وأكدت الأكاديمية الفلسطينية في جامعة بيت لحم، فردوس عبد ربه، خلال دراسة قامت بها حول التأثير النفسي على الأسرى الفلسطينيين الأطفال داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، أن "هناك انتقالاً في طريقة التفكير الفلسطينية في ما يتعلق بقضايا الأطفال، نحن نتعامل معهم كأبطال أو ضحايا، وهي طريقة تعامل غير مدروسة وانفعالية وليست مبنية على أسس بحثية علمية، تقدمت بدراستي كورقة عمل في المؤتمر، وهي أطروحة دكتوراه حول الأطفال الفلسطينيين".
وقالت عبد ربه، لـ"العربي الجديد": "آمل أن ننتقل من التجارب الشفوية في ما يتعلق بقضايا الأسرى الأطفال إلى التجارب العلمية المكتوبة لتكون لدينا بيانات نستند إليها دوليا"، وشددت على ضرورة خلق ثقافة البحث العلمي في الدفاع عن قضايا الأسرى الأطفال، وهو ما يركز عليه المؤتمر من خلال بحث كيفية التعامل مع قضايا الأطفال الأسرى، سواء وهم داخل المعتقل أو بعد خروجهم.
وقدمت خلال المؤتمر عروضا وأفلاما وثائقية حول القضية، فيما روى مجموعة من الأطفال شهادات حول اعتقالهم، وما تبعها من تنكيل وتعذيب ومعاناة داخل السجن.
وروت فريهان دراغمة، والدة الأسير شادي فراح (13 سنة) من سكان بلدة كفر عقب، اللحظات المؤلمة التي تعيشها العائلة في غياب شادي المعتقل منذ أكثر من عام بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن، والمحكوم بالسجن 3 سنوات.
وقالت دراغمة: "تم اعتقال شادي بواسطة قوات خاصة إسرائيلية حينما كان برفقة صديقه في القدس"، وعبرت عن قلقها من فقدانه لطفولته، متسائلة "من يعيد إلى شادي طفولته" في ظل وجوده في ما يسمى مركز الإصلاح بين متهمين بقضايا جنائية منها القتل وتجارة المخدرات.
من جانبه، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، "يوجد استهداف تاريخي للأطفال الفلسطينيين من خلال الإصابات أو الاعتقالات، خلال العام ونصف العام الماضيين بات استهدافهم ممنهجاً".
Twitter Post
|
وفي كلمة له خلال المؤتمر، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، إن "القيادة الفلسطينية تتابع قضية الأسرى باستمرار، وتولي قضيتهم أهمية قصوى، وتعمل على نقلها إلى كافة المحافل الدولية لإلزام إسرائيل بالإفراج عنهم، خاصة الأطفال والنساء والمرضى".
وأكد الحمد الله، أن اعتقال الأطفال والانتهاكات الممارسة بحق الأسرى، تستوجب من المجتمع الدولي تشكيل لجنة حقوقية للوقوف على هذه الانتهاكات، واتخاذ إجراءات عملية وحازمة لإلزام إسرائيل بوقف اعتقال الأطفال وتعذيبهم، والإفراج عنهم دون قيد أو شرط.
بينما دعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، في كلمته، إلى تجميد كافّة اتفاقات الشراكة التجارية والأمنية مع الاحتلال كعقوبة على الجرائم التي يرتكبها بحقّ الشعب الفلسطيني، ولا سيما الأطفال، كما دعا إلى تحريك آليات المحاسبة القانونية الدولية حتى لا تبقى إسرائيل دولة فوق القانون، خاصة بعد انضمام فلسطين إلى الكثير من المعاهدات الدولية.
وافتتحت فعاليات المؤتمر اليوم الأربعاء، بمدينة رام الله، ويستمر لمدة يومين، بمشاركة شخصيات دولية ومناصرين ومتضامنين مع قضية الأسرى، وبمشاركة الأسرى المحررين وعائلاتهم، ومختصين في المجالات القانونية والنفسية والاجتماعية، ويبحث عدة جوانب تتعلق بقضية الأسرى الأطفال داخل سجون الاحتلال.
ومنعت سلطات الاحتلال رئيس مؤسسة الأسرى القدامى في جنوب أفريقيا، مفو موسيمالا، من دخول فلسطين للمشاركة في المؤتمر، وتم توقيفه وتكبيله وحرمانه من الطعام والشراب لمدة خمس ساعات أمس الثلاثاء.
ويناقش المؤتمر الدولي أوراق عمل حول كيفية التعاطي مع قضية الأسرى الأطفال، ويأمل القائمون على المؤتمر أن تمكّن تلك الأوراق والمقترحات من بناء خطة وطنية فلسطينية للتعامل مع قضية الأسرى وخاصة الأسرى الأطفال.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الماضي، أكثر من 1300 طفل فلسطيني، سجنوا عدة أشهر ومنهم من فرضت عليه غرامات، وبعضهم عذبوا وحوكموا كما يحاكم الأسرى البالغون، وما زال في سجون الاحتلال نحو 300 طفل دون سن الثامنة عشرة.