مؤتمر باريس: حرب شاملة ضدّ داعش

باريس

منى السعيد

avata
منى السعيد
15 سبتمبر 2014
F7CB42D6-44C1-4929-B14A-9AA31D568626
+ الخط -
انتهى مؤتمر باريس حول "الأمن والسلام في العراق"، اليوم الاثنين، بالتأكيد على وجوب محاسبة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، مشدداً على الضرورة الملحة "لإنهاء وجود تنظيم داعش في المناطق التي يتمركز فيها في العراق".

وقال وزير خارجية العراق، ابراهيم الجعفري، في تصريح خاص لـ "العربي الجديد"، على هامش المؤتمر: "ننتظر خطوات عمليّة ومصداقيّة ميدانيّة على الارض"، آملاً أن "تلتزم الدول بالوعود التي قطعتها بشأن الدعم العسكري، وتحديداً السقف الجوي الذي يشكّل مظلة جويّة عسكريّة، وفي الوقت ذاته، مساعدة المتضررين والنازحين، وتولّي اعادة الاعمار والبناء في المدن التي دخل اليها تنظيم "داعش" وألحق بها الخراب". وتابع: "طبعاً هذا يتطلًب دعما من أكثر من دولة، وقد وعدوا خيراً".


من جهته، لم يستبعد نائب وزير الخارجيّة الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في تصريح خاص لـ "العربي الجديد"، احتمال توجيه ضربات ضد "داعش" في سورية. وقال: "كل شيء ممكن، لكن على أساس احترام الشرعيّة الدولية، بما فيه احترام سيادة الدول وسلامة الأراضي، وعلى أساس التوافق في مجلس الأمن وبالتنسيق مع الحكومات الشرعيّة للدول ذات السيادة في المنطقة".
وقال: "نحن نفضّل أن نوافق على كل شيء في مجلس الأمن، بمشاركة الدول المعنيّة بشكل مباشر، وهي طبعاً العراق وسورية وايران وتركيا"، لافتاً إلى أنّ "الموضوع أوسع من الحدود العراقية". وأضاف: "قلت إنّ الحدود لما يسمى بالدولة الاسلاميّة لا تنسجم مع الحدود العراقيّة والسوريّة".

والتزم المشاركون من 30 دولة، وفق البيان الختامي لمؤتمر باريس، بـ"دعم الحكومة العراقية، الجديدة بالوسائل الضرورية، في حربها ضد تنظيم داعش، ومن ضمنها تقديم المساعدة العسكرية الملائمة التي تفي باحتياجات السلطات العراقية، شريطة احترام القانون الدولي وسلامة المدنيين".

وأكّدوا أهميّة تنفيذ القرارات الدوليّة لمحاربة "الإرهاب" ومكافحة موارده، ولاسيما القرار 2170، لافتين إلى أنّهم "سيتخذون التدابير الضرورية والخطوات الصارمة من أجل اجتثاث داعش، عبر تنسيق العمل مع جميع المؤسّسات الأمنيّة الرسميّة، وتعزيز المراقبة على الحدود". 

وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أعلن خلال افتتاح المؤتمر، أنّ التحالف الدولي، سيضرب تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) في أماكن تواجده، في إشارة إلى أن الضربات ستكون أبعد من العراق. وأكّد أنّه "لا وقت لتضييعه بهذا الشأن، ويجب أن تكون مساعدة العراق أولوية، خصوصاً بعد نزوح ما يقارب من مليوني شخص".

وأضاف هولاند: "يجب أن نحشد الدعم المادي ونتوجه لمساعدة السكان، كما أن العراق في حاجة إلى دعم عسكري. وينبغي أن ينسق أصدقاء العراق عملهم من أجل تلبية حاجة السلطات العراقية". وأوضح، أن بلاده "ستشارك في التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، مشيراً إلى أن "الأراضي العراقية ليست المحددة وحدها لضرب التنظيم الذي يتواجد في أماكن كثيرة".

واعتبر، أن التنظيم الدولة الإسلامية "يشكل خطراً هائلاً على الأمن العالمي ويجب أن يكون الردّ عليه عالمياً". ولفت إلى "ضرورة المحافظة على مستقبل سورية، وأنه بالنسبة لفرنسا يمكنها أن تفعل ذلك من خلال دعم قوات المعارضة المعتدلة. ونتعاون مع الشركاء الإقليميين الذين فهموا ما يحدث في سورية".

من جهته، قال الرئيس العراقي فؤاد المعصوم، إن بلاده "تقف في مواجهة خطرة، تتمثل في التحوّل النوعي لفكر الإرهاب، والانتقال القوي للإرهاب من عمليات متفرقة إلى مستوى عمل من أجل تأسيس دولة إرهابيّة". وأشار، إلى أن "وجود متطوعين إرهابين من أصول أوروبية وغير أوروبية واحد من إشارات على هذا التحول النوعي الذي يتجاوز الفكر الاستراتيجي التقليدي المعروف عن عمل القاعدة".

وأشاد معصوم بنتائج مؤتمر جدّة الأخير، معتبراً إياه "خطوة مهمة في سياق تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة داعش"، كما شكر "إيران وتركيا والسعودية"، لتقديمهم مساعدات للعراقيين، ولسعيهم إلى وقف "داعش". وطالب بشنّ حملات جويّة منتظمة ضد "المواقع الإرهابيّة، وعدم السماح لهم باللجوء إلى ملاذ آمن، ومطاردتهم أينما وجدوا ومحاصرتهم بالقوانين التي تمنع تدفّق المقاتلين، والمساهمة في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار".

وشارك في مؤتمر باريس إضافة إلى العراق، كل من: السعودية والبحرين وكندا والصين والدنمارك ومصر والإمارات وإسبانيا وتركيا وألمانيا الولايات المتحدة وإيطاليا واليابان والأردن والكويت ولبنان والنرويج وعمان وهولندا وقطر وبريطانيا وروسيا، وآخرين، إضافة إلى منظمات دولية.

وعلى هامش المؤتمر، قال الرئيس العراقي لـ"أسوشيتد برس"، إنّ الاقتراح الذي قدمه مسؤول أميركي بخصوص مشاركة بعض الدول العربية في الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش"، لا حاجة له، معرباً عن أسفه لعدم إشراك إيران في المؤتمر.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على هامش المؤتمر، أنّ بلاده ستقدم "مساهمة" في الجهود العسكريّة الدوليّة ضد "داعش". وأضاف أنّ هذه "المساهمة" ستُخصّص لدعم الحكومة العراقية "كي نتأكد أنها قادرة على محاربة الإرهابيين لضمان أمن الدولة"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأبدى لافروف أسفه، أمام نظرائه في الجلسة المغلقة، إلى عدم دعوة سورية وإيران للمؤتمر، مشدداً على ضرورة "عدم الوقوع في أخطاء الماضي"، في إشارة إلى مساهمة الغرب بإسقاط نظام الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي.

في المقابل، اعتبر وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، أنّ التهديد الذي يمثله "داعش" قد تجاوز في جغرافيته العراق والشام، و"بات يشكل خطراً يهددنا جميعاً، ويستدعي منا التصدي له بروح جماعية".

وأضاف أن "داعش قد وجد في أرض سورية، بحكم طبيعة نظام (الرئيس بشار) الأسد، أرضاً خصبة، للتدريب وتلقي العتاد والتحرك بحرية دونما عرقلة أو ضوابط، فلابد لأي استراتيجية لضرب داعش من أن تشمل أماكن تواجده على الأرض السورية".

ذات صلة

الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.