عادت الأمم المتحدة لتحريك المياه الراكدة في اليمن، ولكن هذه المرة من البوابة الإنسانية بالتزامن مع أنباء عن جهود دولية تسعى لإحياء مسار المفاوضات السياسية وإبرام هدنة جديدة في الأسابيع المقبلة.
واحتضنت مدينة جنيف السويسرية، الثلاثاء، مؤتمراً دولياً للدول المانحة لليمن، لمواجهة الأزمة الإنسانية، بتنظيم من الأمم المتحدة، التي أطلقت دعوة لتوفير ما يزيد عن ملياري دولار، ليتسنى من خلالها تقديم مساعدات عاجلة تنقذ الملايين من خطر المجاعة، بعد أن أعلنت المنظمة الدولية أن الأزمة الإنسانية توشك أن تصبح أسوأ الأزمات في العالم.
وخلال المؤتمر الذي انعقد بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أعلنت الحكومات المشاركة، تقديم ما يزيد عن 800 مليون دولار، منها 150 مليوناً من السعودية و100 مليون من الإمارات ومثلها من الكويت، بالإضافة إلى كندا التي قدمت 119 مليونا والولايات المتحدة 94 مليوناً، كما ساهمت العديد من الدول العربية والغربية.
وقالت مصادر قريبة من الوفد اليمني المشارك في جنيف، برئاسة رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، لـ"العربي الجديد"، إن الدعم المقدم للمعونة الإنسانية في اليمن، يأتي في الأساس استجابة لخطة الأمم المتحدة وتحت إشرافها، في حين من المتوقع أن تسعى بعض الدول، إلى الإشراف المباشر على توزيع الدعم، بما يحد من إمكانية أن يتم تسليمه للحكومة الشرعية، أو أن تستفيد منه بشكل مباشر.
وجاء انعقاد المؤتمر في جنيف، بعد أن أعلنت عنه الأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي، وهو الأول من نوعه منذ بدء الأزمة في البلاد، وعلى الرغم من الآمال المعقودة على ما يمكن أن يخرج به المؤتمر لتخفيف وطأة الأزمة، إلا أنه وفي ظل المعطيات عن الوضع الإنساني الكارثي في البلاد، قد لا تشكل المساعدات فارقاً كبيراً يحد من الأزمة ما لم تتوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، جنباً إلى جنب مع تسوية سياسية تسمح بعودة الحياة وتمكن الجهات الحكومية من دفع مرتبات 1.2 مليون موظف.
في السياق، بدا المؤتمر الإنساني في جنيف، فرصة مناسبة للعديد من الدول التي عبرت عن رؤيتها باعتبار الحل السياسي خياراً وحيداً للأزمة في اليمن، ودعوة الأطراف إلى استئناف المشاورات للوصول إلى حل سلمي للأزمة في البلاد، بالإضافة إلى التحذير من استهداف ميناء الحديدة، الذي يعد المرفأ الأول في البلاد، وكانت الحكومة الشرعية قد أعلنت منذ أسابيع، أنه بات هدفاً لعملية عسكرية مقبلة.
إحياء المفاوضات
وتفيد مصادر يمنية لـ"العربي الجديد"، أن جهوداً غير معلنة تُبذل من الأطراف الدولية الفاعلة مع الأطراف اليمنية والإقليمية المعنية بالأزمة في البلاد، تسعى لإحياء مسار المفاوضات السياسية وإقرار تهدئة خلال الفترة المقبلة، بما يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، غير أن الغموض لا يزال يكتنف تفاصيل هذه الجهود، في ظل غياب المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن واجهة الأحداث في البلاد.
ويشهد اليمن بالفعل، تراجعاً محدوداً للعمليات العسكرية في بعض الجبهات، وأبرزها جبهة شرق صنعاء، التي انخفضت فيها حدة المواجهات منذ أسابيع، كما تراجعت وتيرة التصريحات الحكومية وتلك الصادرة عن التحالف العربي، والتي كانت تتحدث عن أن محافظة الحديدة، حيث المرفأ التجاري الأول في البلاد، باتت هي الهدف العسكري التالي بعد تقدم قوات الشرعية بدعم من التحالف في الجزء الجنوبي من الساحل الغربي، بما في ذلك منطقة "المخا" التابعة إداراياً لمحافظة تعز.
وجاء انعقاد المؤتمر في جنيف، بعد أن أعلنت عنه الأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي، وهو الأول من نوعه منذ بدء الأزمة في البلاد، وعلى الرغم من الآمال المعقودة على ما يمكن أن يخرج به المؤتمر لتخفيف وطأة الأزمة، إلا أنه وفي ظل المعطيات عن الوضع الإنساني الكارثي في البلاد، قد لا تشكل المساعدات فارقاً كبيراً يحد من الأزمة ما لم تتوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، جنباً إلى جنب مع تسوية سياسية تسمح بعودة الحياة وتمكن الجهات الحكومية من دفع مرتبات 1.2 مليون موظف.
في السياق، بدا المؤتمر الإنساني في جنيف، فرصة مناسبة للعديد من الدول التي عبرت عن رؤيتها باعتبار الحل السياسي خياراً وحيداً للأزمة في اليمن، ودعوة الأطراف إلى استئناف المشاورات للوصول إلى حل سلمي للأزمة في البلاد، بالإضافة إلى التحذير من استهداف ميناء الحديدة، الذي يعد المرفأ الأول في البلاد، وكانت الحكومة الشرعية قد أعلنت منذ أسابيع، أنه بات هدفاً لعملية عسكرية مقبلة.
إحياء المفاوضات
وتفيد مصادر يمنية لـ"العربي الجديد"، أن جهوداً غير معلنة تُبذل من الأطراف الدولية الفاعلة مع الأطراف اليمنية والإقليمية المعنية بالأزمة في البلاد، تسعى لإحياء مسار المفاوضات السياسية وإقرار تهدئة خلال الفترة المقبلة، بما يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، غير أن الغموض لا يزال يكتنف تفاصيل هذه الجهود، في ظل غياب المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن واجهة الأحداث في البلاد.
ويشهد اليمن بالفعل، تراجعاً محدوداً للعمليات العسكرية في بعض الجبهات، وأبرزها جبهة شرق صنعاء، التي انخفضت فيها حدة المواجهات منذ أسابيع، كما تراجعت وتيرة التصريحات الحكومية وتلك الصادرة عن التحالف العربي، والتي كانت تتحدث عن أن محافظة الحديدة، حيث المرفأ التجاري الأول في البلاد، باتت هي الهدف العسكري التالي بعد تقدم قوات الشرعية بدعم من التحالف في الجزء الجنوبي من الساحل الغربي، بما في ذلك منطقة "المخا" التابعة إداراياً لمحافظة تعز.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الثلاثاء، في جنيف، إن المنظمة الدولية تحتاج إلى مساعدات ضخمة لتفادي مجاعة في اليمن، كما يتحتم على الأطراف المتحاربة هناك ضمان وصول الإمدادات الإنسانية، وأضاف أن نحو 19 مليون شخص، أي ثلثي السكان، بحاجة إلى مساعدات عاجلة، مجددا الدعوة لإجراء محادثات سلام، وحث جميع الأطراف على "تسهيل المرور السريع ودون عوائق للمساعدات جوا وبحرا وبرا".
وقال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، إنه يتطلع إلى دور أوروبي فاعل في تخفيف المعاناة الإنسانية في بلاده، جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
اقــرأ أيضاً
وقال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، إنه يتطلع إلى دور أوروبي فاعل في تخفيف المعاناة الإنسانية في بلاده، جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وأضاف هادي، خلال لقائه في العاصمة السعودية الرياض أنطونيا كالفو بويرتا، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن: "رغم كل التحديات والصعاب، إلا أننا نعمل على تطبيع الأوضاع وتوفير الخدمات وصولاً إلى تحقيق السلام الذي يتطلع إليه شعبنا، ووضع حد للمآسي التي فرضها الانقلابيون".