وفي خطاب بثّ عبر التلفزيون والراديو واستمرّ زهاء الساعة، هنّأ مادورو، الذي وقف إلى جانبه في القصر الرئاسي في كراكاس وزير الدفاع فلاديمير بادرينو وعدد من القادة العسكريين، القوات المسلّحة على "إفشالها المجموعة الصغيرة التي كانت تعتزم إشاعة العنف من خلال هذه المناوشات الانقلابية"، مشدداً على أن ما جرى "لن يظلّ من دون عقاب، ولقد تحدّثت مع النائب العام. لقد عيّنت ثلاثة مدّعين عامّين هم بصدد استجواب كلّ الأشخاص الضالعين".
وقال مادورو إن "المدّعين العامّين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام".
وبحسب الرئيس الفنزويلي، فإنّ خمسة جنود وثلاثة شرطيين أصيبوا بالرصاص في اشتباكات دارت بينهم وبين متظاهرين مؤيّدين لغوايدو.
وقال مادورو إنه أعاد غوستافو غونزاليس لوبيز رئيساً لوكالة الاستخبارات الرئيسية في فنزويلا، دون تقديم تفاصيل بشأن استبعاد مانويل كريستوفر فيغويرا الذي يرأس الوكالة. وكان فيغويرا حلّ محل لوبيز في المنصب العام الماضي.
وفي خطابه، نفى مادورو من جهة ثانية ما أعلنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أنّ الرئيس الفنزويلي كان على وشك الفرار من بلده أمس إلى كوبا لو لم تثنه روسيا عن ذلك.
وقال مادورو إنّ "مايك بومبيو قال إنه كانت لدي طائرة جاهزة لنقلي إلى كوبا ولكنّ الروس منعوني من مغادرة البلاد. سيّد بومبيو، أرجوك، هذه مزحة حقاً".
وأتى خطاب مادورو بعيد ساعات من تصريح أدلى به بومبيو لشبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية، وقال فيه إنّ "طائرة (مادورو) كانت على المدرج، وكان جاهزاً للمغادرة هذا الصباح بحسب ما علمنا، لكنّ الروس أشاروا عليه بضرورة البقاء".
ولدى سؤال بومبيو عمّا إذا كانت لديه رسالة يوجّهها للزعيم اليساري، اكتفى بومبيو بالقول "أقلِع بالطائرة"، من دون أن يكشف مصدر معلوماته، لكنّه قال إنّ الولايات المتحدة تتحادث مع "العشرات والعشرات من الأشخاص على الأرض"، كما تطّلع على مصادر المعلومات المتاحة.
Twitter Post
|
من جهته، دعا زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو في رسالة مصوّرة بثت الثلاثاء أنصاره إلى مواصلة التظاهر ضدّ مادورو الأربعاء، وذلك غداة إعلان جنود ولاءهم له واندلاع اشتباكات بين قوات الأمن وبعض من مؤيّديه.
وقال غوايدو في شريط فيديو بثّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي "أدعو القوّات المسلّحة إلى مواصلة التقدّم في عملية الحرية. غداً، في الأول من أيار/مايو، سنواصل في كل فنزويلا، سنكون في الشارع".
وكان غوايدو أعلن في وقت سابق الثلاثاء تلقّيه دعم مجموعة "جنود شجعان" للإطاحة بمادورو، فيما توعدت الحكومة بإحباط ما وصفته بالمحاولة الانقلابية.
وجُرح 69 شخصاً على الأقل، بينهم اثنان بالرصاص، في المواجهات التي وقعت الثلاثاء في كراكاس خلال تظاهرات داعمة لغوايدو، بحسب ما أعلنت الأجهزة الطبية المحلية.
إلى ذلك، أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية مساء الثلاثاء أمراً يمنع شركات الطيران الأميركية من التحليق على ارتفاع يقل عن 26 ألف قدم فوق المجال الجوي لفنزويلا حتى إشعار آخر، بدعوى "تزايد عدم الاستقرار السياسي والتوترات".
وذكر تحذير الإدارة أنه يتعين على أي شركة مشغلة لرحلات جوية في الوقت الراهن في فنزويلا، بما في ذلك الرحلات الخاصة، المغادرة في غضون 48 ساعة.
وكانت شركة "أمريكان إيرلاينز" أعلنت في مارس/آذار الماضي تعليق رحلاتها إلى فنزويلا إلى أجل غير مسمى، في ظل استمرار التوتر السياسي والاضطرابات هناك.
(فرانس برس، رويترز)