طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو"، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بضرورة التحرك العاجل لوقف الممارسات والأفعال المشينة والخطيرة التي تقوم بها الهيئة العامة للأوقاف في شرق البلاد والتصدي لها. والتي باتت تشكل خطرا على القيم الإنسانية والوطنية والاجتماعية للمجتمع الليبي".
وأعربت اللجنة في بيان اليوم الأحد عن استيائها واستنكارها الشديدين حيال "التصعيد الخطير الذي تقوم به الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية التابعة لحكومة" البرلمان في طبرق ضد "شريحة المثقفين والكتاب ومكونات التيارات السياسية في ليبيا".
ورأت اللجنة أن هيئة أوقاف حكومة البرلمان "أصدرت تعميما على خطباء المساجد للتحذير من العلمانيين والدساتير وقوانين البشر وعلم الفلسفة".
كما عبّرت اللجنة عن "رفضها كافة الدعوات التكفيرية والتحريض والعنف اللفظي والإرهاب الفكري الذي تمارسه هيئة أوقاف الحكومة الموقتة"، لافتة إلى أن مسؤولي الأوقاف "يمارسون ترهيب الكتّاب والصحافيين والمفكرين من على منابر المساجد مستغلين حالة انهيار وغياب مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية، لنشر وتعميم هذا التوجه الخطير الذي يهدد بتداعياته الخطيرة حرية الفكر والتعبير والتنوع الثقافي والسياسي في ليبيا".
ودعت اللجنة منظمة "يونيسكو" ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بضرورة "التحرك العاجل لوقف هذه الممارسات والأفعال المشينة والخطيرة التي تقوم بها الهيئة العامة للأوقاف في شرق البلاد والتصدي لها.
وصعدت سلطات شرق البلاد من مواقفها، بعد أن احتج عدد من مثقفي وكتاب البلاد ومؤسسات مدنية على مصادرة هيئة الأوقاف شحنة من الكتب ادعت بأنها تنشر الإباحية والعلمانية والتصوف والتشيع، لتعلن الهيئة بالتعاون مع قيادة قوات "حفتر" عن دعوتها الداعية السعودي أسامة العتيبي، أحد أبرز المقربين من زعيم التيار المدخلي السلفي، ربيع المدخلي، لزيارة ليبيا.
وألقى العتيبي خطبة الجمعة الماضية في مدينة أجدابيا شرق البلاد أثنى خلالها على قرارات هيئة الأوقاف مصادرة الكتب، مطالبا بمزيد من التشديد على الكتابات والمنشورات، واصفا الأنظمة الديمقراطية بالعلمانية.
واطلع "العربي الجديد" على دعوة وجهها قائد قوات حفتر في المنطقة الغربية، ادريس مادي، للعتيبي لزيارة منطقة الزنتان في أقصى غرب البلاد لإلقاء دروس ومحاضرات في الاتجاه ذاته.
يشار إلى أن التيار السلفي المدخلي يسيطر على أغلب مؤسسات سلطات شرق البلاد بما فيها دار الإفتاء، بالإضافة لدعم المدخليين قوات حفتر بالجنود والمقاتلين، لا سيما كتائب التوحيد المنتشرة في بنغازي وأجدابيا، والتي تشارك في القتال ضد مجالس شورى ثوار بنغازي ودرنة.