوف وكلية طب، ويُقال إنها أول كلية طب يتم افتتاحها للتعليم الرسمي عبر التاريخ. يوجد بداخل الدير العديد من الكتب الدينية المكتوبة باللغة السريانية والتي يأتي على رأسها الإنجيل. يرى زائر دير الزعفران مدى براعة الفن المعماري القديم الساحر.
ـ جامع ماردين الكبير: بعد قدوم السلاجقة الأتراك لبلاد الأناضول وفتحهم لماردين في القرن التاسع للميلاد عملوا على بناء بعض المعالم والآثار الإسلامية في ماردين لإضفاء الروح الإسلامية على المدينة. يتميز جامع ماردين برونق معماري جميل وعريق في الوقت نفسه، فهو يستحق الزيارة والاستمتاع بجماله الذي يُثبت مدى براعة السلاجقة في العمارة.
واستنادا للكتابات الأثرية المكتشفة يعود تاريخ إنشاء الجامع إلى العام 1176 للميلاد، بأمر من ملك ديار بكر الثاني "قطب الدين الغازي". وقد عُثِرَ على جدران الفناء الداخلي للجامع على كتابات تفيد بأن إنشاء الجامع تم من قبل أحد ملوك المملكة الأرتوكلية الملك "حسام الدين يافلاك أرسلان".
وفي عام 1400 الميلادي تعرض الجامع للتخريب بعد استيلاء تيمورلنك على المدينة، لكن تم ترميمه في العهد المملوكي، كما تم ترميمه بشكل خاص في العهد العثماني وأخيرًا عام 2010.
ـ السدود المائية والسجون السومرية: الحضارة السومرية هي أول حضارة منتظمة ظهرت عبر التاريخ. وترجع فكرة إقامة السدود المائية لتجميع مياه الأمطار واستخدامها في الصيف إلى الحضارة السومرية التي تملك براءة اختراع في هذا المجال، كما يُعد السومريون أول من أقاموا السجون لمعاقبة من يعارض دفع الضريبة للدولة.
هذه وغيرها الكثير من المعلومات الثقافية والحضارية تمكن معرفتها من خلال زيارة السدود المائية والسجون السومرية في مهدها في ماردين من خلال الرونق المعماري والهندسي الدقيق للسدود والسجون الذي يسحر الأعين ويثير الفضول خاصة أن هذه السدود تم تأسيسها منذ آلاف السنين قبل الميلاد.
ـ مدرسة القاسميّة: أُنشئت في عهد الحضارة الأرتوكلية الإسلامية التي تنحدر من عروق تركية عربية مختلطة. تم إنشاء المدرسة بهدف تلقين علوم الدين وبعض علوم الدنيا لأطفال وشباب ماردين. وتحتوي المدرسة على عدة فصول دراسية وبيت لإيواء الطلاب ومطبخ طعام.
ـ متحف صابنجي: يعود البناء الذي تم تحويله إلى متحف في الأصل للحضارات السريانية والأرمنية التي سكنت ماردين في إحدى الفترات التاريخية، وبعد تأسيس الجمهورية التركية تم تحويل هذا القصر إلى متحف تاريخي يحتوي على العديد من الآثار التاريخية المتنوعة والتي تعود لعدد كبير من الحضارات التي استوطنت ماردين.
ـ مدرسة زينجيرلي: مدرسة أرتوكلية أنشأها الملك الأرتوكلي ملك نجم الدين عيسى بن المظفر عام 1385، وهي مُجهزة بكل ما يحتاجه الطلاب للدراسة. وكانت تُعد إحدى المدارس الحديثة والمميزة في ذلك العهد، عماراتها الهندسية فريدة ومميزة على مر التاريخ.
ـ متحف ماردين: هو عبارة عن قصر تم إنشاؤه سنة 3500 قبل الميلاد من قبل حضارات ما بين النهرين، وفي عام 1942 عملت حكومة الجمهورية التركية على تحويله إلى متحف تاريخي وأضافت إليه العديد من بقايا الآثار التاريخية العريقة.
ـ قلعة ماردين: هي من أقدم القلاع التحصينية، أنشأها السومريون واستخدمها البابليون والآشوريون والفرس والروم والأمويون والعباسيون والسلاجقة والأرتوكليون. وهي قلعة ضخمة مبنية في مكان استراتيجي مُستحكم يحمي ماردين من جميع جهاتها.
ـ جامع لطيفية: من بقايا الحضارة الأرتوكلية العريقة معماريًا، أنشأه والي مصر ضياء طيار باشا عام 1371 في عهد الملك صالح الملك أحد ملوك الحضارة الأرتوكلية الإسلامية، كما لعب القائد العسكري في ذلك الوقت عبداللطيف بن عبدالله دورا كبيرا في إنشائه، الأمر الذي جعل اسم المسجد يُنسب إليه.
ومن الإنصاف خلال الحديث عن ماردين، أن نتطرق ولو سريعاً، للمياه البيضاء النابعة من نهر دجلة والموجودة في منطقة نصيبين شرقي ماردين، حيث تتميز المياه البيضاء بنقائها وصفائها، ويوجد بها العديد من المقاهي المطلة على نهر دجلة. ليبقى لحران ربما، حديث آخر وتفصيلي.
اقــرأ أيضاً
وتتربع المدينة المطلة على سهول بلاد ما بين النهرين، على قمة جبال "ماردين" الشاهقة، وإن كان تصنيفها، على اعتبار عدد السكان "نحو 900 ألف"، السادسة والعشرين تركياً، إلا أنها من أغنى المدن التركية لجهة الآثار التاريخية والمعمارية والمزيج والتاريخ الحضاري المتنوع والمميز.
تُعد ماردين إحدى مدن حضارات ما بين النهرين حيث وفدت إليها الحضارة السومرية والأشورية والبابلية والسريانية والبيزنطية والإسلامية "العباسية والسلجوقية والعثمانية"، وهذا التنوع الحضاري جعلها تحتضن الكثير من الآثار المعمارية الفنية، والعديد من الديانات المتنوعة الناتجة عن تنوع الحضارات الوافدة، كما هناك تنوع عرقي ولغوي كبير في ماردين حيث هناك عدد كبير من متحدثي العربية والسريانية والسومرية والبابلية والكردية والتركية.
وبلفتة تاريخية للوراء، نرى أن ماردين دخلت تحت حكم الفرس سنة 226. فاهتموا بتحصينها واتخذوا من جبالها ومرتفعاتها معقلاً قوياً تجاه أعدائهم الرومان. ثم دخلت تحت الحكم البيزنطي، حتى أعيدت للفرس سنة 363 بموجب المعاهدة التي عقدت بين جوفيان وشابور. وتناوب الفرس والرومان على حكم ماردين، حتى فتحها العرب بيد عياض بن غنم سنة 640.
وفي سنة 1029 خرج الغُز - فصيلة من قبائل التركمان- من أذربيجان إلى الجزيرة وغزوا كل المنطقة كما غزوا نصيبين وسنجار والخابور، لتتشكل في تلك الحقبة، ثلاث دول، وهي دولة المروانية في ديار بكر (استمرت من 990 الى 1092). ودولة الأرتقية في ماردين (109 إلى 1395)، والدولة الحمدانية في ديار ربيعة ثم حلب.
بيد أن الكارثة الكبرى، بنظر المؤرخين، حلت بماردين سنة 1224، وقت اندفعت إلى الشرق الأدنى أول موجة من غزوات المغول. ثم جاءت سنة 1394 وفيها حاصر تيمورلنك قلعة ماردين، وحينما استعصت القلعة عليه، تقول كتب التاريخ إنه تحول عنها غاضباً حانقاً إلى السهل الخصيب وأعمل في سكانه السيف وأطلق في ربوعه يد الخراب ودمر كل الجزيرة وأحال مدنها العامرة وقراها الخصبة إلى بادية قفراء خالية من كل ذي حياة.
ومرت الأيام وماردين بين رفع وخفض وبين طاعة وثورة حتى سنة 1507 حين استولى عليها الشاه اسماعيل الفارسي واستمرت الحرب بين الفرس والعثمانيين إلى أن كانت سنة 1516 وفيها انتصر الأتراك على الفرس وكانت نتيجتها خروج الفرس من المنطقة كلها. والحقت ماردين بديار بكر ومن ثم بغداد.
وفي سنة 1839 تعرض العثمانيون لهزيمة من المصريين ودامت الحال كذلك حتى جلاء الجيوش المصرية من الديار السورية وكانت قلعتها تعتبر إلى ما قبل مائة عام من المواقع الحصينة التي لا ترام ولا تؤخذ فقد استطاعت أن تقاوم حصار هولاكو التتري وحصار تيمورلنك بعده، حتى أن صلاح الدين الأيوبي حاول فتح حصن ماردين ولم يتمكن من ذلك.
ولأن كل تلك الحضارات والقوميات مرت على ماردين، تركت كل منها بعضاً من آثارها ومؤشرات عبادتها، ففيها حتى اليوم، كنائس قديمة منها كنيسة مارشمونة، وكنيسة العذراء، وكنيسة الزعفران، وفيها الكثير من القلاع، فضلاً عن جامع الشهيدية، جامع الريحانية والجامع الكبير الذي يقال إنه الأقدم بتركيا اليوم.
وماردين موقع أثري محمي عالمياً حسب تقارير منظمة اليونسكو (1979) وهي، إلى جانب مدينة القدس ومدينة فينيسيا الإيطالية، واحدة من ثلاث مدن ما زالت آثارها المعمارية محفوظة بشكل جيد حتى الآن، ومن أهمها:
ـ دير الزعفران: دير سرياني تاريخي ضخم يحتوي مدرسة ومعبداً ومكاناً لإقامة الرهبان والطلاب والضيوف وكلية طب، ويُقال إنها أول كلية طب يتم افتتاحها للتعليم الرسمي عبر التاريخ. يوجد بداخل الدير العديد من الكتب الدينية المكتوبة باللغة السريانية والتي يأتي على رأسها الإنجيل. يرى زائر دير الزعفران مدى براعة الفن المعماري القديم الساحر.
ـ جامع ماردين الكبير: بعد قدوم السلاجقة الأتراك لبلاد الأناضول وفتحهم لماردين في القرن التاسع للميلاد عملوا على بناء بعض المعالم والآثار الإسلامية في ماردين لإضفاء الروح الإسلامية على المدينة. يتميز جامع ماردين برونق معماري جميل وعريق في الوقت نفسه، فهو يستحق الزيارة والاستمتاع بجماله الذي يُثبت مدى براعة السلاجقة في العمارة.
واستنادا للكتابات الأثرية المكتشفة يعود تاريخ إنشاء الجامع إلى العام 1176 للميلاد، بأمر من ملك ديار بكر الثاني "قطب الدين الغازي". وقد عُثِرَ على جدران الفناء الداخلي للجامع على كتابات تفيد بأن إنشاء الجامع تم من قبل أحد ملوك المملكة الأرتوكلية الملك "حسام الدين يافلاك أرسلان".
وفي عام 1400 الميلادي تعرض الجامع للتخريب بعد استيلاء تيمورلنك على المدينة، لكن تم ترميمه في العهد المملوكي، كما تم ترميمه بشكل خاص في العهد العثماني وأخيرًا عام 2010.
ـ السدود المائية والسجون السومرية: الحضارة السومرية هي أول حضارة منتظمة ظهرت عبر التاريخ. وترجع فكرة إقامة السدود المائية لتجميع مياه الأمطار واستخدامها في الصيف إلى الحضارة السومرية التي تملك براءة اختراع في هذا المجال، كما يُعد السومريون أول من أقاموا السجون لمعاقبة من يعارض دفع الضريبة للدولة.
هذه وغيرها الكثير من المعلومات الثقافية والحضارية تمكن معرفتها من خلال زيارة السدود المائية والسجون السومرية في مهدها في ماردين من خلال الرونق المعماري والهندسي الدقيق للسدود والسجون الذي يسحر الأعين ويثير الفضول خاصة أن هذه السدود تم تأسيسها منذ آلاف السنين قبل الميلاد.
ـ مدرسة القاسميّة: أُنشئت في عهد الحضارة الأرتوكلية الإسلامية التي تنحدر من عروق تركية عربية مختلطة. تم إنشاء المدرسة بهدف تلقين علوم الدين وبعض علوم الدنيا لأطفال وشباب ماردين. وتحتوي المدرسة على عدة فصول دراسية وبيت لإيواء الطلاب ومطبخ طعام.
ـ متحف صابنجي: يعود البناء الذي تم تحويله إلى متحف في الأصل للحضارات السريانية والأرمنية التي سكنت ماردين في إحدى الفترات التاريخية، وبعد تأسيس الجمهورية التركية تم تحويل هذا القصر إلى متحف تاريخي يحتوي على العديد من الآثار التاريخية المتنوعة والتي تعود لعدد كبير من الحضارات التي استوطنت ماردين.
ـ مدرسة زينجيرلي: مدرسة أرتوكلية أنشأها الملك الأرتوكلي ملك نجم الدين عيسى بن المظفر عام 1385، وهي مُجهزة بكل ما يحتاجه الطلاب للدراسة. وكانت تُعد إحدى المدارس الحديثة والمميزة في ذلك العهد، عماراتها الهندسية فريدة ومميزة على مر التاريخ.
ـ متحف ماردين: هو عبارة عن قصر تم إنشاؤه سنة 3500 قبل الميلاد من قبل حضارات ما بين النهرين، وفي عام 1942 عملت حكومة الجمهورية التركية على تحويله إلى متحف تاريخي وأضافت إليه العديد من بقايا الآثار التاريخية العريقة.
ـ قلعة ماردين: هي من أقدم القلاع التحصينية، أنشأها السومريون واستخدمها البابليون والآشوريون والفرس والروم والأمويون والعباسيون والسلاجقة والأرتوكليون. وهي قلعة ضخمة مبنية في مكان استراتيجي مُستحكم يحمي ماردين من جميع جهاتها.
ـ جامع لطيفية: من بقايا الحضارة الأرتوكلية العريقة معماريًا، أنشأه والي مصر ضياء طيار باشا عام 1371 في عهد الملك صالح الملك أحد ملوك الحضارة الأرتوكلية الإسلامية، كما لعب القائد العسكري في ذلك الوقت عبداللطيف بن عبدالله دورا كبيرا في إنشائه، الأمر الذي جعل اسم المسجد يُنسب إليه.
ومن الإنصاف خلال الحديث عن ماردين، أن نتطرق ولو سريعاً، للمياه البيضاء النابعة من نهر دجلة والموجودة في منطقة نصيبين شرقي ماردين، حيث تتميز المياه البيضاء بنقائها وصفائها، ويوجد بها العديد من المقاهي المطلة على نهر دجلة. ليبقى لحران ربما، حديث آخر وتفصيلي.