ماتَ رعبُ الإِسكندنافيات

02 يوليو 2016
آدم حنين / مصر
+ الخط -

ماتَ رعبُ الإِسكندنافياتِ
ذاك الذي يَجعلُ الأفواهَ تُرْغِي زبداً
ولا ينظرُ بعينِ الرِّضى إلى الشَّعرِ المُسترسلِ الأشقرِ
والغريبِ في غموضٍ. أصدقاؤهن
يتخيلونَه الآن ما بينَ خلجان
السماءِ وهُوَ يتعقَّبُ الفالكيريات*
بقضيبِه الشَمعيّ،
وشيئاً فشيئاً مضى يُقشِّرُ ذاته
مثل حبَّةِ بصَلٍ خُلِقَتْ من لحْمٍ،
وَقِشرةً قِشرةً بقيَتْ كُلُّ جيولوجيا
انحرافِهِ مَعْرُوضَةً
(المُجالِدُ المكسورُ الإباحيُّ
المُحتشمُ ومُدمنُ الكوكايينِ الهاوي)
حتَّى بَدَتْ نهايةُ صورةِ جريمتِه،
لمَّا تراءَتْ عند انفجارِها القشرَةُ
التي كانتْ تُغطِّيهِ
مِثلَ حَفْنةِ حِقدٍ نابضٍ: إلهُ حقولٍ مجنونٌ
يقبض على عنق عذراء،
يجلدُها 
ويفتح أخاديدَ من دمٍ غزيرٍ
لِتمساح فوق الجسد المرتعشِ
وبعدئذ يغمُرُه باللعابِ
والشتائمِ ومسلَّحاً بملقطِ ولادةٍ
في وضعٍ مأزومٍ كان يفتحُ وركيها
لكي يزرعَ في أعماقِ رَحِمِها
جسماً غيرَ مُحدَّدٍ
مِنْ مُسْتَحْلَبِ نَبَاتٍ في شَرْطٍ صِحيٍّ جِدِّ دقيقٍ،
وبعدئذٍ لإهانتِها كانَ يهمسُ
في مسمعها بحُنوٍّ زائفٍ:
"الأميرة حزينة، ما الذي أصاب
الأميرة؟"، وبغتةً ينفجرُ
في قهقهةٍ مجنونةٍ،
ولِيجعلَ الصَّخبَ شاملاً
كان يأتي بأحد زبانيته ليغيظَها.
لم يكن الرعب موجوداً لدى النرويجيات،
أصليات أو ممنوحات، قدْ مَحَتْهُ
دفقاتٌ خَيِّرَةٌ مِنَ الصَّمتِ
الذي حملتْهُ معها السَّكينةُ النهائية
وهي تلغي ذلك الخرابَ الإنسانيَّ العَضَليَّ والمعنويَّ،
الآنَ وكمَا في السَّابقِ يستطيعُ
الفتيانُ والفتياتُ الاعتقادَ أنَّ الحُبَّ
مستحيلٌ في هذا العالم القاسي،
صافٍ مثل ذوبانِ الثلج،
مرة أخرى تستطيع الأمهات تنفُّسَ الصُّعداءِ
في سكينَةٍ (لم يعُدْ ثمَّة مَنْ يصرُخ: "ها قد أتى
الذئب!") ويستطيع الفتيانُ أن يعودوا
إلى السَّاحاتِ ليلعبوا دونَ أنْ يَرْهَبوا
الحُضورَ المُختلسَ في الشُّجَيراتِ:
قد ماتَ رُعْبُ الإسكندنافياتِ.

* كائنات إلهية أنثوية في الميثولوجية النوردية يخترن المقاتلين الأكثر بطولة ويَقُدْنَهُمْ إلى الفالهالا، أي قاعة المقتولين في العالم الآخر في ضيافة أودين.

** Ezequiel Zaidenwerg شاعر أرجنتيني من مواليد بوينوس أيريس سنة 1981، يقيم في نيويورك.

*** ترجمة عن الإسبانية: خالد الريسوني

المساهمون