مؤتمر غير مسبوق للديمقراطيين عبر الإنترنت الاثنين لترشيح بايدن

15 اغسطس 2020
يجرى المؤتمر تحت وطأة تفشي فيروس كورونا (Getty)
+ الخط -

يبدأ الديمقراطيون في الولايات المتحدة تجربة سياسية غير مسبوقة، اعتبارا من الاثنين، إذ يعقدون مؤتمرا وطنيا تجري جميع مجرياته على الإنترنت لتسمية جو بايدن مرشحا لمنافسة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، تحت وطأة تفشي فيروس كورونا الجديد.

وباختياره كامالا هاريس، أول امرأة من أصحاب البشرة الملونة تترشّح لمنصب نائب الرئيس، يركز بايدن في حملته على توحيد بلد تمزّقه الاضطرابات السياسية والعرقية والمخاوف بشأن قمع الناخبين والقلق حيال أزمة فيروس كورونا.

لكن المرشحين لمنصبي الرئيس ونائبه سيوصلان رسالتهما الهادفة لإقناع القاعدة الديمقراطية وجذب الجمهوريين المحبطين، في ظل ظروف فريدة عبر مؤتمر وطني للديمقراطيين يستمر أربعة أيام وينعقد بالكامل عبر الإنترنت.

ولن يشهد المؤتمر هذه السنة هتافات أو إلقاء بالونات على حشود ومرشحين متحمّسين، كما جرت العادة في المؤتمرات السياسية الأميركية.

بدلا من ذلك، يعيد المنظّمون ترتيب أدواتهم لإجراء نشاطاتهم عبر الإنترنت، على غرار تحديد منبر الحزب وتنسيق عشرات المحاضرات والخطابات اعتبارا من منتصف يوم الاثنين.

ومساء الأربعاء، ستسلّط الأضواء على هاريس، السناتورة البالغة 55 عاما والمدعية السابقة المولودة لمهاجرين من الهند وجامايكا. وروّج بايدن لقصة حياتها على أنها مثال على "الحلم الأميركي".

تسمية عبر الإنترنت

 

يبلغ المؤتمر ذروته ليل الخميس، عندما يدلي مندوبو الولايات بأصواتهم عبر الإنترنت لترشيح بايدن، من ثم سيلقي خطاب قبوله من ولايته ديالاوير.

 

وكان من المقرر أن ينعقد المؤتمر في ميلووكي، في ولاية ويسكنسن التي تعد "متأرجحة" (أي غير محدّدة الانتماء الحزبي)، وشكل إلغاؤه ضربة قاسية للمدينة الواقعة في وسط غرب البلاد والتي أنفقت ملايين الدولارات على التحضيرات لاستضافة المناسبة.

 

وبدت شوارع وسط المدينة خالية تقريبا الجمعة، حيث تحسّر السكان على ما كان يمكن للوضع أن يكون عليه.

 

وفي وقت خسر الاقتصاد الأميركي ملايين الوظائف جرّاء الوباء، سيروّج بايدن لخطته البالغة قيمتها 700 مليار دولار تحت شعار "إعادة البناء بشكل أفضل"، والتي تعد باستثمارات في التكنولوجيا الحديثة وتتعهّد بخلق خمسة ملايين فرصة عمل جديدة، في تحد قوي لسياسة ترامب الاقتصادية.

 

ووعد المنظّمون بمؤتمر حيوي تصل أصداؤه إلى "أنحاء أميركا"، رغم الأجواء المربكة المحتملة جرّاء عقده عبر الإنترنت.

 

وقالت المسؤولة عن تنفيذ برنامج المؤتمر ستيفاني كاتر "في غضون ثلاثة أيام، سنطلق المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي سيحمل شكلا وطابعا مغايرا جدا عن المؤتمرات الماضية".

 

 

وأضافت أن المشاركين سيسلّطون الأضواء على "قيادة دونالد ترامب الفاشلة، والوعود بشأن ما يمكننا وما علينا أن نكون بوجود جو بايدن رئيساً".

 

ودعا الحزب شخصيات لامعة في صفوفه، بدءا من الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل اللذين سيلقي كل منهما خطابا افتتاحيا يومي الأربعاء والاثنين على التوالي، وصولا إلى هيلاري وبيل كلينتون وحاكم نيويورك أندرو كومو.

 

وسيلقي كلمات كذلك عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الذين نافسوا بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب، بينهم بيرني ساندرز وإليزابيث وارن.

 

وفي مسعى لتجنّب الانقسامات التي خيّمت على الحزب في 2016، عندما اصطدم أنصار هيلاري كلينتون مع مؤيدي ساندرز، راعى فريق حملة بايدن دعوة الجناح اليساري الأكثر ليبرالية للمساعدة في تشكيل منصة الحزب.

 

وستكون للشخصيات الليبرالية الصاعدة فرصتها لإلقاء كلمات على المنصة الافتراضية، بما في ذلك عضوة الكونغرس البالغة 30 عاما، والتي تتمتع بشعبية كبيرة، ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز.

 

والاثنين، سيتحدث حاكم أوهايو السابق جون كاسيتش، الذي يمثّل الشخصيات في حزبه التي تخلّت عن الرئيس المثير للجدل.

 

وبينما ألغى الديمقراطيون خططهم في ميلووكي، سيزور ترامب ولاية ويسكنسن، الاثنين، في مسعى لترك بصمته مجددا في الولاية التي انتزعها قبل أربع سنوات من كلينتون عندما لم تجر حملتها الانتخابية فيها.

 

وقال ترامب في اجتماع مع الناخبين عقد عبر الإنترنت، الأربعاء، إن الديمقراطيين "سيتجاهلون ويسكنسن تماما كما فعلوا في 2016".

 

وأعلن ترامب، متجاهلا الوباء، أنه سيلقي خطابا في أوشكوش، شمال ميلووكي، وسيشير فيه إلى "إخفاقات" بايدن في مجال الوظائف والاقتصاد، بحسب فريق حملة الرئيس.

 

ولن يحضر ترامب مؤتمر الحزب الجمهوري شخصيا في الأسبوع التالي، لكنه سيلقي خطابا من مكان سيعلن عنه لاحقا.

 

 

 

(فرانس برس)