"لم تكتف الحكومة المصرية بتقصيرها تجاه فئات المجتمع المهمشة والمعوزة، ولم تستح من دورها الهزيل تجاه أطفال الشوارع، فراحت تعتقل من يساعدهم"، هكذا علق ناشطون على خبر اعتقال زينب التي قررت النيابة المصرية حبسها أربعة أيام على ذمة التحقيق، بعد اتهامها بالتخابر واستغلال الأطفال جنسياً والدفع بهم في الاشتباكات السياسية مع قوات الأمن.
وقال المحامي الحقوقي المصري، سامح سمير، إن النيابة احتجزت إحدى المتطوعات في جمعية "بلادي"، زينب رمضان، بعد أن وجهت التهم نفسها سابقا لأصحاب الدار، بعد دهم مقر جمعية "بلادي" التي تستضيف أطفال الشوارع، وألقت القبض على مؤسسيها آية حجازي وزوجها محمد حسنين، ووجهت لهما تهما بالتخابر واستغلال أطفال الشوارع في العنف خلال المظاهرات، واستغلالهم جنسياً، وهو ما نفاه مقربون من مؤسسي "بلادي" مؤكدين أن الهدف من إنشاء المؤسسة كان حماية الأطفال من تلك التجاوزات، وقد صدر قرار بحبسهما 15 يوماً على ذمة التحقيقات، ووضع الأطفال في إحدى دور الرعاية.
وأضاف المحامي في المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في بيان مساء أمس الخميس، "النيابة وجهت التهم لزينب دون أي دليل، كما أن اسمها لم يذكر في أي من مراحل القضية من قبل".
وأشار سمير إلى أن "والدة أحد الأطفال الذين كانوا موجودين في الجمعية، والمحتجزون الآن في دار رعاية في منطقة دار السلام، اتصلت بموكلته وطالبتها بأن تأتي لزيارة ابنها لأنه يعاني أزمة نفسية عقب وضعه في دار الرعاية، وحين ذهبت زينت إلى الأطفال، سبها العساكر واستدعوا لها الشرطة التي حولتها إلى النيابة المسائية، ووجهت لها التهم السابقة".
وتابع سمير "زينب ناشطة في العمل الاجتماعي والخيري مع العديد من الجمعيات، وكانت تذهب تطوعاً وتعلّم الأطفال في جمعية بلادي، من دون الحصول على أي مقابل مادي، وتعرف عليها الأطفال في دار الرعاية، حين ذهبت لرؤيتهم قبل أن تقبض عليها الشرطة".
من جانبه، استنكر منسق مبادرة "شفت تحرش" فتحي فريد، في البيان ذاته، القبض على زينب وهي عضو في المبادرة، وطالبة في جامعة القاهرة، أثناء زيارتها للأطفال.
وأضاف فريد "قُبض على زينب في الخامسة من مساء الأربعاء، أثناء زيارتها للأطفال والاطمئنان عليهم وعلى صحتهم، وتم اقتيادها إلى قسم شرطة عابدين لتقضي ليلة أمس فيه، ثم رُحلت صباح الخميس إلى نيابة وسط القاهرة في محكمة زينهم، ليتم التحقيق معها"، مطالبا بالإفراج الفوري عنها.