ليبيا: محاولة اغتيال وريث حفتر غير المرغوب به إماراتياً

19 ابريل 2018
الناظوري (في الوسط) خلال تخريج عسكريين في بنغازي(فرانس برس)
+ الخط -
تسعى دوائر مصرية وإماراتية وليبية، للتوافق حول اسم المرشح المحتمل لخلافة قائد القوات التابعة لمجلس النواب الليبي في الشرق، خليفة حفتر، بعد ثبوت عدم قدرته على العودة لتأدية مهامه السابقة، إثر إصابته بجلطة في الدماغ، ودخوله أحد المستشفيات الفرنسية آتياً من مصر. ويبدو أن مرحلة اختيار الخلف ستكون صعبة، في ظلّ استهداف المرشح الأبرز لخلافة حفتر، رئيس أركان حربه، عبد الرازق الناظوري، أمس الأربعاء، في مدينة بنغازي، عبر تفجير لموكبه نجا منه الرجل غير المحبّذ بالنسبة لدولة الإمارات، الراعية الرسمية لخليفة حفتر.

وفي التفاصيل، فإن موكب الناظوري وهو الحاكم العسكري للمنطقة الشرقية الليبية، تعرّض لاستهداف بواسطة سيارة مفخخة بضاحية سيدي خليفة في مدينة بنغازي أمس الأربعاء. وأضافت وسائل الإعلام الليبية أن "فصيل الحماية التابع للناظوري والأجهزة الأمنية اشتبكا مع مجموعة إرهابية بمنطقة سيدي خليفة". وسبق أن ذكرت مصادر من بنغازي، أن "انفجاراً كبيراً هز أرجاء سيدي خليفة أحد الأحياء الشرقية للمدينة، تلاه إطلاق رصاص وإبعاد المواطنين عن موقع الحادث وتطويقه من قبل جهات أمنية وعسكرية"، مشيرين إلى أن "الانفجار استهدف رتلاً تابعاً لرئاسة الأركان".

وجاءت محاولة الاغتيال في خضمّ المباحثات حول خلافة حفتر، وفي هذا السياق قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن "التأخر في الإعلان عن طبيعة حالة حفتر رسمياً، هو بسبب عدم التوصل لاتفاق بين الأطراف الثلاثة الليبية في الشرق، ومصر والإمارات بشأن خليفته". وأضافت أن "أسماء عدة طُرحت على اللجنة الوطنية المصرية لمتابعة ليبيا، التي يترأسها مساعد وزير الدفاع للشؤون الخارجية اللواء محمد الكشكي، وقامت اللجنة بدورها بالتشاور مع الجانب الإماراتي الذي يعد الممول الرئيسي لقوات حفتر، لاختيار أحدهم"، مؤكدة في الوقت ذاته "صعوبة الموقف في ظل عدم وجود شخصية تتوافر فيها العناصر التي كانت متوفرة لقائد القوات الذي يرقد طريح الفراش في باريس"، علماً أن الناظوري هو "الرجل غير المرغوب به إماراتياً".

وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن "الناظوري الحاكم العسكرية لدرنة، لا يحظى بدعم كبير داخل المعسكر المصري الإماراتي، لكونه يفتقد للكاريزما والعلاقات مع القبائل والعشائر الليبية"، موضحة أن "ثاني الشخصيات المرشحة لخلافة حفتر، هو نجله خالد قائد الكتيبة 106". ولفتت إلى أنه "على الرغم من أنه يتمتع بقبول داخل القوات المسلحة، وبعلاقات قبلية جيدة، إلا أن عنصري السن والأقدمية، ليسا في صالحه في ظل وجود قادة قد يرفضون اختياره". ولفتت المصادر المصرية، إلى أن "اللواء عبد السلام الحاسي قائد ما يُعرف بغرفة عمليات الكرامة، يعد أحد أبرز الوجوه المطروحة على طاولة المباحثات المصرية الإماراتية".



وجاء هذا فيما أكدت مصادر مقرّبة من اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالشأن الليبي أن "اللواء عون الفرجاني رئيس مكتب حفتر، دخل بقوة بورصة الترشيحات"، مؤكدة أنه "يتمتع بثقة ودعم مصري كبير من جانب القيادات العسكرية في اللجنة، نظراً لخلفياته الاستخباراتية".

وتولى فرجاني مكتب رئيس الاستخبارات على مستوى ليبيا في فترة الثمانينيات، كما شغل موقع رئيس تحريات الشرطة العسكرية على مستوى المنطقة الشرقية في مطلع الألفية الثانية، كذلك تولى منصب رئيس منفذ مطار بنينا الجوي ورئيس الاستخبارات الليبية. كذلك ترأس الفرجاني العديد من اللجان والغرف الأمنية في ليبيا حتى حصل على رتبة عميد عام 2008. وانشقّ عن العقيد معمّر القذافي في ثورة 17 فبراير/شباط 2011 دون المشاركة فيها، رافضاً في الوقت ذاته تولي أي منصب في المجلس الانتقالي.

والفرجاني هو أحد مؤسسي "عملية الكرامة" بقيادة حفتر، عام 2014، فكان له الدور الأكبر بتأسيس وحدة استخبارات تابعة للعملية، لامتلاكه شبكة علاقات واسعة من ضباط الاستخبارات على مستوى ليبيا. وأُصيب خلال إحدى معارك "عملية الكرامة"، وعولج من إصابته، قبل عودته للعمل في القيادة العامة كمدير لمكتب حفتر.

ونوّهت المصادر المصرية إلى أنه "في حال تم التوافق على الاسم الذي سيخلف حفتر، سيتم الاجتماع بعقيلة صالح الذي يعد القائد الأعلى للقوات بصفته رئيس مجلس النواب، وذلك لاستصدار قرار الاعتماد من جانبه". وأشارت المصادر إلى أنه "لا يوجد أي تفاؤل مصري بالأجواء الحاصلة أو الأشخاص المرشحة"، مضيفة أن "القيادة المصرية مجبرة على الاختيار من بين الوجوه المطروحة على الساحة، ومرض حفتر لم يكن في حسبان صانع القرار المصري والإماراتي".



المساهمون