مؤتمر طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية يواصل أعماله بالدوحة

16 اغسطس 2020
يشارك في جلسات المؤتمر 37 باحثاً وباحثة (العربي الجديد)
+ الخط -

يواصل مؤتمر "طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية"، الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في الدوحة، انعقاده عن بُعد، من خلال تقنيات الاتصال المرئي والبث المباشر، عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. 
وبحث المشاركون في المؤتمر خلال الأيام الماضية  عددا من الموضوعات  منها  "دراسات النزاع ما بعد النزاع" و"الاقتصاد والمالية"، حيث استعرض الباحث، ننار هواش،  في دراسته  موضوع  "إعادة النظر في استراتيجيات القدرة على الصمود: دراسة لقدرة النظام والميليشيات التابعة على الصمود في الحرب الأهلية السوريَة"، حيث بحث في وظيفة الدولة والمليشيا التابعة لها، واحتكارها للعنف في حالة الحرب الأهلية في سورية. وأشار إلى حساسية تسليم المليشيات المساندة بالقوّة والعنف الملازمين تقليدياً لوظيفة الدولة وسيادتها، وذلك بالاستعانة بإطار نظرّي يشمل مساهمات كل من شليخت وفوكو وفيبر وايزنشتادت. 
وضمن نفس المسار، قدمّ  الباحث، صلاح شريف، دراسة بعنوان "نزع الصفة الإنسانية عن حرب الطائرات دون طيار"، والتي تناول من خلالها مساهمة التكنولوجيا، مختزلة في حرب الطائرات المسيّرة بدون طيار (درونز)، في تحويل الحرب من شكل النزاع المحدود بمدة زمنية، إلى نزاع ممتدّ عبر مناطق واسعة ونطاق زمني غير معروف أجله.
 وفي مسار "الاقتصاد والمالية"، عرض  الباحث، مصطفى نور اللّه، دراسة بعنوان "فهم ثقة الشباب الفورية بالعملة الرقمية غير السيادية"، والتي بيّن فيها إمكانية تطبيق "النظرية الموحدة" و"النظرية المالية السلوكية"، في تحليل العوامل ونمذجة المعادلة الهيكلية لاختبار الفرضيات، مسلطاً الضوء على العلاقات بين العوامل المدروسة والآثار. 
وقدم  الباحث، محمد الأسدي، دراسة عنوانها "تمويل إعادة الإعمار في البلدان المتضررة من النزاعات"، حيث استعرض أهمية بناء المؤسسات والسعي إلى توفير تسوية سلمية في بلدان النزاع، للحصول على اقتصاد مستدام يؤدي إلى استقرار مالي. 
وعرضت الباحثة، أمينة إدريسي شواهدي، دراسة  حملت عنوان "شروط تطبيق معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام: دراسة مقارنة بين المغرب وبلجيكا"، حيث ناقشت مفهوم المحاسبة المالية ودور المنظمات في تطبيق قواعد الشفافية والفاعلية والجودة، مشيرة إلى أهمية توظيف السياق الجغرافي والسياسي في هذه العملية. 

واختتم الباحث، أنس فسيح، المسار بدراسة عن  "سياسات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: مقارنة بين المغرب والإمارات"، قارن من خلالها بين طرق توجّه السياسات الصينية والألمانية في الطاقة المستدامة لصوغ سياسات تحويل الطاقة في كلا البلدين، معتمداً على المنهج المقارن في التحليل الاقتصادي.  
وفي مسار "النظرية السياسية"، تناولت الباحثة، ندى برادة، "كفاح الشباب للبقاء: تأطير الممارسات اليومية المؤثرة للشباب المغربي"، حيث أظهرت فيها تأثير الخطاب الإعلامي والسياسي الغربي في شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد عام 2011.
 وفي مسار "دراسات فلسطين"، قدّم  الباحث، خالد عنبتاوي، دراسة  بعنوان "الفضاء الطائفي: تمثيلاته وتصوراته وجدلية الاستعمار الاستيطاني في فلسطين المحتلة عام 1948". وركز على فهم البناء السوسيولوجي للفضاء الطائفي داخل البلدات والقرى الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية عام 1948، في سياق البحث في تمثّلات وتمظهرات الطائفية داخل البلدات على مستويات التنظيم السياسي المحلي، والفضاء السياسي والمكاني المحلي. وتتبع في ورقته التمظهرات الطائفية ضمن الحيّز المكاني الذي يقطنه، في سبيل فهم السياق السياسي للمجتمع الفلسطيني في الداخل، بوصفه واقعاً استعمارياً -استيطانياً يقوم على المحو. 
 وقدم  الباحث، سعيد الغازي اليملاحي، دراسة بعنوان "السياسة الدينية لنظام الحماية الإسبانية في شمال المغرب"، ضمن أعمال مسار "التاريخ". وركز  فيها على بنية الدولة الكاثوليكية الإسبانية، وكيف استطاعت في ظروف تاريخية معيّنة حُكم إقليم غالبية سكانه من المسلمين، بأسلوب حكم لا يعارض معتقداتهم الروحية ومؤسساتهم الدينية. وتنتمي هذه الدراسة إلى الأنثروبولوجيا التاريخية، إذ تحاول تحديد طبيعة نظام الحماية الاستعماري من جهة، ومراكز النفوذ الديني في المجتمع المغربي من جهة أخرى، وتفسير كيفية تمكّن الخطاب الأيديولوجي من تدجين المؤسسات الدينية سياسياً واجتماعياً في تلك الأقاليم بمدة وجيزة .
وانطلقت، يوم الأحد الماضي، بالدوحة أعمال "مؤتمر طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية"، الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في دورته الثانية، ويستمر المؤتمر الذي ينعقد افتراضياً، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، ويبث عبر تطبيق "زووم" لمدة (12) يوماً، وينتهي بجلسة ختامية في 20 أغسطس /آب الجاري.
ويشارك في جلسات المؤتمر 37 باحثاً وباحثة، من جامعات من الولايات المتحدة، وأوروبا، والمملكة المتحدة، وأستراليا. كما نسّقت لجنة المؤتمر مع أكثر من 30 أستاذاً متخصصاً، في الحقول المعرفية، التي تندرج فيها الأوراق المقدّمة، من داخل المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا، ومن مؤسسات أخرى حول العالم، ليسهموا في توفير تعقيبات وملاحظات نقدية بشأن الأبحاث المشاركة.

المساهمون