مأزق "أوبك"..النفط الصخري يكسب والأسعار تتدحرج

20 اغسطس 2015
أمين عام "أوبك"، عبد الله البدري (Getty)
+ الخط -
يبدو أن استراتيجية منظمة البلدان المصدّرة للنفط ( أوبك)، بعدم خفض حصص الإنتاج من أجل الحفاظ على حصتها في سوق إمدادات النفط العالمية، بدأت تفشل مع تكيّف شركات النفط الصخري الأميركية مع أسعار النفط المنخفضة والخسائر المالية الكبرى التي تتكبّدها دول المنظمة الرئيسية.
وانخفضت أسعار النفط في العقود الآجلة إلى أدنى مستوى لها في لندن، أمس، حيث بلغ سعر خام برنت لعقود 15 سبتمبر/ أيلول 48.76 دولاراً للبرميل، وهو أدنى سعر منذ 6 سنوات، فيما انخفض سعر خام غرب تكساس لذات العقود إلى 42.38 دولاراً.
لكن خبراء يتوقعون أن تنخفض أسعار النفط إلى أقل من 40 دولاراً خلال الربع الجاري من العام.
ويذكر أن خام غرب تكساس اقترب من 40 دولاراً في الأسبوع الماضي.
ورغم أن الدول الخليجية، خاصة تلك المعتمدة فقط على الصادرات النفطية، لديها احتياطات مالية ونقدية ضخمة، إلا أن هنالك مخاوف إذا تواصل التدهور في أسعار النفط لمدة طويلة أن يقضي ذلك على هذه الاحتياطات البالغة نحو ترليون دولار.
وفيما توقع صندوق النقد الدولي أن يصل عجز الميزانية السعودية هذا العام إلى 140 مليار دولار، قال "بانك أوف أميركا ـ ميريل لينش" الأميركي إن عجز ميزانية أبوظبي ربما يرتفع إلى 20% من إجمالي ناتجها الإجمالي.
وقال المصرف، في تقرير تسلّمت "العربي الجديد" نسخة منه، إن أبوظبي ستضطر إلى استخدام جزء من أموال صناديقها السيادية لتغطية العجز. ولكن مصرف "ميريل لينش"، أشار إلى أن عقارات دبي تواجه مخاطر التباطؤ خلال الربع الأخير من العام الجاري والعام المقبل.

وتحتاج أبوظبي إلى سعر نفط في حدود 55 دولاراً لتغطية نفقات الميزانية الحالية.
وتتجه السعودية إلى زيادة مبيعات الخامات المكررة في شكل مشتقات بدلاً من الخام لتغطية الخسائر الكبيرة التي تتكبدها حالياً من مبيعات الخام. وتجري السعودية تحولات سريعة لتصبح أحد أكبر مراكز تكرير النفط في العالم من خلال التوسع في الشراكات في آسيا وأميركا.

اقرأ أيضا: السعودية تقترض 27 مليار دولار في 5 أشهر

وتملك أرامكو السعودية، حصصاً في مصافي تكرير تزيد طاقاتها التكريرية عن خمسة ملايين برميل يومياً في داخل السعودية وخارجها، وهو ما يضعها بين كبار المنتجين على مستوى العالم في قطاع التكرير.
ولكن في مقابل الاحتياطات المالية المتوفرة لدى الدول الخليجية، هنالك مخاوف أن تفلس دول "أوبك" التي لا تملك احتياطات.
وهنالك خمس دول مرشحة للإفلاس في حال استمرار تدهور أسعار النفط، وهذه الدول هي العراق والجزائر وليبيا وفنزويلا ونيجيريا. وتعاني هذه الدول من ضائقة مالية حقيقية وضعت بعضها على حافة الإفلاس.
وكانت دول "أوبك" بقيادة السعودية تعتقد أن انخفاض الأسعار لمدة سيقود تلقائياً إلى إخراج شركات النفط الصخري من السوق، ولكن ما يحدث الآن يشير إلى خطورة استراتيجية المنظمة وما تحمله من مخاطر، حيث تواصل شركات النفط الصخري الأميركي التكيّف مع تدهور أسعار النفط.
وتمكنت 90% من الشركات الأميركية من خفض كلفة الإنتاج إلى أقل من 40 دولاراً للبرميل.
وحسب شركة "آي إتش إس" الأميركية لأبحاث الطاقة، فإن الشركات الأميركية خفضت كلفة الإنتاج بنسبة 45% منذ بداية تدهور الأسعار.
في هذا الصدد، قال جون هيس، رئيس شركة "هيس كوربريشن" العاملة في مجال استخراج النفط الصخري: "لقد تمكّنّا من خفض كلفة حفر آبار النفط الصخري بنسبة 50%، ويمكننا خفض الكلفة بنسبة 30% إضافية".
وما يساعد شركات النفط الأميركية على زيادة الإنتاج، احتمالات السماح لها بتصدير النفط خلال الأشهر المقبلة بعد إلغاء الحظر على صادرات النفط الخام المفروض منذ العام 1973.
ويُلاحَظ أن عدد منصات حفر آبار النفط الصخري عادت للارتفاع وأن إنتاج النفط الأميركي ارتفع إلى 9.3 ملايين برميل.

اقرأ أيضا: انهيار جديد للنفط.. الأسعار صوب 42 دولاراً للبرميل
المساهمون