يقول القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت مقولة، تصنف ضمن أكثر المقولات قوة وأثرا: "من السهل الحديث عن الشجاعة، وأنت بعيد عن أرض المعركة"، حيث يبدو للمتحدث وهو بعيد عن أرض الوغى، أن يسرد شجاعته، وحنكته، وحسن تدبيره، وبأسه في القضاء على العدو، لكن أن توجد هناك، ويصبح بينك وبين الموت شبر، فيدوي فوق رأسك أزيز الرصاص، وهدير محركات المقاتلات والطائرات، ودوي المدافع، أما قديما فكان صوت صليل السيوف وصهيل الأحصنة، كفيل بأن يدفع شجعاناً كثراً إلى الفرار.
كذلك هو الأمر للمدربين أو الفنيين ممن امتهنوا مهنة التدريب الناعم، وقرروا النزول إلى شاشات التلفزيون بدلا من الملاعب، وقدموا الخطط للجماهير بدل اللاعبين، فصنعوا الحدث بتعليقاتهم لا بنتائجهم، أي نعم نحن نعترف بالتحليل كعلم قائم بحد ذاته، وله أصول وقواعد، لكن تكييف البلاتوهات لا يشبه بتاتا حرّ أو صقيع الملاعب حسب الفصول.
ومن أهم الأمثلة، نجد مدرب المنتخب الجزائري رابح ماجر، الذي تغنى لسنوات كثيرة بالشجاعة، وحاضر حول الطرق التي كان من اللازم أن تطبقها الاتحادية السابقة، وكذلك المدربون المتعاقبون على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، ولم يسلم من تنظيره أي مدرب، فبمجرد سماع كلامه، يمكنك أن تمنحه كل مفاتيح الملاعب مجتمعة، وتضع بين يديه كل الملفات متراصة، وتنصت باهتمام إلى الخطط وطرق اللعب والخبرة الكبيرة.
لكن ما يكتشفه الآن المدرب الوطني الجزائري، ليس إلا جزءاً قليلاً من الحقيقة، وما يراه ليس إلا صورة ضبابية لم تتضح معالمها المخيفة، وما يسمعه ليس إلا ضجيجاً أوليّاً لم يصل إلى صخب يصم الآذان، وما يثقل كاهله من ضغط ليس إلا دغدغة خفيفة لم تصل لدرجة تكسير العظام.
تدريب المنتخب الجزائري ليس بالأمر السهل كما يعتقد بعضهم، فالضغط الذي يتعرض إليه المنتخب الوطني، شبيه بالضغط الموجود في أكبر الأندية العالمية، ففي الجزائر شعب يعشق الكرة إلى درجة تنفسها، ويقبل أي شيء إلا أن تُمس معشوقته، فقد يفعل أي شيء من أجل أن يراها في أبهى حلة.
الضغط الممارس على ماجر في شهر عسله مع المنتخب، جعله يكتشف الحقيقة كاملة أمام عينيه، فالإعلام حاليا ليس كما في السنوات التي أشرف فيها على الخضر، مجرد صحف تعدّ على أصابع اليد الواحدة، لم يكن همّها الكرة بقدر السلم والأمان، أما الآن فأمامه ترسانة إعلامية من الصحف إلى القنوات مروراً بالمواقع الإلكترونية، من دون تناسي شبكات التواصل الاجتماعي، فقد يتعدى الأمر الخطط والتعداد إلى أمر شخصي بحت، فالشيخ سعدان رغم كبر سنه ذرف الدموع على الملأ، ونفس الأمر للبوسني حليلوزيتش الذي تشابك بالكلام، وهاجم الجميع، وحتى هو ذرف الدموع بسبب قضية أخيه، حتى غوركيف الرجل المعروف برزانته فلت منه الوضع ودخل في حروب عجلت برحيله، وعانى الأمرين بسبب جنسيته.
نعم الآن يمكن لماجر أن يقدم لنا دروساً في الشجاعة، وأن يواجه الإعلام قبل كل اللقاءات من دون أن يحاول إسكاته، وأن يتقبل نقد المحللين، ويحاول أن يكسب ودّ الأنصار بالنتائج، وأن ينتظر أن يبحث له عن أمور شخصية أكبر من صورة استفادة من قطعة أرض مر عليها سنتان، فيعمل تحت الضغط ويبين للجميع، أن نابليون بونابرت كان مخطئا، وأن هناك شجعاناً خانهم الحظ، فلم يكونوا في أرض المعركة، ولكن ما إن ولجوها حتى قلبوا الموازين.
كذلك هو الأمر للمدربين أو الفنيين ممن امتهنوا مهنة التدريب الناعم، وقرروا النزول إلى شاشات التلفزيون بدلا من الملاعب، وقدموا الخطط للجماهير بدل اللاعبين، فصنعوا الحدث بتعليقاتهم لا بنتائجهم، أي نعم نحن نعترف بالتحليل كعلم قائم بحد ذاته، وله أصول وقواعد، لكن تكييف البلاتوهات لا يشبه بتاتا حرّ أو صقيع الملاعب حسب الفصول.
ومن أهم الأمثلة، نجد مدرب المنتخب الجزائري رابح ماجر، الذي تغنى لسنوات كثيرة بالشجاعة، وحاضر حول الطرق التي كان من اللازم أن تطبقها الاتحادية السابقة، وكذلك المدربون المتعاقبون على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، ولم يسلم من تنظيره أي مدرب، فبمجرد سماع كلامه، يمكنك أن تمنحه كل مفاتيح الملاعب مجتمعة، وتضع بين يديه كل الملفات متراصة، وتنصت باهتمام إلى الخطط وطرق اللعب والخبرة الكبيرة.
لكن ما يكتشفه الآن المدرب الوطني الجزائري، ليس إلا جزءاً قليلاً من الحقيقة، وما يراه ليس إلا صورة ضبابية لم تتضح معالمها المخيفة، وما يسمعه ليس إلا ضجيجاً أوليّاً لم يصل إلى صخب يصم الآذان، وما يثقل كاهله من ضغط ليس إلا دغدغة خفيفة لم تصل لدرجة تكسير العظام.
تدريب المنتخب الجزائري ليس بالأمر السهل كما يعتقد بعضهم، فالضغط الذي يتعرض إليه المنتخب الوطني، شبيه بالضغط الموجود في أكبر الأندية العالمية، ففي الجزائر شعب يعشق الكرة إلى درجة تنفسها، ويقبل أي شيء إلا أن تُمس معشوقته، فقد يفعل أي شيء من أجل أن يراها في أبهى حلة.
الضغط الممارس على ماجر في شهر عسله مع المنتخب، جعله يكتشف الحقيقة كاملة أمام عينيه، فالإعلام حاليا ليس كما في السنوات التي أشرف فيها على الخضر، مجرد صحف تعدّ على أصابع اليد الواحدة، لم يكن همّها الكرة بقدر السلم والأمان، أما الآن فأمامه ترسانة إعلامية من الصحف إلى القنوات مروراً بالمواقع الإلكترونية، من دون تناسي شبكات التواصل الاجتماعي، فقد يتعدى الأمر الخطط والتعداد إلى أمر شخصي بحت، فالشيخ سعدان رغم كبر سنه ذرف الدموع على الملأ، ونفس الأمر للبوسني حليلوزيتش الذي تشابك بالكلام، وهاجم الجميع، وحتى هو ذرف الدموع بسبب قضية أخيه، حتى غوركيف الرجل المعروف برزانته فلت منه الوضع ودخل في حروب عجلت برحيله، وعانى الأمرين بسبب جنسيته.
نعم الآن يمكن لماجر أن يقدم لنا دروساً في الشجاعة، وأن يواجه الإعلام قبل كل اللقاءات من دون أن يحاول إسكاته، وأن يتقبل نقد المحللين، ويحاول أن يكسب ودّ الأنصار بالنتائج، وأن ينتظر أن يبحث له عن أمور شخصية أكبر من صورة استفادة من قطعة أرض مر عليها سنتان، فيعمل تحت الضغط ويبين للجميع، أن نابليون بونابرت كان مخطئا، وأن هناك شجعاناً خانهم الحظ، فلم يكونوا في أرض المعركة، ولكن ما إن ولجوها حتى قلبوا الموازين.