مؤتمر "جي ستريت" يُحيي الجدل الأميركي بشأن المساعدات لإسرائيل

04 نوفمبر 2019
ساندرز يطالب بتقييد المساعدات الأميركية لإسرائيل (مانديل نغان/فرانس برس)
+ الخط -
قالت الكاتبة الإسرائيلية ميراف لزشتاين إن منظمة اللوبي اليهودي "جي ستريت"، تمكنت من وضع مسألة المساعدات الأميركية لإسرائيل في بؤرة الجدل داخل الكثير من الأوساط الأميركية، وتحديداً في أروقة الحزب الديمقراطي.

ولفتت لزشتاين، في تحليل نشره اليوم الاثنين موقع "سيحا مكوميت" اليساري، إلى أن الأغلبية الساحقة من النخب اليهودية والساسة الديمقراطيين الذين تحدثوا أمام المؤتمر السنوي لمنظمة "جي ستريت"، الذي عقد الأسبوع الماضي، وجهوا انتقادات لاذعة إلى "الشيك المفتوح" الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل.
وحسب لزشتاين، فإنها المرة الأولى منذ تدشينها عام 2007، التي تقترح فيها "جي ستريت" شروطاً للدعم الأميركي لإسرائيل، مشيرة إلى أن هذا التحول يسمح بوضع المساعدات لإسرائيل في صلب الجدل الدائر بشأن العلاقة مع تل أبيب داخل الحزب الديمقراطي.
ولفتت إلى أن معظم المتحدثين أمام المؤتمر هاجموا قيادتي الحزبين الديموقراطي والجمهوري بسبب دعمهما غير المتحفظ لإسرائيل.
وأشارت لزشتاين بشكل خاص إلى ما قالة جيرمي بن عامي، رئيس "جي ستريت"، الذي طالب الإدارة الأميركية بفحص ما إذا كانت المساعدات التي تقدمها لإسرائيل تسهم فقط في إسدال الستار على حلّ الدولتين، مثل تدمير بيوت الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات.
وتنقل لزشتاين عن بن عامي قوله إن معظم الديمقراطيين يتبنون مواقف "جي ستريت" من المساعدات الأميركية لإسرائيل.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الدعم غير المحدود الذي يمنحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسياسات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد عزز مكانة اليمين الإسرائيلي، فإنه في الوقت ذاته منح اليسار الأميركي الفرصة لتوجيه انتقادات إلى سياسات واشنطن تجاه تل أبيب.
وأشارت إلى أن خمسة من الذين يتنافسون على ترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية حرصوا على إلقاء كلمات أمام المؤتمر، وهم: بيرني ساندرز، وبيت بوتيجيج، وإيمي كلوبشر، وجوليان كاسترو، ومايكل بينيت، لافتة إلى أن ساندرز كان الأكثر وضوحاً في دعوته إلى ربط المساعدات العسكرية لإسرائيل بأنماط سلوكها تجاه الفلسطينيين، إلى جانب دعوته إلى نقل بعض هذه المساعدات إلى غزة، لتمكينها من مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
لكن ذلك لم يمنع من بروز مواقف معارضة لوضع شروط على إسرائيل مقابل المساعدات المقدمة لها تحديداً من قبل نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الذي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2022، والذي وصف مثل هذا الأمل بـ"الأمر الشائن" و"الخطأ الفادح".
واستدركت لزشتاين بأنه على الرغم من تعاظم الوعي داخل الحزب الديموقراطي بضرورة ربط المساعدات لإسرائيل بأنماط سلوكها تجاه الفلسطينيين، إلا أن هذا الوعي لم يترجم عملياً على شكل تشريعات تلزم الإدارة بذلك.
وأشارت إلى أن مشروع القانون الذي قدمته النائب بيتي مكولوم بعدم منح الجيش الإسرائيلي أموالاً يمكن أن يوظفها في اعتقال الأطفال الفلسطينيين، لم يحظَ بدعم الكثير من النواب الديمقراطيين.

ونقلت عن أوساط في "جي ستريت" قولها إن المنظمة ستعمل على إقناع نواب ديمقراطيين بطرح مشروع القانون مجدداً حتى نهاية الدورة الحالية لمجلس النواب.
وأشارت إلى أن ما قاله الصحافي اليهودي بيتر بينروت، الذي تحدث أمام المؤتمر، بأنه لا يكفي أن تدعو "جي ستريت" إلى تطبيق حل الدولتين وإزالة المستوطنات في الوقت الذي لا يُطرَح فيه موضوع المساعدات الأميركية لإسرائيل، على اعتبار أن توظيفها يمكن أن يسهم في دفع إسرائيل إلى إعادة تقييم سياساتها تجاه الصراع مع الفلسطينيين.
وحسب بينروت، فإن الولايات المتحدة تشجع إسرائيل على ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين من خلال تقديمها دعماً غير مشروط لها، مشيراً إلى أن أوضاع حقوق الإنسان للفلسطينيين في الأراضي المحتلة أسوأ من أوضاع السود في الولايات المتحد قبل عام 1953.
وأشارت لزشتاين إلى أن انتخاب إلهان عمر نائبةً عن الحزب الديموقراطي، كان له دور كبير في وضع مسألة المساعدات الأميركية لإسرائيل في بؤرة الجدل.
ونقلت عن عمر قولها إن المساعدات العسكرية يمكن توظيفها جيداً لإجبار إسرائيل على الإذعان للقانون الدولي وقبول تسوية الصراع سياسياً، مشيرة إلى أن الرئيسين جيمي كارتر وجورج بوش الأب استخدما ورقة المساعدات في الضغط على إسرائيل لتعديل توجهاتها.
ولفتت إلى أن وجود ساندرز ضمن المطالبين بربط المساعدات الأميركية لإسرائيل بسلوكها تجاه الفلسطينيين يقلص من إمكانية اتهام من يطرح هذا الموقف بمعاداة السامية.
ونقلت عن ساندرز قوله: "كيهودي أبيدت عائلته على أيدي النازيين في الحرب العالمية الثانية، لا يستطيع أحد اتهامي بمعاداة السامية لمجرد أني أطالب بتقييد المساعدات لإسرائيل".
وحسب لزشتاين، هناك الكثير مما يجب فعله من أجل ضمان إحداث تغيير جذري وعميق على مواقف الحزب الديموقراطي من السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، مشيرة إلى أن البرنامج السياسي للحزب لا يدعو حتى الآن إلى إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية.

المساهمون