ليبيا: كشف الضالعين بخطف وقتل أطفال الشرشاري الثلاثة منذ 2015

08 ابريل 2018
الأطفال الثلاثة (فيسبوك)
+ الخط -


كشفت تحقيقات النيابة العامة الليبية، اليوم الأحد، المتورطين الثلاثة بجريمة خطف وقتل أطفال رجل الأعمال الليبي رياض الشرشاري الثلاثة، في مدينة صرمان جنوب العاصمة الليبية طرابلس، التي وقعت في ديسمبر/ كانون الأول 2015. ومن المتوقع أن تعلن تقريرها الرسمي خلال أيام، خصوصاً بعد نبش رفات الأطفال، أمس السبت، واعتراف الضالعين بالجريمة المروعة بأن قتلهم حصل في يناير/ كانون الثاني 2016، أي بعد شهر من اختطافهم.


وعادت قصة أطفال الشرشاري الثلاثة إلى الواجهة مجدداً، إثر اعتقال أجهزة الأمن بمدينة صرمان غرب العاصمة طرابلس، النمري المحجوبي، رئيس إحدى أبرز العصابات المسلحة في منتصف مارس/ آذار الماضي، وتسليمه إلى قوة الردع الخاصة بطرابلس. ويعتبر النمري الذي يمتلك مليشيا مسلحة خطرة أحد أبرز زعماء العصابات المسلحة المسؤولة عن عمليات خطف وتهريب ونشاطات مشبوهة أخرى.

وقادت التحقيقات مع المحجوبي إلى الكشف عن مكان رفات الأطفال الثلاثة، ما أزال الغموض الذي اكتنف القضية منذ ديسمبر/ كانون الأول 2015. كذلك تبيّن تورط كل من علي كردمين، أحد أبرز أمراء المجموعات المسلحة بالمدينة الذي ألقي القبض عليه ليل أمس السبت، ومحمد الكيب، أحد ضباط البحث الجنائي بالمدينة، الذي كان مكلفاً رسمياً بجريمة الخطف والقتل.

محمد الكيب ضابط الأمن الجنائي المتورط في الجريمة (فيسبوك) 




وما لبث خبر العثور على رفات الأطفال أن انتشر بسرعة بين الأهالي، لتتناقله وسائل التواصل الاجتماعي، ناشرة صوراً للرفات التقطها نشطاء بالمدينة، بعد إنجاز عناصر الأمن في المدينة عمليات البحث والحفر في منطقة الحسية الحمرا، مساء أمس السبت.

وعلى الرغم من التنديد الرسمي من قبل حكومة الوفاق ومجلس النواب وتتابع بيانات الشجب والاستنكار من شخصيات رسمية في البلاد، وهو ما جاء متأخراً، إلا أن تفاصيل الحدث بقيت بعيدة عن الأضواء.





وعلم "العربي الجديد"، من مصادر خاصة، أن النيابة العامة شارفت على الانتهاء من تثبيت الجريمة على المتهمين، وأكدت المصادر أن القضية انتهت بالكشف عن أركان الجريمة بكاملها، والتثبت من تورط الأشخاص الثلاثة، الذين اعترفوا بأن قتل الأطفال وقع في يناير/ كانون الثاني 2016. لكن المصادر تحفّظت على الإفصاح عن أسباب الجريمة.





وأفادت المصادر بأن النيابة العامة ستعلن خلال الأيام القليلة المقبلة النتائج الرسمية للتحقيق. لكنها تبحث في إصرار أسرة الشرشاري على متابعة التحقيق واستدعاء شخصيات سياسية رفيعة في البلاد.

وأضافت بأن أسرة الشرشاري تؤكد اتصالها بشخصيات سياسية وأمنية بالبلاد، تخاذلت عن الاستجابة لمساعدتها ومتابعة قضية الأطفال، في حين كانت لديها إمكانية إنقاذهم من الموت.




وتمسك والد الضحايا الأطفال رياض الشرشاري، في حديث لـ"العربي الجديد" صباح اليوم، بحقه وحق أسرته في معرفة ظروف مقتل أطفاله الثلاثة وأسبابها، ملقياً اللوم على سلطات البلاد التي تباطأت في التفاعل مع قضيته، التي اعتبرت أنها أصبحت قضية رأي عام منذ سنوات.

وأكد أن التحقيقات أفضت إلى الكشف عن مكان دفنهم، لكن المعلومات المتوفرة حتى الآن لم تبيّن ظروف الخطف والقتل بالكامل. قائلاً: "الرفات استخرج على يد المباحث الجنائية ولا يزال لدى الطبيب الشرعي، وحتى صباح اليوم الأحد لم تظهر أي نتيجة"، مشيراً إلى أن أسرته تعيش ظروفاً نفسية صعبة من جراء الكشف عن مقتل الأطفال.






وشهدت مدينة صرمان مظاهرة شعبية شارك فيها المئات من الأهالي، نددت بالجريمة التي أقضت مضجع الرأي العام بسبب طول فترة غموضها. في حين أعلنت بلدية المدينة وقف الدراسة والحداد ثلاثة أيام.

دلالات
المساهمون