مأساة المهاجرين إلى أوروبا مستمرة قبالة سواحل ليبيا

05 أكتوبر 2016
محاولات إنقاذ المهاجرين (أريس ميسيني/ فرانس برس)
+ الخط -

تكثف سفن الإنقاذ في البحر المتوسط قبالة السواحل الليبية جهودها، حيث تم إنقاذ أكثر من عشرة آلاف و600 مهاجر خلال 48 ساعة، لكن حلم الوصول إلى أوروبا لا يزال شديد الخطورة ويحصد ضحايا باستمرار.

وانتشلت سفينة الإنقاذ "أسترال" التابعة لمنظمة "بروأكتيفا أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية، أثناء جهودها الصعبة لمساعدة عدد من اللاجئين الذين كانوا على متن قارب مطاطي مكتظ وسفينة خشبية كبيرة وهم في وضع خطر قبالة الساحل الليبي، واستمرت عملية إنقاذهم من الفجر حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء.

ونقل مئات من المهاجرين ومعظمهم من الأفارقة إلى بر الأمان، إلا أن العشرات قضوا بطريقة مؤلمة سواء اختناقاً نتيجة الدخان السام، أو سحقاً تحت الأجسام بسبب حالة الفزع، حيث قتل 29 بهذه الطريقة في قارب مطاطي واحد.

وبعد إجراء عملية إحصاء نهائية الأربعاء، بلغ عدد القتلى 32 شخصاً، وعكست صور مجموعة من المشاعر التي تسببت بها هذه المأساة، وبين أكثر الصور بشاعة تلك التي يظهر فيها الناجون وهم يحاولون عدم الدوس على جثث رفاقهم في القارب نفسه أثناء خروجهم إلى بر الأمان.

وفي الماء يمسك رجل أفريقي بقوة ويأس عوامة رماها له أحد المنقذين، ويحاول أن يرفع ساقه النحيفة ليساعد بها أحد المهاجرين الآخرين الذي يتخبط في الماء بيأس على بعد متر منه. وتكشف صور أخرى عن وجود العديد من الأطفال الصغار على متن القوارب، وظهر أحدهم وهو يبكي ربما بسبب شعوره بالخطر المحدق، بينما بدا آخرون غير آبهين وغير مدركين لما يجري حولهم.

وقال حرس السواحل الإيطالي، إنه نسق 33 عملية إنقاذ مختلفة الثلاثاء، وإنه أنقذ 4655 شخصاً، ما يرفع عدد من تم إنقاذهم خلال يومين إلى عشرة آلاف شخص.

وتم انتشال تسع جثث على الأقل الإثنين، وأبلغ حرس الحدود الليبي عن غرق قارب آخر قتل فيه 11 شخصاً.

وأكدت أحداث، الثلاثاء، الضغوط الشديدة التي يمكن أن تتعرض لها بسهولة أجهزة الإنقاذ والبحث المتعددة الجنسيات قبالة السواحل الليبية.

محاولات إنقاذ مهاجرين قبالة سواحل ليبيا (أريس ميسيني/فرانس برس) 


وكانت سفينة أسترال تعمل لوحدها لساعات بعد رصدها القوارب المنكوبة. ولم تتمكن السفينة، وهي عبارة عن يخت صغير تم تحويله إلى سفينة إنقاذ، من المخاطرة الاقتراب كثيراً من القوارب المنكوبة خوفاً من أن يؤدي تدافع المهاجرين المذعورين إلى انقلابها أثناء محاولتهم الصعود إليها مرة واحدة.

ولم تحصل أسترال على المساعدة سوى عند منتصف النهار بوصول سفينة تابعة للبحرية الإيطالية. ولكن الوقت كان قد فات لبعض الضحايا. ولم تنته العملية سوى بعد الساعة العاشرة مساء.

وذكر حرس السواحل الإيطالي ومنظمة "أطباء بلا حدود" الأربعاء، أن أربع نساء حوامل كن من بين الناجين الذين أنقذوا، أنجبن في الطريق إلى الموانئ الإيطالية.

وقد ازدادت أعداد النساء الحوامل اللواتي يجازفن بالهجرة بشكل كبير هذا العام، وسبق أن أنجبن بعد فترة قصيرة من وصولهن إلى الأمان على قوارب النجاة.

وبوصول 10600 مهاجر جديد، يرتفع عدد المهاجرين واللاجئين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية إلى إكثر من 140 ألف مهاجر منذ بداية هذا العام.

ولا تختلف هذه الأعداد عن أعداد المهاجرين خلال العامين الماضيين، إلا أن إيطاليا تضطر الآن إلى تسجيل عدد أكبر منهم وتوفير الإقامة لهم بضغط من شركائها في الاتحاد الأوروبي، ما يضع ضغوطاً كبيرة على مراكز الاستقبال المكتظة وميزانية الدولة.

(فرانس برس)

المساهمون