الجدير بالذكر أن الرئيس روحاني التقى نظيره الفنزولي خلال زيارته الشهر الماضي إلى أميركا اللاتينية، وفق وكالة "مهر" الإيرانية.
نقلت وكالة أنباء أذربيجان الرسمية (أذرتاج) عن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، قوله مساء السبت إن الدول الأعضاء بمنظمة أوبك والدول غير الأعضاء "على وشك" التوصل إلى اتفاق بشأن تقييد إنتاج النفط.
ونسبت الوكالة إلى مادورو قوله في باكو عاصمة أذربيجان "تحدثت اليوم مع رئيس أذربيجان إلهام علييف بشأن التوصل لاتفاقيات بين أوبك والدول غير الأعضاء بالمنظمة. اقتربنا جدا من التوصل لاتفاقيات والتوقيع على اتفاق بخصوص هذا الأمر."
وأضاف "أعتقد أن الاتفاق المشار إليه سيتم التوصل إليه خلال وقت قصير جدا وسنعلنه.. هذا سيمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والاستثمارات وثبات الإنتاج وصيغة جديدة لسعر النفط."
وزار مادورو في وقت لاحق إيران وبحث قضايا تشمل سوق النفط مع آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن خامنئي أبلغ مادورو بأن التراجع في أسعار النفط يمثل "أداة للضغط على الدول التي لا تعتمد على الولايات المتحدة".
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني عن خامنئي قوله "إنه يمكن من خلال السياسات الحكيمة وزيادة التعاون التغلب على مثل هذه المؤامرات والعداء."
وأبلغ روحاني مادورو بأن "إيران تدعم أي إجراء يتماشى مع استقرار سوق النفط وسعر عادل ونصيب عادل من الإنتاج."
وكان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، قد بدأ الخميس، جولة خارجية مدتها أربعة أيام، تشمل السعودية وإيران وقطر وأذربيجان، مع سعي الحكومة التي تشتد حاجتها إلى السيولة لتخفيف ركود حاد أصاب اقتصادها، عبر توحيد المساعي للاتفاق على خفض الإنتاج النفطي العالمي تمهيداً لرفع الأسعار.
وقال مادورو في بث تلفزيوني قبل مغادرته: "إنها جولة لعدة دول، جولة سريعة ومهمة، بالغة الأهمية، لأن الشتاء مقبل، وفي الشتاء انهارت أسعار النفط قبل عامين".
ويرافق مادورو وزير النفط إيولوخيو ديل بينو، الذي يرأس أيضاً شركة النفط الوطنية "بي.دي.في.اس.ايه"، وذلك قبل اجتماع مهم لكبار منتجي النفط في فيينا الشهر المقبل.
وبدأت الجولة النفطية، أمس، بزيارة إلى أذربيجان، حيث التقى مادورو الرئيس إلهام علييف. وأعلن من هناك عن قرب توقيع الاتفاق النهائي بشأن أسعار النفط بين بلدان منظمة "أوبك" والدول النفطية غير الأعضاء في المنظمة، وفقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.
ونقل المكتب الصحافي للرئيس الأذربيجاني، في أعقاب المباحثات بين الرئيسين في "باكو"، عن مادورو قوله: "بحثنا مع رئيس أذربيجان اتفاقاً مع الدول غير الأعضاء في أوبك"، موضحاً: "نحن قريبون جداً من توقيعه، وسيتم القيام بذلك من أجل تحديد السعر الحقيقي للنفط".
كما نقلت وكالة أذربيجان الرسمية (أذرتاج) عن مادورو قوله، قبل مغادرته اليوم إلى إيران: "أنا متفائل من احتمال توقيع الاتفاق النفطي"، مشيرا إلى أنه سيفتح الطريق أمام الاستقرار والاستثمارات والعائدات والرفاهية والإنتاج الثابت والسعر الجديد للبترول. وأعرب الرئيس الفنزويلي عن ثقته في أن هذه الزيارة التي بدأها من أذربيجان ستكون ناجحة.
ومن أذربيجان، حط مادورو، مساء السبت، في طهران ضمن جولته الإقليمية، حيث سيلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني، لبحث آخر تطورات أسعار النفط، إلى جانب مواضيع أخرى لتعزيز العلاقات الثنائية.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، اتفقت في الجزائر في 28 سبتمبر/ أيلول، على خفض الإنتاج إلى نطاق بين 32.5 و33 مليون برميل يومياً، وهو ما سيكون أول خفض إنتاج لها منذ 2008. ومن المقرر تأكيد تفاصيل الاتفاق خلال اجتماع آخر في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتبدي فنزويلا تفاؤلاً إزاء فرص مشاركة الدول المنتجة من خارج "أوبك"، مثل روسيا، في جهود المنظمة.
وتملك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية في العالم، لكن إنتاجها تراجع هذا العام وسط أزمة سيولة ومشكلة اقتصادية حادة أدت إلى ارتفاع نسبة الاحتجاجات في الشارع.
ومن المقرر أن يستكمل مادورو جولته، ليزور كلاً من قطر والسعودية، في إطار العمل على تحقيق التوافق على خفض إنتاج النفط في اجتماع أوبك الذي سيعقد في فيينا نهاية الشهر الحالي.