مؤتمر أربيل يوحّد الفصائل السنيّة

19 ديسمبر 2014
تريد الفصائل تحرير مناطقها بقواتها (ايمراه يورولماظ/الأناضول)
+ الخط -
بعد أكثر من 11 عاماً على الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، عُقد في أربيل، وبرعاية أميركية، مؤتمر "مكافحة الإرهاب والمليشيات"، الذي يهدف إلى لمّ شتات الكتل والفصائل السنية في تحالف جديد موحّد. ورعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، المؤتمر الذي ضمّ أغلب الكتل السنية في العراق، فضلاً عن عدد من الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي، ومنهم: وزير المالية السابق رافع العيساوي، وأمير قبائل الدليم علي الحاتم، وممثلون عن "الجيش الإسلامي"، و"حماس العراق"، و"النقشبندية"، وحزب "البعث".

وأشار نائب عن "تحالف القوى العراقية"، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن "تهميش السنّة، وإدخال مليشيا الحشد الشعبي في المحافظات السنيّة، بحجة مقاتلة داعش، واستحواذها على المناطق المحررة، ومن ثم قتلها وتهجيرها لأبناء السنّة، فضلاً عن تسليحها في مقابل عدم تسليح العشائر السنيّة، هي أبرز محاور المؤتمر".

وأكّد النائب، أنّ "الكتل السنية اتفقت على تشكيل حلف سني جديد سياسي- عسكري، سيعمل على جمع الفصائل المسلحة، وتحديداً ضباط الجيش السابق والبعثيين لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المحافظات السنية".

وأضاف النائب أنّنا "حصلنا الآن على موافقة مبدئية من فصائل حماس العراق والجيش الإسلامي والنقشبندية، بالانضمام إلى الحلف الجديد". ورجّح أن "يحقق المؤتمر إنجازاً نوعياً في الحفاظ على حقوق السنّة وإزاحة التهميش".

وتابع أنّ "المؤتمر سيوجّه رسالة واضحة إلى الحكومة، بأنّ المناطق السنية يجب أن تُحرّر من قبل السنة أنفسهم، ويجب إبعاد الحشد الشعبي عنها، وسنمهل الحكومة فترة لتسليح العشائر السنية، وإلّا سنلجأ إلى الدول العربية لطلب دعمها وتجاوز الحكومة، لأننا نتعرّض لإبادة من قبل داعش والمليشيات والإهمال الحكومي، ولا يمكننا السكوت على ذلك".

بدوره، ذكر القيادي في "تحالف القوى العراقية" ظافر العاني، في بيان صحافي، أنّ "المؤتمر يمثل أكبر تجمع سياسي للمحافظات الست المضطربة"، وأنّه "سيضع استراتيجية عملية لتحرير هذه المحافظات بالبعدين السياسي والعسكري". وأضاف العاني أنّ "المؤتمر جاء لرسم صيغة العلاقة مع الحكومة، كما أنّه سيضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الحقيقية، لدعم العراقيين في إنهاء ظاهرتي الإرهاب والمليشيات المنفلتة في البلاد".

من جهته، رأى القيادي الكردي محمود عثمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "المؤتمر هو مؤتمر تكميلي للاجتماعات التي عقدتها بعض الشخصيات والفصائل المسلحة في واشنطن مطلع الشهر الجاري". وأضاف "يبدو أن الضغط الأميركي على الأطراف السنية للتوحّد سيكون مدار بحث في المؤتمر، لتجاوز الخلافات بين الكتل السنية المختلفة".

ورجّح عثمان أن "تكون المساعي الأميركية لتوحيد السنّة في العراق جاءت نتيجة ضغوط من دول عربية، تسعى إلى إعادة الحكم السنّي للبلاد، بعد تجربة الحكومات الشيعية التي سببت أزمات مع الدول العربية، لكنّ الدول العربية لا تريد المطالبة بذلك علناً، خصوصاً في ظلّ خطوات التقارب بينها وبين العراق، لذا ستقوم واشنطن بالمهمة بالنيابة عنها".

وأضاف عثمان أنّ "السنّة همّشوا في العراق، والآن يقتلون من قبل داعش والمليشيات، والمحافظات السنية أصبحت بيد داعش أو المليشيات، لذا فإن على السنة أن يتحدوا، كما أن الأكراد موحدون والشيعة كذلك". وكان مصدر سياسي عراقي قد كشف بداية الشهر الجاري لـ"العربي الجديد"، أنّ "وفداً من المعارضين لحكومة حيدر العبادي، وصلوا إلى واشنطن بناءً على دعوة تلقوها من السفارة الأميركية في بغداد".

وكشف أن "الوفد ضم أمير قبائل الدليم الشيخ علي الحاتم، وممثلين من الفصائل المسلحة، ومنها: الجيش الإسلامي، وجيش المجاهدين، والنقشبندية، والبعثيون، ومحافظ نينوى أثيل النجيفي". وأكّد أنّ "الهدف الأساسي من دعوة واشنطن للمعارضين والفصائل المسلحة العراقية، هو توحيد صفوفهم، وأن يكون لهم دور في رسم سياسة العراق".