فشلت محاولات مئات اليمنيين في الدخول إلى أراضي سلطنة عمان، بعد أن أغلقت السلطات العمانية منفذ "شحن" الحدودي بين البلدين، وقال عبدالرحمن الشميري، إنه "عالق أمام منفذ شحن الحدودي منذ عشرين يوما، ولا أستطيع المرور عبر عمان للسفر إلى السويد".
وأوضح الشميري لـ"العربي الجديد": "العالقون اليمنيون في المنفذ يعانون أوضاعا إنسانية صعبة بعد أن تقطعت بهم السبل، وكثيرون لم تعد لديهم القدرة على توفير المصاريف اليومية لتوفير المسكن والطعام". مشيرا إلى أنه "يوجد بين العالقين حالات مرضية، وطلاب، ومغتربون ومسافرون إلى دول يقيمون فيها".
وتابع أن "الوضع الذي نعيشه صعب للغاية. كل شيء باهظ الثمن. تكلفة الليلة الواحدة في الفندق عشرة آلاف ريال يمني (نحو 40 دولارا أميركيا)، ما دفع بعض العالقين أن يزدحموا في غرفة واحدة، خصوصا الطلاب الذين لا يملكون المال، والوجبات غالية، وكل هذا يتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة".
وأكد الشيمري أن من لديه وساطة عند السلطات العمانية يسمح له بالدخول، فيما الباقون "لم يحصلوا سوى على الوعود. يحضر المسافرون يوميا إلى المنفذ، وعندما يرفض دخولهم يعودون إلى الفندق".
الوضع ذاته يعيشه محمد اليافعي، يقول لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من 400 شخص، بينهم نساء وأطفال من مختلف المحافظات اليمنية، يعانون من وضع إنساني صعب بسبب عدم السماح لهم بالعبور، وهناك حالات مرضية يجب أن تسافر لتلقي العلاج، وبعض المسافرين لديهم تأشيرات دخول إلى دول مثل الصين والهند والسويد وبولندا وغيرها، وربما تنتهي تأشيراتهم قبل تمكنهم من دخول تلك الدول".
ويضيف: "نعيش في أجواء حارة، وأسعار السكن والأكل والشرب باهظة، والمنطقة لا تتوفر فيها فنادق كثيرة. وهناك من خسر أمواله على مصاريف السكن وبقية الاحتياجات. نطالب السلطات اليمنية بمخاطبة العمانيين لمعرفة أسباب إغلاق المنفذ".
لم يستطع الطالب اليمني عبد الحكيم قاسم، المرور عبر المنفذ منذ ثلاثة أسابيع. يقول لـ"العربي الجديد": "أنا وغيري من الطلاب صرفنا المبالغ المالية التي كانت بحوزتنا كتكاليف معيشية في دول الابتعاث، وضاعت علينا تذاكر الطيران، وسنضطر لدفع غرامات لتغيير التذاكر بسبب التأخير". مشيرا إلى أن "كثراً من العالقين اضطروا للسكن في (الغيضة) عاصمة محافظة المهرة، وهم يقطعون يوميا 300 كيلومتر إلى المنفذ، بسبب عدم وجود فنادق كثيرة في المنفذ".
وأكد قاسم وجود أكثر من 40 طالبا ضمن العالقين: "يحتاج الشخص الواحد إلى مصروف يومي أكثر من 8 آلاف ريال يمني من أجل السكن والأكل، وهناك أشخاص يضطرون للنوم في الشارع أو بجوار القاطرات، وبينهم عائلات".