مؤتمر دولي جديد للتحالف.. وداعش "باقية وتتمدد"

21 يناير 2015
ناشطة ضدّ الحرب في لندن (روب ستوثارد/getty)
+ الخط -
في الوقت الذي يطلق فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قناة "الخلافة" الفضائية مع شعار "باقية وتتمدد"، في رسالة تحدّ واضحة إلى العالم، يكتفي "التحالف الدولي" بعقد المزيد من الاجتماعات والمؤتمرات، إذ يرتقب أن يلتقي اليوم الخميس في العاصمة البريطانية، لندن، ممثلون عن عشرين دولة، لتقييم الجهود الدولية في محاربة "داعش"، وخطرها الذي وصل إلى الشوارع الأوروبية، تماماً كما توقع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في أغسطس/آب الماضي.

يأتي اجتماع لندن برعاية وزير الخارجية البريطانية، فيليب هاموند، ونظيره الأميركي جون كيري، ومشاركة ممثلين عن ثماني دول عربية هي: العراق والأردن ومصر والكويت وقطر والسعودية والإمارات والبحرين، بعد سلسلة اجتماعات دولية بدأت في قمة حلف شمال الأطلسي، التي عقدت في مدينة ويلز البريطانية في سبتمبر/أيلول الماضي. وتوافق المجتمعون آنذاك على تشكيل "تحالف دولي" لمواجهة خطر "داعش" في سورية ولبنان. وتلى ذلك بوقت قصير إعلان وزير الخارجية الأميركي عن البدء بحملة كبيرة لجمع تحالف من 40 دولة للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي عقد في مقرّ حلف شمال الأطلسي في بروكسل، الاجتماع الوزاري الأول للتحالف الدولي، الذي تتزعمه الولايات المتحدة تحت عنوان "محاربة داعش". وجدّد الحاضرون آنذاك ما أعلنوه في السابق من إصرار المجتمع الدولي على الاستمرار في الحرب التي بدأها التحالف، والتي قد تستمر سنوات عدة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، فرح دخل الله، لـ"العربي الجديد"، إنّ اجتماع اليوم في لندن يراجع، بحضور وزراء خارجية عشرين دولة، في مقدّمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، مدى التقدّم الذي أحرزه التحالف الدولي في محاربة تنظيم "داعش"، إضافة إلى تناول خمسة ملفات أساسية هي: المقاتلون الأجانب، الحملة العسكرية ضدّ الآلة العسكرية لـ"داعش"، تجفيف منابع تمويل التنظيم، قطع وسائل التواصل الاستراتيجية للتنظيم، والمساعدات الإنسانية. ومن غير المنتظر أن يتمخض اجتماع لندن عن أي جديد، بانتظار أن يستجيب الكونغرس الأميركي لطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما، بإصدار قرار يوافق على استخدام القوّة ضد "داعش".
وعلى الرغم من أهمية الملفات التي يبحثها اجتماع لندن، وأهمية ما أحرزته الجهود العسكرية الجوية للتحالف الدولي، التي نجحت نسبياً في منع سيطرة "داعش" على مناطق ومرافق حيوية في العراق، إلا أن المراقبين يشككون في جدوى جهود "التحالف الدولي"، التي انطلقت منذ ثلاثة أشهر، وإمكانية إحرازها أي تقدّم استراتيجي على طريق القضاء على "داعش"، إذا ما ظلت هذه الجهود في حدود القصف الجوي لمواقع "داعش" وأرتاله المؤلّلة، من دون المشاركة في المواجهات البرية، التي أُسندت للقوات العراقية وقوات البشمركة والفصائل الطائفية والعشائرية الأخرى.
ويرى المراقبون أن "التحالف الدولي" واجتماعاته المتعاقبة، وآخرها مؤتمر اليوم في لندن، تكشف مجدداً عن تخبط وارتباك دولي في مواجهة خطر يتمدد ولن تجدي في مواجهته "الاستراتيجيات المرتجفة" أو حتى "الخلايا الإلكترونية"، التي اتفق على تشكيلها الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني، قبل أيام في واشنطن، بهدف مطاردة "داعش" في الفضاء الإلكتروني، الذي بات يشكل جبهة خطيرة توظفها "داعش" في التنظيم والتجنيد والدعاية، وحتى الهجوم على المصالح الغربية.
ويرجح المراقبون أن إضاعة "التحالف الدولي" للمزيد من الوقت في الاجتماعات والمؤتمرات، يعني كسب "داعش" للمزيد من الوقت، على طريق تكريس شعار "باقية وتتمدد" واقعاً سياسياً وجغرافياً يُفرض على رقاب "التحالف الدولي" بحدّ السيف.