ماذا يعني غياب القائد عن فريق العمل؟

16 نوفمبر 2015
دور أساسي للقادة في إدارة الفريق(Getty)
+ الخط -
يسأل الكثير من الأشخاص: لماذا يوجد قائد في المؤسسات، وما جدوى وجوده؟ باختصار، وجود القائد يعني حتماً إنجاز المهام وتحقيق الأهداف. وإذ لم تصدقوا ذلك، قوموا بتشكيل فريق من الأفراد لتحقيق هدف ما، دون تحديد قائد. فستجدون أنهم يتصرفون بدون رؤية، وسينحرفون بعيداً عن الأهداف أو النتائج المتوخاة. ذلك لأن عدم توفر قائد جيد لفريق ما داخل قسم في شركة أو مؤسسة أو على رأس أسرة، سيؤدي إلى حصول أمور عديدة، منها النتائج التالية:

إدارة العمل

*بدون قائد، تضيع الرؤية. هذه هي المعادلة. في حال وضع فريق ما، رؤية معينة، من ضمن خطة استراتيجية، لكن دون تحديد قائد فستولد مشكلة. نعم مشكلة، لماذا؟ لأن الرؤية ستنحرف بعيداً عن الأهداف، وبدون قائد تتبدد الرؤية، وسينجرف الفريق وراء اتجاهات متعددة، غير دقيقة بعيداً عن الهدف المحدد أو الغاية المتوخاة من عمل الفريق.
لكن إذا بدأ الفريق مع قائد وبدون رؤية، فالأمور ستسير بشكل ملائم وجيد، حيث يستطيع القائد أن يحدد الرؤية، وقد يكون القائد "صاحب الرؤية". لأن لدى الأخير دائماً مكان ما يريد الوصول إليه.
*بدون قائد، يتأخر اتخاذ القرار. يقول الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان (1981 – 1989) أنه عندما كان مراهقاً أخذته عمته لتفصيل زوج أحذية، فسأله صانع الأحذية كيف تريد مقدمة الحذاء؟ مستديرة أو مربعة؟ يتذكر ريغان أنه لم يكن قد قرر بعد، فقال له صانع الأحذية " تعال بعد يوم أو يومين، وأخبرني ماذا قررت؟"، لكن ريغان لم يعد ثانية، وعندما شاهده الرجل بالشارع صدفة سأله مرة أخرى " كيف تريد مقدمة الحذاء" فكان الرد " لم أقرر بعد". فكان جواب الرجل "سيكون الحذاء جاهز غداً". وذهب ريغان لتسلم الحذاء فاكتشف أن أحدهما كان بمقدمة مستديرة والآخر بمقدمة مربعة. ويقول الرئيس ريغان: "عندما رأيت ذلك الحذاء تعلمت درساً، وهو إذا لم أتخذ قراراتي، فسوف يتخذها عني شخص آخر".
لذلك ليس من الضروري أن يكون كل صناع القرارات الجيدين قادة، لكل كل القادة المميزون صانعو قرارات، وإذا لم يحسن القائد صناعة القرارات فهو يساعد آخرين على صناعتها بصورة أسرع.

اقرأ أيضاً:كيف يطوّر القائد المحيطين به؟

*بدون قائد، تتحكم المصلحة الشخصية. عند اجتماع مجموعة من الأفراد معاً لتنفيذ أمر ما، دون تحديد قائد، سيبدأ الجميع بالسعي إلى مصالحهم الشخصية، ولن يتم تحقيق الهدف المحدد، وسيمر الوقت، ولا بد أن يتفرق كل فرد في سبيله دون تحقيق الأمر المرجو. الفريق يحتاج إلى قيادة.
*بدون قائد، يقع الخلاف ويبدأ الشقاق. إن أهم أدوار القائد تتجلى في حل النزاعات. في غياب القائد تتسع الخلافات وتستمر وقتاً طويلاً مما يتسبب في خسائر أكثر، لذلك يحتاج الأمر لتقدم القائد وتدخله، وحث الجميع للدخول في الحوار لتصفية الأجواء، لذلك على القائد أن يكون مستعداً دوماً لفعل ما يلزم لمساعدة الفريق على تصفية خلافاتهم وحل نزاعاتهم.
*بدون قائد، تنهار المعنويات. قال نابليون بونابرت إن" القادة هم تجار الأمل". في حال عدم وجود قادة، فأغلب الناس يفقدون الأمل وتنهار معنوياتهم. لماذا يحصل ذلك؟ بكل بساطة لأن المعنويات هي "الثقة والأمل بالقائد الموجود في موقع القمة.
*بدون قائد تنخفض الإنتاجية. من صفات القائد قدرته على تحقيق الأهداف وتصويب الأمور. إن القائد المبتكر يستطيع إيجاد الطرق لمساعدة الأخرين ليكونوا منتجين، فقد يحتاج الأمر من القائد أن يضع تحدٍ ما. وأحياناً قد يكون هناك حاجة لبعض التدريب أو التشجيع أو إعطاء محفزات أو حوافز. لو كان الناس متشابهون ومتساوون في القدرات في كل المواقف، لما كان هناك حاجة لوجود قادة. وبما أن كل فرد مختلف والظروف دائمة التغير، لذلك يستلزم الأمر وجود قائد لمعرفة ما هو المطلوب لإيجاد الحلول وتحقيق الأهداف.
*بدون قائد، لا نجاح. القادة هم أصحاب الإرادة القوية والتواضع الشديد، هم من يقودون المؤسسات إلى النجاح كما أكدت الأبحاث، وأبرز هذه الأبحاث التابعة للخبير جيم كولينز، والتي ذكرها في كتابه Good to Great.
وأخيراً، تظهر القيادة ودورها وحتى إذا لم نرغب بذلك، لأن المؤسسة لن تعمل بكفاءة بدون قادة أذكياء بكل الأقسام والقطاعات. نحن نحتاج إلى قادة أكفاء ومميزين في مختلف المستويات كي تدار المؤسسات والمنظمات بكفاءة وتميز للوصول إلى الأهداف المحددة وتحقيق النجاح.
(خبير اقتصادي وأكاديمي لبناني)

اقرأ أيضاً:تعايش الإدارة والتكنولوجيا... سر النجاح
دلالات
المساهمون