لم يتوقع رياض فياض (50 عاما) أن يكون زفاف ابنته البكر "هبة" في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ولكن هذا ما فرضته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أفقدته بيته وشردت عائلته.
لا شيء يريده فياض، بعد أن قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بيته وشردت عائلته إلى مدارس النزوح، إلا أن يستكمل حياته وحياة أسرته بشكل طبيعي.
ولم تفكر العروس هبة فياض في يوم أن تكون ليلة زفافها في مدرسة (بيت لاهيا) المكتظة بآلاف النازحين الفلسطينيين. كما لا يبدو على العروس الغزية أي من مظاهر الفرح خاصة أمام تلك المعاناة التي تعيشها جراء الحرب الإسرائيلية.
ويقول والدها رياض فياض: "عقدت قران ابنتي البكر بهذه الطريقة رغبة في استمرار الحياة التي لن تتوقف عند بيت قصف، أو عائلة شردت. حياتنا سنستكملها بشكلها الطبيعي ولقد زوجت ابنتي اليوم لأقول لإسرائيل إنه مهما فعلت لن تمنعنا من استكمال حياتنا".
ويتابع: "كان من المقرر أن يكون عرس ابنتي (هبة) في شهر سبتمبر/ أيلول، ولكن هدم البيت وتشريد العائلة جعلنا نقيم العرس في هذا الوقت كنوع من التحدي لرغبة الاحتلال بتعطيل حياتنا".
وبدأ سريان تهدئة مؤقتة اقترحتها مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لمدة 72 ساعة مع بداية يوم الاثنين الماضي، على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار عبر مفاوضات غير مباشرة في القاهرة.
ويقول: "الاحتلال لن يقتل فرحتنا من خلال عدوانه وقتله للأبرياء في قطاع غزة ونحن سنغيظه بأفراحنا".
ويشير إلى أن وكالة (أونروا) وعدت بتوفير بيت للعروسين في وقت لاحق ولفترة محدودة حتى يتم حل أزمة النازحين.
وتسببت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، بتشريد ونزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، تسببت في سقوط 1940 قتيلاً فلسطينياً، وإصابة قرابة عشرة آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير وتضرر 38086 منزلاً سكنيًا، ومقرات حكومية، ومواقع عسكرية في غزة، بحسب أرقام رسمية فلسطينية.
ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل في هذه الحرب 64 عسكريًا و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً. بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت 161 عسكريا، وأسرت آخر.
واستؤنفت يوم الاثنين، المفاوضات غير المباشرة بين وفدين فلسطيني وإسرائيلي، برعاية مصرية في القاهرة، وذلك بعد أن وافق الطرفان، الأحد، على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة دخلت حيز التنفيذ مع بداية يوم الاثنين.