قُتل وأصيب المئات بتفجير مسجد في مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، من ضمنهم ضباط ومجندون في الجيش والشرطة المصريين تصادف التفجير مع وجودهم في المسجد لأداء صلاة الجمعة، علماً أن المسجد يتبع لإحدى الطرق الصوفية في المنطقة.
وأكدت مصادر طبية بسيناء لـ"العربي الجديد"، أن إحصائية قتلى استهداف مسجد الروضة، بمحافظة شمال سيناء المصرية، فاقت 200 قتيل، و120 جريحاً، بعد تعرض المصلين لتفجير عبوة وإطلاق نار أثناء أداء صلاة الجمعة، فيما بيّنت النيابة العامة المصرية أن عدد ضحايا التفجير ارتفع إلى 235 قتيلاً.
بينما أفادت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية الرسمية بأن عدد ضحايا حادثة الروضة وصل إلى 184 "شهيداً"، و125 مصاباً.
ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي لجنة أمنية مصغّرة إلى اجتماع عاجل، عصر اليوم، بحضور وزيري الدفاع والداخلية، لبحث تداعيات تفجير محيط المسجد والوضع الأمني في شمال سيناء بشكل عام.
وأعلن الجيش المصري حالة الطوارئ القصوى في شمال سيناء، بعد التفجير، فيما أغلقت الأجهزة الأمنية جميع الطرق المؤدية إلى مدينة العريش، لتضييق الخناق على المتورطين في التفجير.
وكلّف وزير الداخلية، مجدي عبد الغفار، مساعده لمصلحة الأمن العام، اللواء جمال عبد الباري، بفتح تحقيقات موسّعة بالحادث، وتشكيل فريق بحث يضم مباحث شمال سيناء وقطاعي الأمن الوطني والأمن العام، للوقوف على ملابسات انفجار عبوة ناسفة بجوار المسجد، وكشف ملابساتها بهدف ضبط الجناة.
ويتبع المسجد الطريقة الجريرية، إحدى الطرق الصوفية المنتشرة في شمال سيناء، وقد رجّحت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، أن يكون استهداف المسجد راجعاً إلى ذلك. علماً أن مسلحين فجّروا عام 2013 ضريحاً لأحد مشايخ الطرق الصوفية في قرية مزار، المتاخمة لقرية الروضة الكائن فيها المسجد.
وقالت مصادر طبية في مستشفى المدينة لـ"العربي الجديد"، إن عبوة ناسفة انفجرت في مسجد قرية الروضة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والإصابات، مشيرة إلى استهداف الإرهابيين لسيارات الإسعاف.
ودعت وزارة الصحة إلى إرسال طواقم طبية على وجه السرعة، بينما أعلنت مديرية الصحة في سيناء حالة "الطوارئ القصوى" في جميع المستشفيات الحكومية.
وأفادت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، بأن الإرهابيين أحرقوا سيارات المصلين وقطعوا الطريق المؤدّي إلى المسجد.
وفي تفاصيل الحادثة، قالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين فجّروا عبوة أمام مسجد الروضة الواقع ضمن مركز بئر العبد، غرب مدينة العريش، في الدقائق الأخيرة من صلاة الجمعة، ومن ثم اقتحموا المسجد وأطلقوا النار على عشرات المصلين، ومن ثم أحرقوا بعض سياراتهم المتوقفة في محيط المسجد.
وأوضحت المصادر ذاتها أن المسجد يعتبر مركزاً للطريقة الصوفية، وهي جماعة مستهدفة من قبل تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي، إذ يتصادف الهجوم مع الذكرى السنوية الأولى لإعدام التنظيم الشيخ سليمان أبو حراز، شيخ الطريقة الصوفية، والذي اعتقل لفترة لدى التنظيم قبل نشر فيديو إعدامه.
وأوضحت المصادر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم يعتبر الأعنف في محافظة شمال سيناء منذ بدء الأحداث قبل أربع سنوات، من حيث عدد القتلى والجرحى في هجوم واحد ومكان واحد.
وأشارت إلى أن ارتفاع عدد القتلى كان متسارعاً، بسبب عدم توافر سيارات إسعاف لنقل الجرحى من مكان الاستهداف، وعدم توافر طواقم طبية كافية في مستشفى بئر العبد.
وعلى أثر ذلك، أعلنت وزارة الصحة المصرية حالة الطوارئ القصوى في كل مستشفيات سيناء للسيطرة على الوضع الصحي في ظل العدد الكبير من الجرحى والحالات الحرجة، التي توفي عدد منها لعدم توافر الرعاية الصحية على الفور.