ماذا وراء تصاعد الخلافات بين مصر والكويت؟

03 اغسطس 2020
يتخوف آلاف العمال المصريين من عدم قدرتهم على العودة للكويت (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -

وصف مصدر دبلوماسي كويتي رسمي، حالة الاحتقان الذي تعانيه العلاقات المصرية الكويتية في الوقت الراهن، بأنها الأكبر منذ فترة طويلة، قائلاً: "للأسف نجد أن هناك من يطلق يد بعض الإعلاميين المصريين، في محاولة للإساءة للكويت، لأسباب نعلمها جيداً، وكثيراً ما تم إبلاغ الجانب المصري بأشكال متعددة وغير معلنة بضرورة وقف مثل هذه الممارسات".
وأوضح المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "في كل الوقائع والمخالفات التي تعرّض لها مصريون في الكويت، تمت محاسبة كل المسؤولين عنها، واتخاذ أشد وأقسى الإجراءات ضدهم"، لافتاً إلى أن "التصعيد الأخير الذي جرى بشكل ممنهج في أعقاب تداول فيديو الاعتداء على عامل مصري، كان مقصوداً به الضغط على الكويت للتجاوب مع مطالب مصرية رسمية، أبدت الكويت عدم استعدادها أو إمكانيتها للتجاوب معها في هذا الوقت".

التصعيد الأخير الذي جرى بشكل ممنهج كان مقصوداً به الضغط على الكويت للتجاوب مع مطالب مصرية رسمية


وفي الوقت الذي رفض فيه المصدر المسؤول، الإفصاح عن المطالب المصرية، التي أبدت الكويت عدم المقدرة على التجاوب معها، أكد أنها مطالب سياسية واقتصادية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الأمور لا تحتاج إلى وساطات ليتلافى كل طرف أسباب الاحتقان، وأن الأمر يتطلب إرادة حقيقية فقط لإعادة الأمور إلى طبيعتها ووقف الإساءات.
وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر بين البلدين على المستوى الشعبي، بعد تكرار وقائع الاعتداء على مصريين عاملين في الكويت، والتي كان أحدث حلقاتها، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمواطن كويتي يقوم بصفع عامل مصري ثلاث مرات على وجهه في أحد المتاجر، لتتصاعد بعد ذلك الدعوات الشعبية المصرية بضرورة اتخاذ موقف صارم إزاء تلك الوقائع، وظهور دعوات لحرق العلم الكويتي.
وقال بيان للخارجية المصرية إن اتصال شكري والصباح، ناقش الترتيبات الخاصة بأوضاع الجاليتين المصرية والكويتية، في إطار الحرص على التواصل بين البلدين ضمن العلاقات المميزة القائمة بينهما وعلى رعاية مواطني البلدين المُقيمين في كل منها، بحسب البيان.

وذكر البيان المصري أن وزير الخارجية الكويتي أكد خلال الاتصال أن قرار وقف رحلات الطيران من مصر سيكون محل مراجعة خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن الوزيرين اتفقا على أن يتواصل وزيرا الصحة في البلدين لتحديد الإجراءات الكفيلة بعودة الأمور إلى طبيعتها تسهيلاً لعملية التنقل والتواصل بين البلدين.
وأعلنت إدارة الطيران المدني الكويتية السبت الماضي وقف الطيران التجاري القادم من مصر، و30 دولة أخرى، وذلك في وقت كان يستعد فيه آلاف المصريين للعودة إلى أعمالهم في الكويت لمواصلة وظائفهم في المصالح، والمؤسسات، والشركات الكويتية. ويهدد القرار الكويتي آلاف العمال المصريين بإلغاء تراخيص إقامتهم في الكويت حال عدم عودتهم عاجلاً خلال الشهر الحالي، وهو ما قد يتسبب في أزمة اقتصادية واجتماعية كبرى لمصر.
وتبع القرار الكويتي، إعلان شركة مصر للطيران عن إلغاء كل رحلاتها المجدولة المتجهة إلى الكويت، اعتباراً من 1 أغسطس/آب الحالي، وحتى إشعار آخر، فيما ألقت السلطات المصرية مساء السبت القبض على شاب مصري قام بالتحريض على حرق علم دولة الكويت، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعدها بساعات قليلة.

استهجنت السفارة الكويتية في القاهرة، دعوة أحد البرامج المصورة في مصر يُبثّ على "يوتيوب"، إلى حرق علم الكويت


واستهجنت السفارة الكويتية في القاهرة، دعوة أحد البرامج المصورة في مصر يُبثّ على "يوتيوب"، إلى حرق علم الكويت، مقابل جائزة مالية. وأكدت السفارة في هذا الصدد أن هذا العمل الذي يمثل إساءة بالغة، مرفوضة لدولة الكويت ورمزها الوطني، من شأنه أن ينعكس وبشكل سلبي على العلاقات الأخوية بين البلدين. وأشارت إلى أن هذا العمل المشين قد أثار استياءً بالغاً لدى الأوساط الرسمية والشعبية في دولة الكويت ومثل جرحاً في وجدان شعبها وقد أجرت السفارة اتصالاتها بالمسؤولين في جمهورية مصر ونقلت إليهم ذلك الاستياء وشجب تلك الأعمال المرفوضة. ودعت السفارة "السلطات في جمهورية مصر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بردع مثل هذه الممارسات المرفوضة ‏ومحاسبة كل من صنع وشارك وروج لهذه الإساءات ووضع حد لها لما سيؤدي إليه استمرارها من تداعيات مضرة بالعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين".