انشغل اللبنانيون والعالم قبل أيام بنتائج توزيع جوائز الأوسكار السنوية. لم يكن أمام المتابعين العرب، سوى "التعصب" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، التي صنعت فيلم "كفرناحوم" واستطاعت أن تصل به إلى الأكاديمية. لكن الفيلم الحدث، وإن دخل المسابقة الدولية الأبرز، لم يحظ بالجائزة المتوقعة، ولم يُشكل ذلك صدمة لدى المتابعين. ولا حتى للبكي نفسها التي احترمت آراء اللجنة، والنتيجة.
يحاول اللبنانيون في كل مرة الخروج من الإطار المحلي. لا يقتصر ذلك على السينما، بل تأتي محاولة بعضهم الصعود نحو العالمية، في الغناء أو الرقص وحتى عروض الأزياء. أحياناً يبتسم الحظ للبعض، كما هو حال لبكي، "بطلة" ومخرجة فيلم "كفرناحوم" التي وصلت بتجربتها إلى الولايات المتحدة، طرقت باب المشاهير الذين اعترفوا بجهدها وأثنوا على عملها السينمائي، منهم أوبرا وينفري، وآخرون، منحوا الفيلم صكّاً من النجاح قد يتساوى في مفهومه المعنوي مع رمزية جائزة الأوسكار والهدف من ورائها.
لا تريد نادين لبكي الاعتراف ببعض الضعف في الفيلم، رغم كل النقد الذي واجهته لبكي نفسها، كانت تحاول الخروج أو تفادي الوقوع في الردود المضادة. الواضح أن لبكي تدرك ماذا يعني الصمت، في مثل هذه الحالة، خصوصاً مع رغبتها في الصعود إلى القمة. لم تضع نصب عينيها إلا الهدف، وكان لها ما أرادت، وصلت لبكي إلى الولايات المتحدة، هناك استطاعت أن تقنع "ولاة الأمر" من "ماكينات" بما فعلت وما تريده، جلست إلى جانب المقدمة أوبرا وينفري، وحضرت الغداء الخاص بالمرشحين في الدورة 91 لأكاديمية الفنون، والتقت بالعرب المشاركين والفائزين، الممثل رامي مالك صاحب الأصول المصرية، إلى المخرج السوري طلال الدريكي الذي كان منافساً أيضاً ضمن المسابقة عن فيلمه "آباء وأبناء"، وغيرهم.
الواضح أنه لم يعد هناك من حاجز بين العرب والغرب، على الصعيد الفنّي. دنيا "العولمة" ووسائل الاتصال استطاعت كسر كل حواجز الأماني، أو الأحلام في الوصول إلى العالمية. لكن سؤالاً مُلحًا، يطرح نفسه هنا: لماذا السعي وراء جائزة كبرى وكأنه سعي لبراءة ذمة أو اعتراف بأن ما يقدم أو يُعرض أو يُصنع من أفلام، أو فنون عربية، يجب أن يمر بالغرب؟
كان واضحاً أن مصلحة نادين لبكي تقتضي الاتجاه أو الاندفاع بقوة، نحو الأوسكار. هي ليست المرة الأولى، قبل أشهر مرت لبكي بمهرجان كانّ الدولي وحظيت باهتمام لافت، واستطاعت أن توظف فيلمها في ثيمة إنسانية يجمع عليها الناس؛ "الحرب والطفولة". لا فرق بين الأطفال العرب أو الأميركيين، وحتى الأفريقيين في لعبة الحرب، أو حال الأطفال في الأزمات. الطفل الفلسطيني في "كفرناحوم" اجتاز هو أيضاً كل الحواجز إلى المغزى الإنساني بعيداً عن الصورة والتقنيات. الاتجاه إلى الفكرة كنوع من السباق، مهما تصاعدت حدة الاختلاف في التفاصيل على أسلوب الفيلم في التنفيذ.
يختزل المخرجون العرب أحيانًا تجاربهم بمجرد السفر بالفيلم إلى هوليوود. وهناك إما أن يبتسم الحظ لهم، أو لا، لكن السعي وراء حق، هو النجاح بعينه، مجرد المحاولة أصبحت تكفي العرب، حتى من دون جوائز.
اقــرأ أيضاً
لا بأس، ترد مواقع التواصل الاجتماعي عبر المتابعين: "ليس بالجائزة وحدها يحيا المخرج"، ويرد وزير الثقافة اللبناني على جهود نادين لبكي بموقف يخرج عن إطار العزاء، ليتحول ثناءً: "الأهم أنّا كنا هناك وشاركنا". "هارد لاك" أخرى تضاف إلى طموح صنّاع السينما اللبنانية، رغم حصر البعض السينما اللبنانية بمنطق "الحرب"، والعودة عند كل صناعة أو إنتاج فيلم إلى "فيدباك" شريط أحداث من الماضي. "القضية 23"، فيلم زياد الدويري، رُشح السنة الفائتة للأوسكار، وحظي باهتمام بالغ من قبل المتابعين، لكنه عاد مُشاركاً فقط ضمن المسابقة ولم يربح، وغيره من الإنتاجات التي تُفعّل دور السينما اللبنانية في الخارج أكثر من الداخل.
لا تريد نادين لبكي الاعتراف ببعض الضعف في الفيلم، رغم كل النقد الذي واجهته لبكي نفسها، كانت تحاول الخروج أو تفادي الوقوع في الردود المضادة. الواضح أن لبكي تدرك ماذا يعني الصمت، في مثل هذه الحالة، خصوصاً مع رغبتها في الصعود إلى القمة. لم تضع نصب عينيها إلا الهدف، وكان لها ما أرادت، وصلت لبكي إلى الولايات المتحدة، هناك استطاعت أن تقنع "ولاة الأمر" من "ماكينات" بما فعلت وما تريده، جلست إلى جانب المقدمة أوبرا وينفري، وحضرت الغداء الخاص بالمرشحين في الدورة 91 لأكاديمية الفنون، والتقت بالعرب المشاركين والفائزين، الممثل رامي مالك صاحب الأصول المصرية، إلى المخرج السوري طلال الدريكي الذي كان منافساً أيضاً ضمن المسابقة عن فيلمه "آباء وأبناء"، وغيرهم.
الواضح أنه لم يعد هناك من حاجز بين العرب والغرب، على الصعيد الفنّي. دنيا "العولمة" ووسائل الاتصال استطاعت كسر كل حواجز الأماني، أو الأحلام في الوصول إلى العالمية. لكن سؤالاً مُلحًا، يطرح نفسه هنا: لماذا السعي وراء جائزة كبرى وكأنه سعي لبراءة ذمة أو اعتراف بأن ما يقدم أو يُعرض أو يُصنع من أفلام، أو فنون عربية، يجب أن يمر بالغرب؟
كان واضحاً أن مصلحة نادين لبكي تقتضي الاتجاه أو الاندفاع بقوة، نحو الأوسكار. هي ليست المرة الأولى، قبل أشهر مرت لبكي بمهرجان كانّ الدولي وحظيت باهتمام لافت، واستطاعت أن توظف فيلمها في ثيمة إنسانية يجمع عليها الناس؛ "الحرب والطفولة". لا فرق بين الأطفال العرب أو الأميركيين، وحتى الأفريقيين في لعبة الحرب، أو حال الأطفال في الأزمات. الطفل الفلسطيني في "كفرناحوم" اجتاز هو أيضاً كل الحواجز إلى المغزى الإنساني بعيداً عن الصورة والتقنيات. الاتجاه إلى الفكرة كنوع من السباق، مهما تصاعدت حدة الاختلاف في التفاصيل على أسلوب الفيلم في التنفيذ.
يختزل المخرجون العرب أحيانًا تجاربهم بمجرد السفر بالفيلم إلى هوليوود. وهناك إما أن يبتسم الحظ لهم، أو لا، لكن السعي وراء حق، هو النجاح بعينه، مجرد المحاولة أصبحت تكفي العرب، حتى من دون جوائز.
لا بأس، ترد مواقع التواصل الاجتماعي عبر المتابعين: "ليس بالجائزة وحدها يحيا المخرج"، ويرد وزير الثقافة اللبناني على جهود نادين لبكي بموقف يخرج عن إطار العزاء، ليتحول ثناءً: "الأهم أنّا كنا هناك وشاركنا". "هارد لاك" أخرى تضاف إلى طموح صنّاع السينما اللبنانية، رغم حصر البعض السينما اللبنانية بمنطق "الحرب"، والعودة عند كل صناعة أو إنتاج فيلم إلى "فيدباك" شريط أحداث من الماضي. "القضية 23"، فيلم زياد الدويري، رُشح السنة الفائتة للأوسكار، وحظي باهتمام بالغ من قبل المتابعين، لكنه عاد مُشاركاً فقط ضمن المسابقة ولم يربح، وغيره من الإنتاجات التي تُفعّل دور السينما اللبنانية في الخارج أكثر من الداخل.