مؤلفة "ذات" و"تحت السيطرة": نجحت لأنّني أعيد صياغة أعمالي

30 اغسطس 2015
معها صار كاتب السيناريو بطلاً ينافس نجوم العمل (فيسبوك)
+ الخط -
حدث هذا مع الكاتبة المصرية مريم نعوم. فبعد أعمال قليلة العدد للسينما والدراما التلفزيونية، ها هو كاتب السيناريو يعود إلى الواجهة بطلاً ينافس مخرج العمل وممثليه، وذلك نظراً لقدرتها على انتقاء نصوص أدبية ثم لمهارتها في تأويلها درامياً.

وكان فيلم "واحد - صفر" الذي عرض في عام 2009، ونال جوائز كثيرة في مقدمتها "السيناريو" من مهرجانات عربية وأجنبية، أوّل أعمالها. ثم كتبت عام 2013 السيناريو والمعالجة الدرامية للمسلسل التلفزيوني "موجة حارة" عن رواية الكاتب أسامة أنور عكاشة "منخفض الهند الموسمي". وفي العام نفسه كتبت السيناريو والحوار لمسلسل "بنت اسمها ذات" عن رواية "ذات" للكاتب صنع الله إبراهيم.

وحظي مسلسل "بنت اسمها ذات" بشهرة عريضة نظراً لاستعراضه بعمق التحولات الاجتماعية في مصر طوال 59 عاماً. تبدأ أحداثه في الساعة السابعة إلا ربعاً من صباح 23 يوليو/تموز 1952 بقيام الثورة التي أنهت الحكم الملكي وينتهي في 25 يناير/كانون الثاني 2011 باندلاع الاحتجاجات الحاشدة التي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحكم.

وقالت مريم نعوم، إنها تعتبر النصّ الأدبي "حجر أساس.. أهضم النصّ ثم أضعه في الدرج وأعيد صياغته درامياً بعيداً عن الترجمة الحرفية - الأمينة. ما أفعله شيء من التأويل الفني للنصّ الأدبي"، وربما يتقاطع العمل الدرامي مع النصّ المأخوذ عنه في بعض المواضع.

وأضافت أنّ المقارنة أحياناً تكون "واردة ومتوقعة.. يحلو للبعض أن يعقدها" بين الدراما والأصل الأدبي لكنّ هذين النوعين من الفنون سيتعرض أحدهما للظلم بسبب مثل هذه المقارنة".

وقالت: "لا أعمل على النصوص لكنّها تفجّر شيئاً ما أو اهتماماً يجعلني أبني على النصّ الأدبي نصاً درامياً".

وترى أنّ السيناريو يتيح مساحة من المرونة بإعادة "القراءة والتأويل" للرواية الأدبية وتستشهد برواية "ذات" التي ترصد جانباً من التحولات الاجتماعية المترتبة على سياسة الانفتاح الاقتصادي في السبعينيات والثمانينيات، وقد تناول المسلسل التلفزيوني قضايا أخرى في وقت لم تدركه الرواية التي صدرت في عام 1992.

اقرأ أيضاً: محمد صبحي: المنتجون يهدمون المجتمع بتدمير صورة المرأة المصرية

وبسبب ربط المسلسل ميلاد البطلة "ذات" ببداية مرحلة سياسية واستمر معها إلى ما بعد الأحداث التي رصدتها الرواية لا يشعر المشاهد، الذي لم يقرأ الرواية، بغرابة. إذ تمّ "خلق حياة موازية مستمدّة من روح الرواية لكنّها تنتمي إلى الدراما".

أما المسلسل التلفزيوني "تحت السيطرة"، والذي كتبته مريم نعوم وعرض في الآونة الأخيرة، فلم يكن مأخوذاً من نصّ أدبي مثل العملين السابقين وبعدهما مسلسل "سجن النسا" في عام 2014 الذي كتبت له المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار عن مسرحية للكاتبة المصرية فتحية العسال.


لكن ترى نعوم أنّه لكلّ عمل سياقه ومنطقه الخاص به وما يعنيها هو الصدق الذي يتحقّق في الكتابة ويترجم في المسلسل حين يتمّ إنتاجه فيصل إلى المشاهد مهما يكن هذا الصدق جارحاً.

اقرأ أيضاً: تحت السيطرة: المعايشة التي تخلق فناً حقيقياً

وتناول مسلسل "تحت السيطرة" قضية إدمان المخدرات بجرأة فنية حتّى اعتبره نقّاد أكثر عمقاً "وإنسانية" من أعمال سينمائية مالت إلى الميلودراما. كذلك اعترضت عليه نقابة المرشدين السياحيين ورأت أنّه "يشوّه صورة المرشدين السياحيين" لأنّ أحد أبطاله مرشد سياحي مدمن يضطر تحت وطأة حاجته إلى المال إلى الاحتيال على السائحين.


وقالت المؤلفة إن الاعتراض حق لأيّ إنسان أو نقابة "لكنّ حقّ الإبداع مكفول أيضاً.. ما يعنيني أنّني أراعي ضميري المهني أثناء الكتابة وأحترم من يعترض ما دام ذلك لا يصل إلى درجة المصادرة".

سيلي "تحت السيطرة" مسلسل "واحة الغروب" الذي يتوقّع عرضه العام المقبل وربما يصنفه بعضهم على أنّه "عمل تاريخي".. لكن مريم نعوم لا يعنيها التصنيف. هو مأخوذ عن رواية "واحة الغروب" للكاتب بهاء طاهر، يستعرض خلاله الفترة التي تلت الاحتلال البريطاني لمصر في عام 1882 بعد هزيمة الثورة العرابية. وتدور أحداثه في واحة سيوة في شمال غربي البلاد.

وأضافت أنّ الواحة البعيدة وغير المعروفة لكثيرين ستكون بطلاً للمسلسل على الرغم من ندرة المراجع التاريخية عنها: "هذا سيكون نوعاً آخر من التحدّي".

اقرأ أيضاً: عن طلاق وزواج وخيانة واكتئاب أشهر كاتبة بوليسية بالتاريخ

المساهمون